المراسل الإخباري
01-16-2017, 21:22
الواجب استنهاض الهمم لزيادة الدخل المجتمعي¡ والتشجيع على التكسب المبارك والتدرج فيه¡ ثم التشجيع على إنفاق بعضه في التثقيف والترفيه¡ وذلك أمر مرغب فيه شرعًا وعقلًا..
مجتمع حيويº هي عبارة لا تحمل إيحاءً جديدًا¡ فهي كغيرها من أبواب الفلاح التي تعددت أساليب الشرع في تقريرها¡ ولكنها ركيزة وأساس لسائر سبل الخير¡ وناموس الحياة الذي يوحي إليها بصحة السير¡ فالحيوية في المجتمع هي ثمرة الأخذ بكل جوانب الدين¡ ومئنة على توازن بين الحياتين "الدنيا والآخرة".
إن الحياة المفعمة بالنشاط والتفاؤل والسرور والسعادة¡ هي تلك التي سألها موسى قبل أي شيء (رب اشرح لي صدري) وهي التي افتتح الله بها سورة خصت باسمها استفهامًا تقريريًا يدل على إيجاب الجواب بالاعتراف بها (ألم نشرح لك صدرك)¡ وفي قوله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) كل ذلك وغيره كثير يوقظ في أذهاننا فكرة الاعتناء بحيوية النفس وتفاؤلها وانفتاحها على دنياها لتعيش حياة أرادها الله (طيبة).
إن النظر من زاوية واحدة¡ بله من الزاوية الضيقة لمفهوم الحياة¡ قد يصور للبعض أن الدنيا لا تستحق الجد والاهتمام¡ وربما شهروا آيات الزهد وأحاديث الورع كي يمرروا الانطوائية الدفينة في مفهومهم للحياة!
ولكنّ مفهوم الحياة في سنته صلى الله عليه وآله لا ترقى لإدراكه إلا العقول النيّرة (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة¡ فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها). فإذن هي حياة التفاؤل والنظر العميق لفعل الخير وإعمار الدنيا وإن قصرت!
بهذا المفهوم مزجت الدنيا بالأخرى في الإسلام (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة¡ ولا تنس نصيبك من الدنيا) وفي كثير من المواضع قرآناً وسنة ما يدعو النفس للإقبال على الشيء وحملها على الجدية في الأخذ به ويفتح لها بابًا تتروح فيه لتقوى في مهمتها¡ مثل قوله (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) ففيه إشارة وترغيب للنفس في التعامل مع تلك النعم من زاويتينº زاوية الجد وزاوية الترفيه!
وأظن أن هذه الجزئية قد استوعبتها رؤية 2030¡ لتضع المجتمع في طريق الإنتاج المصاحب للترفيه الذي لا يكون مقصودًا لذاته بل لما يعود به على المجتمع من خير وازدهار.
ومن هذه النظرة أيضًا¡ والحديث عن جانب آخر من الرؤية¡ يوشك أن يكون ممنوعًا الحديث عنه تديناً عند كثير من أصحاب تلك النظرة¡ فقد يلتبس عليهم فارق الزمان والمكان¡ فيلجأون لتعميم الحظر أو لتأطيره فيما لا يتماشى مع طبيعة الحال¡ ذلكم هو الجانب الرياضي¡ وهو جانب متعلق بعمود الحياة وصحة المسير¡ وكما يقال "العقل السليم في الجسم السليم"¡ ومن المؤسف أن تجد ممن ينسب إلى الإسلام معدوم الفكرة عن مسمى الرياضة¡ أو أنه يريد رياضة لا تكون إلا في ذهنه¡ هذا الجانب هو أيضًا ركيزة في حيوية المجتمع¡ وخلوه من الأوبئة والأمراض التي تذهب بالأعمار وتفني قدرات شبابه¡ ولا يعني حثنا على ذلك موافقة لفكرة ما أو معارضتها¡ ولكنه تذكير بإحدى القوتين للمسلم¡ فالمسلم القوي في إيمانه والقوي في بدنه هو المؤهل لإعمار الحياة¡ فإنشاء المنشآت وتوسعة الأندية ودعم المتنزهات المعدة لذلك¡ ليس محضًا من اللهو واللعب¡ كما يصوره البعض¡ ولا يصح الاستدلال بآيات ذم اللعب واللهو لتحريمه ومحاربتهº لأن المقصود من تلك النصوص ما أساء إلى الدين لا ما استعين به منه لبناء مجتمع مسلم متكامل عقلياً وبدنياً.
والواجب استنهاض الهمم لزيادة الدخل المجتمعي¡ والتشجيع على التكسب المبارك والتدرج فيه¡ ثم التشجيع على إنفاق بعضه في التثقيف والترفيه¡ وذلك أمر مرغب فيه شرعًا وعقلًا.
ولن نستوعب كل جوانب الحياة التي ترقى بأهلها للحيوية¡ ولكن يكفينا الإشارة بما تقدم¡ وينبغي للمسلم الاستعانة بعقله وفكره لتنظيم أمور حياته بما يتطابق مع تعاليم دينه بالصورة الحضارية التي لا تنكرها المجتمعات التي تراقب المسلمين¡ وتحكم على دينهم من خلالها.
