المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواطن أولاً..



المراسل الإخباري
01-25-2017, 08:07
قوة الوطن في قوة مواطنية وقدرتهم على استثمار كل طاقاتهم الكامنة رجالاً ونساء حتى يتمكنوا من مواجهة متطلبات الحياة الكريمة¡ ومنافسة الدول الأخرى والوصول إلى العالم الأول..
أطلق الرئيس الأميركي ترامب في أول خطاب له شعاراً جميلاً وذكياً وعاطفياً في نفس الوقت¡ ذلك هو: (أميركا أولاً) واستخدم هذا الشعار منذ بدء حملته للرئاسة¡ وأسهم في نجاحه رغم ما ارتكب من أخطاء أثناء حملته الانتخابية وما قبلها¡ لكنه نجح حين وضع مصالح أميركا أولاً في كل خطبه ومقابلاته خصوصاً حين يأتي ذكر الصين أو المكسيك¡ وقد كان شعار الرئيس السابق بيل كلينتون في حملته من أجل الرئاسة: (إنه الاقتصاد يا غبي) وكان موجهاً لمنافسه الرئيس بوش الأب¡ وقد فاز كلينتون بالرئاسة رغم الانتصارات العسكرية والسياسية التي تحققت لأميركا في عهد بوش الأب¡ ذلك أن الاقتصاد يهم المواطن أكثر من أي عامل آخر.
ورغم أنه من المفترض أن يضع المسؤول مصالح بلاده أولاً¡ إلا أن ما يحصل يخالف ذلك في أحوال كثيرة وعلى مستوى العالم¡ وخصوصاً في الدول النامية والتي يفتقر إعلامها إلى حرّية الرأي¡ وتفتقر أجهزتها الرقابية إلى القوة التي تمكنها من منع التجاوز¡ فالفاسد وتاجر المخدرات والإرهابي جميعهم معول هدم لأمن الوطن ونسيج المجتمع وتماسكه¡ وكذلك تجار السلاح والذخائر والأدوية وغيرها الذين يستخدمون شتى الوسائل من رشاوى وتضليل لتمرير صفقات تضيق بها مستودعات الدول النامية¡ وتكون في الغالب على حساب ما يصرف على التعليم والصحة وما يقدم للمواطن من خدمات.
اليوم المملكة بأشد الحاجة للتركيز على الداخل في ظل ما تواجهه من تحديات كثيرة تصدت لها القيادة السياسية بحزم وجدّ¡ ففي الداخل تبذل جهود كبيرة للتحول من دولة ريعية تعتمد على مصدر واحد ناضب إلى دولة منتجة وباقتصاد متعدد المصادر¡ وهذا التحول له ثمنه وتبعاته وآلامه¡ لكنه ضروري لتصحيح وضع استمر سنوات طويلة ومن أجل حياة أفضل للأجيال القادمة¡ كما تواجه المملكة تحديات خارجية على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم تأخذ الكثير من اهتمام القيادة السياسية والعسكرية وتضع عبئاً على الاقتصاد والتنمية.
كل ذلك يجعل شعار (المواطن أولاً) هو الدليل والمقياس الذي يجب أن يكون أمام أعيننا حين نتخذ القرارات المهمة¡ (فالمواطن أولاً) يجب أن يكون حاضراً أمام كل قرار وفي أي موقع كان¡ وأهم ما يعنيه هو الاهتمام بإنسان هذا الوطن الذي هو أساس كل تنمية والعامل الأول للتقدم والاستقرار¡ فمن المهم أن نسعى جاهدين أثناء التحول والرؤية إلى حماية الطبقة المتوسطة من التآكل¡ ورفع كفاءة العنصر البشري وزيادة إنتاجيته¡ وتمكينه¡ مع تركيز التنمية على الأبعاد الاجتماعية والسياسية والأمنية والإنسانية إضافة إلى البعد الاقتصادي¡ وهذا يعني أن نبدأ بتخليص المجتمع تدريجياً وبالوسائل العلمية من الفقر والجهل والخوف والمرض¡ وهو ما يتطلب قاعدة معلومات تبنى على أساس أبحاث ميدانية تشمل كل بيوت الفقراء والمحتاجين¡ تقوم بها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمساعدة الجامعات ومنظمات المجتمع المدني للوقوف على ما بداخل البيوت من فقر وإعاقة ومرض بشقية الجسدي والنفسي وما قد يكون بها من عنف ضد الأطفال كالتسرب من التعليم مبكراً وهو ما يعد أحد أشكال العنف ضد الأطفال التي يعاقب عليها النظام. كما أن بعض تلك البيوت تعاني مما يقع عليها من عنف وإهمال من الأب بسبب الجهل أو تعاطي المخدرات أو بسبب مرض نفسي¡ هذا المسح الميداني يجب أن يكون شاملاً ويتعدى بمراحل ما تقوم به الوزارة حالياً من حصر لمستحقي الضمان الاجتماعي.
المواطن أولاً تعني حماية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الصعوبات التي تواجهها بسبب التستر وشراسة المنافسة من الوافدين ومن أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة كمنافسة المواطن على امتلاك سيارات الأجرة الحديثة¡ وهي تعني حماية المواطن من جشع بعض تجار العقار سواء ملاك المحلات التجارية أو محتكري الأراضي¡ ومن كثرة الرسوم التي تفرضها البلديات على تلك المنشآت وهي في بداية تكوينها¡ ومن كثرة الأنظمة واللوائح وخصوصاً ما له علاقة بالأنشطة التي تخص المرأة¡ وضرورة تبسيطها.
قوة الوطن في قوة مواطنية وقدرتهم على استثمار كل طاقاتهم الكامنة رجالاً ونساء حتى يتمكنوا من مواجهة متطلبات الحياة الكريمة¡ ومنافسة الدول الأخرى والوصول إلى العالم الأول.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1565765)