المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية (2030).. وطن طموح (3)



المراسل الإخباري
01-22-2017, 16:04
حين ننظر إلى رؤية 2030 من خلال مفهوم بعض العقليات للإسلام وللعبادة¡ نجد شرائح كثيرة في عداد المعارضين¡ وقد ترشق سهام التهم خُفية أن هذه الإستراتيجيات تأخذ بالمجتمعات المسلمة إلى مسارات معارضة لما تصورته تلك العقليات عن الإسلام..
قد تختلف الآراء حول الرؤية¡ ويكثر منتقدوها¡ وربما شنّع بعضهم بها وعليها¡ ولكل رأيه الذي يحترم¡ وربما كان سببه تأثره المباشر ببعض القرارات¡ وينقطع التفكير عند الكثيرين إذا ما مست مصادر دخلهم¡ أو ما يظنونه الباب الرئيس لرزقهم¡ ولكن لا تختلف تلك الآراء في ضرورة أن يحتوينا وطن طموح بحكومة فاعلة لا تتهاون مع ما يعيق بناء الوطن أو يكدر عيش المواطن¡ وتسعى ليلاً نهارًا بكل إمكاناتها لتحقيق الشفافية الممكنة لأداء دورها الوطني المنوط بها¡ فتلك هي آمال المواطن بصفته الفردية والجماعية¡ ولهذا سننهي سلسلتنا هذه عن الرؤية من منظار قوله تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)¡ وفي ظني أن الجميع متفقون على الهدف العام من الرؤية¡ وأن الرؤية حصيلة لأزمة تمر بها المنطقة¡ وأن هذه الأزمة ليست محصورة في بلادنا وحدها¡ بل هي عامة في الخليج وفي الأمة العربية¡ بل في العالم تقريبا. والجميع متفقون أيضا على أن مواجهة هذه الأزمة تحتاج إلى تغيير سلوك ونمط حياة¡ وخطط إستراتيجية مستقبلية¡ وأن المجتمع يجب أن يبحث عن وسائل دخل تلغي اعتمادها على النفط¡ فكل ذلك وما يقابله من خطط وبرامج للخروج من ضيق النظرة وقصرها إلى هدف أبعد هو التمحور حول حقيقة (فليعبدوا) بمفهومها الأبعد عن السطحيات الاعتيادية¡ ولاسيما إذا ما نظرنا إلى ورود صيغة الأمر هذه في سورة قصيرة تعلقت بما قبلها وذكرت أساليب تجارة قريش وأخذهم بأسباب البقاء¡ لتذكرهم بضرورة الحفاظ على مستقبلهم التجاري الاقتصادي والأمني اللذَين هما محض فضل من الله بتحقيقهم (فليعبدوا)¡ فمهما أخذنا بالأسباب وعملنا بمقتضيات العقل لمواجهة الأزمات للحفاظ على (الأمن الغذائي والأمن الحياتي) يبقى الأهم من تلك الأسباب هو تحقيق (فليعبدوا)¡ وذلك هو الهدف الأسمى للمجتمعات المسلمة¡ ولا يتأتى ذلك بالمفهوم "الكلاسيكي" -إذا صح التعبير- فأكثر المجتمعات المسلمة تتطلع لحياة تواكب تلك الحياة التي تعيشها المجتمعات الأخرى من حيث الرفاهية والتجارة والصناعة وغير ذلك¡ وتبقى أماني "ليتنا مثلهم" حبيسة في قلوب الكثير وإن لم تتفوه بها الألسنة¡ وليس ذلك بمعيب ولا بمحذور من جانب الشرع إذ إن التمني هنا يتناول الحياة الدنيوية وما حققته تلك المجتمعات.
وحين ننظر إلى رؤية 2030 من خلال مفهوم بعض العقليات للإسلام وللعبادة¡ لوجدنا شرائح كثيرة في عداد المعارضين¡ وقد ترشق سهام التهم خُفية أن هذه الإستراتيجيات تأخذ بالمجتمعات المسلمة إلى مسارات معارضة لما تصورته تلك العقليات عن الإسلام¡ ومن هنا تنشأ التصدعات في المجتمع¡ وليست تلك التصدعات من باب وجهات النظر المثرية بعضها بعضًا¡ ولكنها من باب التكتلات التي تحمل رؤى وتصورات عن مجتمعات مسلمة لا وجود لها إلا في الأذهان¡ فما تصبو إليه تلك العقليات ليس إلا شكليات لا تتناسب مع المكان والزمان¡ فوجود رؤية 2030 في مثل هذا الوقت ضرورة عقلية من حيث إيجادها بغض النظر عن الاختلافات في الطرح والتنفيذ¡ فمجتمعاتنا المسلمة متمثلة برموزها الدينية يجب أن تدرك وتعي ضرورة التأقلم مع المفهوم الأوسع لقول الله تعالى (فليعبدوا)¡ وينبغي للعقليات الدينية والاقتصادية والسياسية والإعلامية أن تتخذ من إيجاد الأمن والاقتصاد والحفاظ عليهما هدفًا رئيسًا لإفهام شرائح المجتمع أن ذلك لا يتعارض مع هويتنا المسلمة¡ وأن الطموح بوطن ينافسه الآخرون يبدأ من قبولنا لمبدأ المراجعة لصحة أفعالنا وأقوالنا بصفتنا مسلمين¡ ومدى تناسبها مع زماننا ومكاننا دون أي تحرج¡ لتتوافق حياتنا مع مقولتنا (الإسلام صالح لكل زمان ومكان)!




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1564969)