المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرؤية 2030



المراسل الإخباري
01-09-2017, 20:56
بعد حين من تجاذب الآراء في الرؤية¡ والتعليقات الساخرة أو المؤيدة أو الناقدة¡ فإنه حري بنا أن نسكن قليلاً¡ وننظر بعين التروي والتعقل والتفكير بمنطق المصلح¡ وعين المخلص¡ ولسان المعين..
مملكتنا فتية¡ تعيش في أوج شبابها¡ رغم تاريخها العميق¡ وقد مرّ أكثر من ثمانين عاما منذ تأسيسها¡ وفي أثناء ذلك مرت بأدوار وأطوار¡ وعصفت بها رياح¡ وتجاوزت محنا وإحنا¡ فكانت في السراء مؤمنة شاكرة¡ وكانت في الضراء مؤمنة صابرة¡ فكان أمرها كله لها خير¡ أطعمت الطعام¡ وكست العراة¡ ورعت الأيتام¡ ووصلت الرحم¡ وأكسبت المعدوم¡ وأعانت على نوائب الحق.
منّ الله عليها بالذهب الأسود الذي فاق التوقعات¡ وفتح باب الآمال¡ وشرع للإنجازات¡ فتطورت بسرعة مذهلة¡ وارتقت بقوة متقنة¡ ولم تخلع عباءتها¡ ولم تترك أصالتها¡ فكانت توازنا بين التطور والأصالة¡ متمسكة بمبادئها¡ محافظة على الترتيب بين خطواتها¡ كلما غادر صهوتها ملك¡ اعتلاها آخر مكملا مسيرة من سبق¡ على نفس النهج¡ مع مراعاة تغير الزمان¡ وتطور الأحوال.
هذه المقدمة لا بد منها¡ لكي نستلهم ما ترنو إليه قيادتها المتزنة بحكمة الشيوخ ونشاط الشباب وهمتهم.
وبعد حين من تجاذب الآراء في الرؤية¡ والتعليقات الساخرة أو المؤيدة أو الناقدة¡ فإنه حري بنا أن نسكن قليلا¡ وننظر بعين التروي والتعقل والتفكير بمنطق المصلح¡ وعين المخلص¡ ولسان المعين.
بطبيعة الحال لا بد ألا يرضى الناس كلهم عن فكرة أو عمل¡ أو رؤية¡ فاختلاف الرأي سنة محمودة¡ وإنما تتلاقح الأفكار وتتحسن الأعمال باختلاف وجهات النظر¡ فقد يرى المرء شيئا من زاوية لا تظهر له ما قد يكون من عيب¡ فيدركه غيره ممن ينظر إلى الشيء نفسه من زاوية أخرى¡ حتى العدو¡ والحاقد¡ والحاسد¡ قد يفيد في رأيه من يريد الإصلاح¡ ويسعى إلى الكمال¡ ويود الوصول إلى أن يكون ممن أتقن عمله.
ومن هذا المنطلق أفادنا الشيطان بفضل آية الكرسي¡ وقال صلى الله عليه وآله: وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. متفق عليه.
والمقصود أن المخالف قد يفيدنا أكثر ممن يؤيدنا¡ لأنه سينظر إلى العيب¡ ويفتش عن الزلل¡ فينبهنا إلى ما قد لا تراه أعيننا المحبة الراضية! وكما قيل:
وإذا أراد الله نشر فضيلة
طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
ما كان يعرف طيب عرف العود
ولعل هذا ما جعلني أتأمل وأقرأ عن الرؤية ممن يخالفها ويعيبها أكثر من قراءتي لمن يؤيدها ويشرح أبعادها¡ ويزيح عن خفاياها ستار التعجب لعله يكشف عن حسن مآلها.
لهذا أرجو أن يكون مقالي هذا وما يتبعه خاليا من التطبيل¡ لكنه أيضا ليس بنقد¡ ولا معيب¡ لأن الإصلاح أسهل بكثير من الهدم ثم البناء¡ إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت. ولست أزعم أني سآتي بما لم تأت به الأوائل¡ ولكني أزعم جازما أني سأرى الرؤية بعين المخلص الناصح الأمين. فمثلها حري بالنظر¡ وأي رؤية أجمل من رؤية يعيش بها المجتمع حيويًا¡ والاقتصاد مزدهرًا¡ والوطن طموحًا¡ فهذه المحاور تشرئب النفوس وتتشوف لمعرفة تفاصيلها¡ وسبل تحقيقها¡ ومدى قدرتنا على السير في فجاجها¡ ولعل الاهتمام بها والكتابة عنها لا يثير سؤلاً ولا استغراباً¡ فتلك الرؤية تتعلق بحياتي وحياة أبنائي وأهلي¡ ووطني ومستقبلي¡ فكيف لا تكون حرية بالطرح والمناقشة والترويج¡ وهي تتحدث عن تأهيل مئات الآلاف من الشباب للعمل في هذا الوطن المعطاء¡ وتوسع دائرة الثقافة والمعرفة¡ وتتفنن في إظهار البلد بالمظهر الجذاب الذي يشوق الزائرين¡ وترسم لوحة حضارية من العمران والطرقات¡ وتستزيد من قاصدي بيت الله الحرام الملايين¡ وتتيح لكثير من المجتمع النسائي مصادر رزق عفيفة¡ وغير ذلك مما هو مؤهّل للكتابة والمناقشة¡ فلعلك أخي القارئ الكريم تصغي إلي بأذن واعية¡ ونفسٍ راقية¡ وتتأمل في أحرف كلماتي من كل زاوية¡ فالمقصود هو بناء وطن¡ وصناعة مستقبل¡ والله من وراء القصد.. يتبع..




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1561376)