المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموت والطلاق يصنعان الفارق



المراسل الإخباري
01-18-2017, 21:13
في تفاصيل بعض المشاكل الاجتماعية تكمن تفاصيل أخرى¡ تفاصيل دقيقة ومنبعثة من ثقافتنا الاجتماعية وربما من حالتنا النفسية في تلك اللحظة¡ فحين يحدث الطلاق لأي فتاة تجد أن من يتحدثون عن طلاقها يؤكدون أنها جميلة "بس ما لها حظ"¡ أو جميلة "بس الرجال ما عرف قدرها"¡ أما إن طلبت الخلع فإن النظرية ستتغير وتؤكد أنه رجل ممتاز وغني وعلى خلق "بس هي ما لها في الطيب نصيب¿" لا أريد تحليل هذه الآراء المتناقضة من منظور علمي ولن أربطه بحتمية النجاح لوجود عامل وغياب آخر¡ ولكن لنأخذه إلى رصيف الأحكام والآراء العاطفية التي ندير من خلالها كثيرا من مواقفنا¡ وتلك الحالة من التدفق العاطفي نجدها تثور براكينها مع حضور الطلاق حيث تتدفق العواطف تجاه المرأة وتأكيد الجمال في حال تم الطلاق بشكل سريع¿
أما مع الموت فيختلف الوضع¡ وخاصة لبعض البارزين في القطاع الإعلامي والأدبي والثقافي¡ وأيضا القطاع الرياضي خاصة لنجوم الفرق الكبيرة والجماهيرية¡ حيث نجد أن تناول شخصيته وأدبيات إنتاجه يخضع لنفس المعايير العاطفية¡ بل إن البعض يعتلي جبل المبالغة إلى حيث يكون على مشارف الخروج عن المنطق والموضوعية مما قد يسيء للمتوفى أكثر من الاحتفاء به¡ وهذا يجعلنا نتساءل وبقوة تتداخل فيها العاطفة بالمنطق والمفترض¡ نتساءل: لماذا غابت تلك المشاعر المكتنزة بالحب والتقدير والإعجاب وهؤلاء أحياء بيننا¿.. لماذا لم نحتفل بإبداعهم وأنفاسهم تشاركنا الحياة¿¡ لماذا بخلنا عليهم بإطلالة حب وتكريم يستحقونه وهم أحياء فكل ما نقوله ونطالب به لا يعنيهم بشيء وهم تحت الثرى¿
انجراف وتدفق حاد في عواطفنا لمجرد حضور الموت¡ بل إن بعضنا يتقدم المصلين والمعزين باعتباره الصديق المقرب للمتوفى وكاتم أسراره ومدون منتجه الأدبي أو معلمه في الإعلام أو شريكه في الهموم والمعضلات التي واجهها المتوفى -عليه رحمة الله- وإن كان رياضيا مميزا فالمؤكد أنه مكتشفه وموجهه للفريق بل وربما كان خلف ميوله الزرقاء أو الصفراء أو الخضراء وربما هو من أهداه أول قميص رياضي لبسه الراحل¿
الحالة العاطفية تحرك تلك المشاعر¡ والمؤكد أن للموت رهبته من ناحية¡ ومن ناحية أخرى فإنه يقضي على الخصومات والخلافات ويجعل للاختلافات نكهة خاصة¡ نكهة قائمة على الحب والصداقة واتفاق الأهداف وإن اختلفت الرؤى¡ ويثير حالة من الحب خاصة في حال وجود أطفال¡ مع ملاحظة أن سهولة التعبير عن المشاعر باتت متاحة بكل الأشكال عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تحتاج إلا لمبادرة وتحديد شكل وأسلوب ومحتوى التعبير¡ لم تعد وسائل الإعلام خاصة بالنخبة¡ أو تحت سيطرة أفراد معينين¡ بل يمكن لطفل أن يصنع الصورة والمحتوى¡ ويمكن لامرأة أن تلتهم جزءا من كعكة الإعلان وهي خارجة أسوار التنظيمات الإعلامية بكل ضوابطها¡ ويبقى السؤال: لماذا يأتي الحب في حضور الموت¿ ليته يأتي بقوة ونقاء قبل الأنفاس الأخيرة¡ بل وقبل أن تضعف الأنفاس.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1563675)