لكي نحافظ على شركات الألبان

[المراسل الإخباري]

قطاع الألبان من القطاعات المهمة في الأمن ودعم واستقرار الأمن الغذائي ببلادنا¡ ومن يستعرض هذا القطاع من السبعينات الميلادية إلى اليوم سيجد أن الشركات تتقلص ولا تزيد¡ فالقطاعات الاستهلاكية في الغالب تزيد وترفع من فروعها وتستمر بالتوسع لأنها تعتمد على دوران رأس المال¡ وحين نركز قليلا بشركات الألبان لدينا الكبرى والتي يعتد بها هي أربع شركات¡ وما بعدها أقل بكثير كمستوى إنتاج أو رؤوس أموال¡ وعدم دخول شركات جديدة في القطاع يعني شيئين برأيي الأول هو الحاجة لرأسمال ضخم والأمر الآخر عدم جاذبية القطاع كربحية أو عوائق ومصاعب¡ ومن خلال حواراتي مع مدراء ورؤساء بعض شركات الألبان وجدت أن لغة الأرقام هي التي تتحدث لكي نوضح ما يعانيه قطاع الألبان¡ والذي أعتبره رافدا مهما وأساسيا في "الأمن الغذائي بالمملكة" ولعلي هنا أستعرض بعض الأرقام التي قد تغيب عن الكثير خاصة أن أسعار الألبان والحليب لم تتغير منذ ما يقارب 13 سنة¡ وهذا يتنافى مع واقع أسعار السوق والتضخم السنوي الذي يعني أن الأسعار غير عادلة لشركات الألبان ومجحفة لها¡ وهذا لا يعني أننا نبحث أو نرغب برفع الأسعار لها¡ ولكن ما هو مهم هنا واستراتيجي كيف أن نحافظ على شركات الألبان لكي تستمر وتنجح بكفاءة وجودة ولا تخرج من السوق وفق ما يحدث اليوم بارتفاع التكاليف المستمر وبقاء الأسعار كما هي في سوق ليست احتكارية.
كان سعر لتر اللبن في عام 1986 هو 5 ريالات¡ وسعره اليوم هو 3,5 ريالات طبقا لما قالي لي الأستاذ محمد السرحان رئيس مجلس إدارة شركة الصافي دانون¡ وأيضا تتهم شركات الألبان أنها تستهلك مياه عالية جدا¡ والحقيقة تقول إنها لا تستهلك إلا 5% مما يستهلكه القطاع الزراعي أي تستهلك 950 مليون متر مكعب من أصل 2,5 مليار متر مكعب مياه والاعلاف يستهلك 96% من المياه القطاع الزراعي¡ كذلك الاعلاف إنتاج المملكة هو 9,6 ملايين طن وما يستهلكه القطاع الزراعي هو 1,2 مليون أي 12,5% فقط¡ ويستورد القطاع 50% مما يحتاج من اعلاف¡ وقطاع الألبان ينتج 35 ألف طن من اللحوم ويشكل ذلك 20% من إنتاج اللحوم¡ وهذه مساهمة مهمة ثانوية قد لا تكون النشاط الرئيسي.
من كل ذلك نجد أن قطاع الألبان ليس هو من يستنزف المياه ولا الأعلاف بلغة الأرقام¡ وهو قطاع مهم واستراتيجي للأمن الغذائي¡ وأن لا تكون النظرة "عدائية" ومجحفة لشركات وطنية تسهم مساهمة فعالة في الأمن الغذائيº فلنحافظ عليها وندعمها وليس العكس كما نرى للأسف.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1560711)