المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حريم في الملهى



المراسل الإخباري
01-07-2017, 11:43
بداية وقبل كل شيء العزاء لمن فقد أخاً قريباً¡ او صديقاً في العمل الإرهابي الأخير في إسطنبول¡ العزاء لكل قلب اعتصره الألم مع كل عمل إرهابي في أي مكان في العالم ,اللهم ارحم من مات واشف كل مصاب في حادثة اسطنبول¡ واجبر على قلوب اهلهم ومحبيهم ليس لموتهم فقط¡ بل لما نالهم من قذف تجريح بعد موتهم.
التفجير الذي تم في أحد أشهر مطاعم إسطنبول¡ عمل إجرامي بكل المقاييس الإنسانية والقانونية والأخلاقية,عمل لا يقوم به إنسان سوي¡ أو صاحب معتقد سماوي¡ عمل يمثل روح الإجرام وعقيدة الدم التي اعتنقها بعض منحرفي الفكر والضمير.
غالبا لكل جريمة تبعاتها الايجابية والسلبية, ومن أقوى تبعات هذه الجريمة السلبية متاجرة بعض مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي التي دوما تعج بضجيج¡ وصخب لا يمثل إلا قائليه¡ متاجرة بالدين والأعراف¡ متاجرة لا أخلاق فيها¡ ولا قيم ولا ضمير, "حريم في ملهى ليلي الله لا يفضحنا" ¿ كانت تلك جملتهم بما تحمله مفردة ملهى ليلي من دلالات قبيحة في وجدان الجميع! حتى في الموت يتم النظر للمرأة بشكل مختلف¿
من قام بالجريمة البشعة غابت شمسه عن نقدهم¡ ووقفوا بقوة وقبح أمام من مات دون ذنب وهو يتناول طعام عشاءه¡ إلا إن كان البحث عن الحياة والفرح ذنباً في عرف هؤلاء! لم يقفوا ثواني أمام المشهد¡ أمام القتل¡ وأمام الانسان في حالات هلعه¡ أبداً كل ذلك لم يعن لهم شيئاً فقط¡ بقدر ما استوقفهم وجود رجال ونساء سعوديين في ملهى!¡ حاكمين عليهم بسوء المنقلب¡ وكأن مفاتيح الجنة والنار بين اناملهم.
تطاولٌ غير طبيعي ,وبناء افتراضات سوداء عن الضحايا, وخاصة النساء منهم, لم يقفوا لحظة واحدة أمام أنفسهم,هؤلاء من النساء والرجال راحوا ضحية مجرم, في مكان عام وتحت سماء الله, من يعرف المكان يعلم يقيناً أن مرتاديه من العوائل كثر¡ وأنهم لا يبحثون عن متع محرمة¡ بل أنهم يبحثون عن متنفس طبيعي للاحتفال مع أسرهم, ما تم تداوله من اتهامات مسيئة للضحايا¡ لابد أن تواجهه أسر الضحايا بذراع القانون, نعم فالإساءة للإنسان حتى بعد وفاته مخزية ولا تمثل قيم ديننا¡ ولا أعرافنا الاجتماعية التي تنظر للإنسان بكرامة واحترام,هل من العدل استباحة اعراضهم وهم بين يدي الله¡ لمجرد ان وسائل الإعلام اطلقت على المطعم مفردة ملهى,وهل من العدل مع الله سبحانه قبل غيره¡ أن نفتي بنهايات البشر ومصائرهم يوم الدين¿ قمة الافتراء على الله الذي من فضله علينا جميعا¡ أن أبقى باب الجنة والنار بيده دون سواه عز وجل¿ استمرار التطاول على أعراض الناس بمن فيهم الموتى¡ يتطلب حزماً وقوة في الحد منه¡ واجتثاثه من جذوره قبل أن يصبح جزءاً من الإرهاب الفكري.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1561123)