المراسل الإخباري
01-09-2017, 20:56
ربط الأستاذ سلطان البازعي بين الإرهابي جهيمان وبين توقف صالات السينما في المملكة بعد عام 1400 هـ¡ وقال في ندوته التي عقدها في مقر جمعية الثقافة والفنون بالرياض ما يوحي بأن السينما تأثرت بهذا الحدث الإجرامي. وهذا الرأي أو الربط الذي أصبح "كليشيه" يردده البعض¡ ليس دقيقاً تماماً وتنفيه الوقائع.
هناك مبالغة كبيرة في الحديث عن التأثير الذي أحدثته جريمة جهيمان في المجتمع¡ يصور البعض أن "المجرم تم إعدامه لكن بقيت أفكاره"¡ بمعنى أن المجتمع قد تأثر بأفكاره بشكل ما¡ وهذا غير صحيح وفيه ظلم كبير لأن السعوديين بكل شرائحهم قد رفضوا الحادثة وأنكروها واستبشعوها.. وليس هناك عاقل يؤيد ما فعله جهيمان أو يتعاطف مع أفكاره بأي شكل كان.
وبالحديث عن صالات السينما التي يتم إلصاقها قسراً بالحادثة الجهيمانية¡ فإنّ غيابها كان لأسباب اقتصادية محضة¡ ولا شأن لجهيمان بذلك¡ ففي تلك الفترة من بداية الثمانينيات تأثرت الأندية الرياضية بانتشار جهاز الفيديو المنزلي¡ ولم تعد العروض السينمائية التي تنظمها في مقراتها ذات مردود مادي يغري بالاستمرار بسبب ضعف الحضور أولاً¡ ثم بسبب عدم الاختصاص.
لو أنّ صالات السينما توقفت بسبب إرهاب جهيمان تحديداً¡ فكيف نفسر استمرار الحفلات الغنائية في المملكة خلال عقد الثمانينيات¡ ووصولها إلى ذروتها¡ حتى بداية التسعينيات¿¡ وكيف نفسر النمو الهائل لسوق محلات الفيديو في نفس الفترة حتى وصلت إلى كل حي من أحياء الرياض¡ وكل المدن السعودية¡ وهي التي تبيع ذات الأفلام التي كانت تعرض في صالات الأندية الرياضية¿!. أليست أفكار المجتمع التي يرى أصحاب "النظرية الجهيمانية" أنها تسببت في إيقاف صالات السينما¡ هي نفس الأفكار التي تسامحت مع الحضور الطاغي لمحلات الفيديو والحفلات الغنائية بعد تلك الحادثة المشؤومة¿. فكيف إذن نفسر هذا التناقض الجلي بين اتهام المجتمع بالتأثر بأفكار التشدد وبين هذا الحضور البهي للفنون في عقد الثمانينيات¿.
ولو عدنا لصالات السينما أو صالات العرض المتواضعة التي تولت الأندية الرياضية إدارتها في تلك الفترة¡ فإن وجودها حصراً في هذه الأندية دليل على ضعف المؤسسة الثقافية الناشطة حينذاك¡ أعني جمعية الثقافة والفنون التي لو أدرجت حينها "فن السينما" ضمن دائرة اهتمامها مثل بقية الفنون -المسرح والموسيقى- لما غابت السينما عن الفضاء الاجتماعي ولما احتجنا لشماعة نرمي عليها سبب توقف صالات العرض!.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1561370)
هناك مبالغة كبيرة في الحديث عن التأثير الذي أحدثته جريمة جهيمان في المجتمع¡ يصور البعض أن "المجرم تم إعدامه لكن بقيت أفكاره"¡ بمعنى أن المجتمع قد تأثر بأفكاره بشكل ما¡ وهذا غير صحيح وفيه ظلم كبير لأن السعوديين بكل شرائحهم قد رفضوا الحادثة وأنكروها واستبشعوها.. وليس هناك عاقل يؤيد ما فعله جهيمان أو يتعاطف مع أفكاره بأي شكل كان.
وبالحديث عن صالات السينما التي يتم إلصاقها قسراً بالحادثة الجهيمانية¡ فإنّ غيابها كان لأسباب اقتصادية محضة¡ ولا شأن لجهيمان بذلك¡ ففي تلك الفترة من بداية الثمانينيات تأثرت الأندية الرياضية بانتشار جهاز الفيديو المنزلي¡ ولم تعد العروض السينمائية التي تنظمها في مقراتها ذات مردود مادي يغري بالاستمرار بسبب ضعف الحضور أولاً¡ ثم بسبب عدم الاختصاص.
لو أنّ صالات السينما توقفت بسبب إرهاب جهيمان تحديداً¡ فكيف نفسر استمرار الحفلات الغنائية في المملكة خلال عقد الثمانينيات¡ ووصولها إلى ذروتها¡ حتى بداية التسعينيات¿¡ وكيف نفسر النمو الهائل لسوق محلات الفيديو في نفس الفترة حتى وصلت إلى كل حي من أحياء الرياض¡ وكل المدن السعودية¡ وهي التي تبيع ذات الأفلام التي كانت تعرض في صالات الأندية الرياضية¿!. أليست أفكار المجتمع التي يرى أصحاب "النظرية الجهيمانية" أنها تسببت في إيقاف صالات السينما¡ هي نفس الأفكار التي تسامحت مع الحضور الطاغي لمحلات الفيديو والحفلات الغنائية بعد تلك الحادثة المشؤومة¿. فكيف إذن نفسر هذا التناقض الجلي بين اتهام المجتمع بالتأثر بأفكار التشدد وبين هذا الحضور البهي للفنون في عقد الثمانينيات¿.
ولو عدنا لصالات السينما أو صالات العرض المتواضعة التي تولت الأندية الرياضية إدارتها في تلك الفترة¡ فإن وجودها حصراً في هذه الأندية دليل على ضعف المؤسسة الثقافية الناشطة حينذاك¡ أعني جمعية الثقافة والفنون التي لو أدرجت حينها "فن السينما" ضمن دائرة اهتمامها مثل بقية الفنون -المسرح والموسيقى- لما غابت السينما عن الفضاء الاجتماعي ولما احتجنا لشماعة نرمي عليها سبب توقف صالات العرض!.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1561370)