المراسل الإخباري
01-22-2017, 16:04
وضع دانتي في كتابه الأدبي "الكوميديا الإلهية" الأسس العامة للاقتصاد الأدبي¡ حيث أصبح هذا الكتاب بمثابة منهجية أدبية يسير عليها اللاحقون ولكن بتفصيلات موسعة ومختلفة وحسب الزمن ومتغيراته¡ حيث يخاطب الاقتصاد الأدبي الروح الإنسانية محاولاً تنقيتها من الصراعات المادية التي زرعها الاقتصاد السياسي¡ فهو يدعو إلى روح القناعة والنظر إلى الأشياء بمنظار روحاني إنساني¡ بينما الاقتصاد السياسي يدعو إلى الجشع والطمع والتعامل مع كل ما يحيط بنا بلغة المادة التي سببت الاضطرابات والنزاعات والخلافات بين أفراد المجتمع. ومنذ ميداس ما فتئ الأدب يندد بالاقتصاد السياسي¡ ولميداس حكاية حيث كان ملكاً على بقعة صغيرة¡ أراد أن يكون له نفوذ بتوسيع سلطان مملكته¡ ومثل هذا الطموح لا يتحقق إلا بالثروة¡ وعندما أكرم أحد الناخبين الشيوخ كافأه باخوس بتلبية أي رغبة يتمناها¡ فتمنى الغبي أن يتحول كل ما يلمسه إلى ذهب¡ فكان أن حتى مياه الشرب ومأكل المائدة تحولت إلى ذهب¡ فهرع إلى باخوس فوراً ليوقف هذه المهزلة أو هذه المأساة¡ فنصحه إله الخمرة أن يغتسل بماء نهر يتدفق من ينبوع بين صخرتين¡ دعاه الانسجام والتكيف مع الطبيعة¡ واغتسل الرجل فشفي¡ وقد عرف فعل الندامة وتراجع عن رغبته سريعاً¡ لكن الأدب بعد ذلك لم يطلعنا على رجل عرف فعل الندامة سريعاً مثل ميداس¡ فالأغلبية لا يظهر عندها الندم إلا متأخراً. وهذه القصة توضح لنا مقدار الجشع في الإنسان ونظرته المادية المجردة تجاه كل شيء¡ والاقتصاد السياسي يسلّع كل شيء حولنا¡ فهو ذو سطوة على الأسواق الاستهلاكية ومتغول وحدّي جداً¡ لذلك لابد أن يجابه بالاقتصاد الأدبي من أجل خلق توازن¡ فهو يدعو إلى بث روح الحياة. وفي رؤى كاسندرا بريام ترى أن الاقتصاد الأدبي: "يوضح أن السلعة المادية تبدأ بالروح قبل أن تخرجها اليد والآلة إلى السوق. وهي تحمل صفات هذه الروح معها فإن كانت روحاً طيبة فإنها سلعة مفيدة وطيبة¡ وإن كانت روحاً خبيثة فإنها سلعة ضارة ومفسدة. الروح هي التي تحمّل السلعة رسالتها: تنزل إلى السوق لسد حاجة وتعود بربح الكفاية"¡ فهو يشترط نظافة الروح لتبقى الأشياء متقدة¡ مبهجة¡ ومفرحة¡ وخالية من أنانية وتوحد الاقتصاد السياسي.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1564720)
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1564720)