يتبع..
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1563178)
مجتمع حيويº هي عبارة لا تحمل إيحاءً جديدًا¡ فهي كغيرها من أبواب الفلاح التي تعددت أساليب الشرع في تقريرها¡ ولكنها ركيزة وأساس لسائر سبل الخير¡ وناموس الحياة الذي يوحي إليها بصحة السير¡ فالحيوية في المجتمع هي ثمرة الأخذ بكل جوانب الدين¡ ومئنة على توازن بين الحياتين "الدنيا والآخرة".
إن الحياة المفعمة بالنشاط والتفاؤل والسرور والسعادة¡ هي تلك التي سألها موسى قبل أي شيء (رب اشرح لي صدري) وهي التي افتتح الله بها سورة خصت باسمها استفهامًا تقريريًا يدل على إيجاب الجواب بالاعتراف بها (ألم نشرح لك صدرك)¡ وفي قوله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) كل ذلك وغيره كثير يوقظ في أذهاننا فكرة الاعتناء بحيوية النفس وتفاؤلها وانفتاحها على دنياها لتعيش حياة أرادها الله (طيبة).
إن النظر من زاوية واحدة¡ بله من الزاوية الضيقة لمفهوم الحياة¡ قد يصور للبعض أن الدنيا لا تستحق الجد والاهتمام¡ وربما شهروا آيات الزهد وأحاديث الورع كي يمرروا الانطوائية الدفينة في مفهومهم للحياة!
ولكنّ مفهوم الحياة في سنته صلى الله عليه وآله لا ترقى لإدراكه إلا العقول النيّرة (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة¡ فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها). فإذن هي حياة التفاؤل والنظر العميق لفعل الخير وإعمار الدنيا وإن قصرت!
بهذا المفهوم مزجت الدنيا بالأخرى في الإسلام (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة¡ ولا تنس نصيبك من الدنيا) وفي كثير من المواضع قرآناً وسنة ما يدعو النفس للإقبال على الشيء وحملها على الجدية في الأخذ به ويفتح لها بابًا تتروح فيه لتقوى في مهمتها¡ مثل قوله (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) ففيه إشارة وترغيب للنفس في التعامل مع تلك النعم من زاويتينº زاوية الجد وزاوية الترفيه!
وأظن أن هذه الجزئية قد استوعبتها رؤية 2030¡ لتضع المجتمع في طريق الإنتاج المصاحب للترفيه الذي لا يكون مقصودًا لذاته بل لما يعود به على المجتمع من خير وازدهار.
ومن هذه النظرة أيضًا¡ والحديث عن جانب آخر من الرؤية¡ يوشك أن يكون ممنوعًا الحديث عنه تديناً عند كثير من أصحاب تلك النظرة¡ فقد يلتبس عليهم فارق الزمان والمكان¡ فيلجأون لتعميم الحظر أو لتأطيره فيما لا يتماشى مع طبيعة الحال¡ ذلكم هو الجانب الرياضي¡ وهو جانب متعلق بعمود الحياة وصحة المسير¡ وكما يقال "العقل السليم في الجسم السليم"¡ ومن المؤسف أن تجد ممن ينسب إلى الإسلام معدوم الفكرة عن مسمى الرياضة¡ أو أنه يريد رياضة لا تكون إلا في ذهنه¡ هذا الجانب هو أيضًا ركيزة في حيوية المجتمع¡ وخلوه من الأوبئة والأمراض التي تذهب بالأعمار وتفني قدرات شبابه¡ ولا يعني حثنا على ذلك موافقة لفكرة ما أو معارضتها¡ ولكنه تذكير بإحدى القوتين للمسلم¡ فالمسلم القوي في إيمانه والقوي في بدنه هو المؤهل لإعمار الحياة¡ فإنشاء المنشآت وتوسعة الأندية ودعم المتنزهات المعدة لذلك¡ ليس محضًا من اللهو واللعب¡ كما يصوره البعض¡ ولا يصح الاستدلال بآيات ذم اللعب واللهو لتحريمه ومحاربتهº لأن المقصود من تلك النصوص ما أساء إلى الدين لا ما استعين به منه لبناء مجتمع مسلم متكامل عقلياً وبدنياً.
والواجب استنهاض الهمم لزيادة الدخل المجتمعي¡ والتشجيع على التكسب المبارك والتدرج فيه¡ ثم التشجيع على إنفاق بعضه في التثقيف والترفيه¡ وذلك أمر مرغب فيه شرعًا وعقلًا.
ولن نستوعب كل جوانب الحياة التي ترقى بأهلها للحيوية¡ ولكن يكفينا الإشارة بما تقدم¡ وينبغي للمسلم الاستعانة بعقله وفكره لتنظيم أمور حياته بما يتطابق مع تعاليم دينه بالصورة الحضارية التي لا تنكرها المجتمعات التي تراقب المسلمين¡ وتحكم على دينهم من خلالها.
يتبع..
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1563178)