المراسل الإخباري
01-25-2017, 08:07
أنت وأنا وهذا الذي يجلس إلى جانبك نعاني من نفس المشكلة التي يعاني منها الشباب اليمني الذي انضم إلى صفوف الحوثيين تحت راية على عبدالله صالح.
سقط على عبدالله صالح بإرادة شعبية لا علاقة لها بمؤامرة دولية أو داخلية.. تمت تسوية الأمر وظن الجميع أن صالح ذهب إلى غير رجعة.. أطلق على ما جرى في اليمن ثورة شعبية.. ثورة حطمت زيف الثورات التي اعتادت الشعوب العربية أن تتلقاها هدية من العسكر.
عملت في الاتصالات السعودية في قسم التدريب في العقدين الأخيرين من القرن العشرين.. تجربة طويلة وممتدة ومازلت أعيش على ثمرات عطائها¡ كانت تقودنا شركة كندية¡ من أهم مهامها نقل التكنولوجيا وزرعها في عقولنا لا في مستودعاتنا.. تعلمت من الكنديين وضع الخطط واحترام الوقت والدخول والخروج بدون ورقة توقيع.. والمهارة الأخيرة تمثل أكبر تحد لفن الإدارة في المملكة.. في إحدى السنوات استقال مديرنا¡ تم تعيين مدير جديد.. وكما تعلمنا من الكنديين أعد كل مدير قسم عروضا وشروحات عن الأعمال والمشاكل لتعريف المدير الجديد بإدارته التي تقرر أن يقودها. اجتمعنا في قاعة كبرى. تبرعت ووقفت ورحبت به وعرضت جدول أعمال الاجتماع. وقف وشكرني وشكر الجميع وقال: يا إخوان انسوا ما بين أيديكم فهناك توجه جديد. إذا كنتم سمعتم العروض التي اعددناها فسعادته سمعها. بالفعل بدأنا عصرا جديدا.. أعاد ورقة الحضور والغياب وحدد مواعيد الصلاة وأمن على المستودع لكيلا نستمر في نهب أقلام الرصاص والدفاتر وأموال الدولة.. أعاد سعودة الإدارة من جديد.
قد لا يجد القارئ علاقة بين تجربة على عبدالله صالح في اليمن وبين تجربتي في الاتصالات السعودية.. بتأمل بسيط ستراهما تجربتين تمتاحان من ثقافة واحدة. أسميها (العود الأبدي) حسب تعبير الروائي كونديرا. بعد تجربة ثرية تقدمنا فيها جاء سعادته وأعادنا إلى المكان الذي صرفت الدولة الملايين للخروج منه. كل هؤلاء اليمنيين الذين يؤيدون على عبدالله صالح يريدون للشعب اليمني العودة إلى ما قامت الثورة عليه.
مشكلة لا يعاني منها عامة الناس أو المديرون فقط.. أكثر من يعاني منها المثقفون.. راجع البكائيات على صدام حسين في الصحافة والمحاضرات والخطب. أعادوا إنتاج صدام حسين إلى وعينا كأنما التاريخ لم يلتق به.. بعض الكتاب أصبح يطلق عليه الشهيد¡ وهو لا يستحق ذلك. قتل العراقيين والكويتيين ونسف النظام العربي وأفلس بالعراق ودول الخليج وكان الأساس في انهيار الدولة لينبعث من بين الرماد بطلا مخلصا.. ابحث في تجارب حياتك لترى حجم العود الأبدي.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1565524)
سقط على عبدالله صالح بإرادة شعبية لا علاقة لها بمؤامرة دولية أو داخلية.. تمت تسوية الأمر وظن الجميع أن صالح ذهب إلى غير رجعة.. أطلق على ما جرى في اليمن ثورة شعبية.. ثورة حطمت زيف الثورات التي اعتادت الشعوب العربية أن تتلقاها هدية من العسكر.
عملت في الاتصالات السعودية في قسم التدريب في العقدين الأخيرين من القرن العشرين.. تجربة طويلة وممتدة ومازلت أعيش على ثمرات عطائها¡ كانت تقودنا شركة كندية¡ من أهم مهامها نقل التكنولوجيا وزرعها في عقولنا لا في مستودعاتنا.. تعلمت من الكنديين وضع الخطط واحترام الوقت والدخول والخروج بدون ورقة توقيع.. والمهارة الأخيرة تمثل أكبر تحد لفن الإدارة في المملكة.. في إحدى السنوات استقال مديرنا¡ تم تعيين مدير جديد.. وكما تعلمنا من الكنديين أعد كل مدير قسم عروضا وشروحات عن الأعمال والمشاكل لتعريف المدير الجديد بإدارته التي تقرر أن يقودها. اجتمعنا في قاعة كبرى. تبرعت ووقفت ورحبت به وعرضت جدول أعمال الاجتماع. وقف وشكرني وشكر الجميع وقال: يا إخوان انسوا ما بين أيديكم فهناك توجه جديد. إذا كنتم سمعتم العروض التي اعددناها فسعادته سمعها. بالفعل بدأنا عصرا جديدا.. أعاد ورقة الحضور والغياب وحدد مواعيد الصلاة وأمن على المستودع لكيلا نستمر في نهب أقلام الرصاص والدفاتر وأموال الدولة.. أعاد سعودة الإدارة من جديد.
قد لا يجد القارئ علاقة بين تجربة على عبدالله صالح في اليمن وبين تجربتي في الاتصالات السعودية.. بتأمل بسيط ستراهما تجربتين تمتاحان من ثقافة واحدة. أسميها (العود الأبدي) حسب تعبير الروائي كونديرا. بعد تجربة ثرية تقدمنا فيها جاء سعادته وأعادنا إلى المكان الذي صرفت الدولة الملايين للخروج منه. كل هؤلاء اليمنيين الذين يؤيدون على عبدالله صالح يريدون للشعب اليمني العودة إلى ما قامت الثورة عليه.
مشكلة لا يعاني منها عامة الناس أو المديرون فقط.. أكثر من يعاني منها المثقفون.. راجع البكائيات على صدام حسين في الصحافة والمحاضرات والخطب. أعادوا إنتاج صدام حسين إلى وعينا كأنما التاريخ لم يلتق به.. بعض الكتاب أصبح يطلق عليه الشهيد¡ وهو لا يستحق ذلك. قتل العراقيين والكويتيين ونسف النظام العربي وأفلس بالعراق ودول الخليج وكان الأساس في انهيار الدولة لينبعث من بين الرماد بطلا مخلصا.. ابحث في تجارب حياتك لترى حجم العود الأبدي.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1565524)