المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أول مئة يوم في واشنطن..!



المراسل الإخباري
01-25-2017, 08:07
بذل ترامب جهداً كبيراً ومبالغاً فيه في التركيز على الداخل الأميركي واستحث الكلمات من أجل إعادة تعريفه للديمقراطية لشعب عرفه العالم كمنتج للديمقراطية¡ ولكن يبقى السؤال الأهم: كيف سيعمل ترامب على ذلك..¿
تنصيب أي رئيس أميركي هو بلا شك حدث عالمي لا يمكن تجاهل تأثيراته¡ وعندما يهتم العالم بهذا الحدث هو يترقب نتائج هذا الحدث المستقبلية وخاصة ما تنتجه المئة يوم الأولى¡ فالتكهنات حول أميركا ترامب كثيرة ولكن أهمها لا يظهر في مثل هذه الاحتفالات¡ وهذا ما علينا تذكره جيدا¡ ففي العام 2009م جاء الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى جامعة القاهرة¡ وقال بالحرف الواحد إنه يلتقي بالمسلمين اليوم في وقت "يسوده توتر بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم" والسؤال المباشر هل خف هذا التوتر أم تضاعف..¿ وكرر الرئيس السابق أن هذا التوتر أكبر من أي حوار أو نقاش سياسي¡ قال أيضا إنه يأتي إلى القاهرة للبحث عن بداية جديدة بين المسلمين في العالم وأميركا استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.
بذل ترامب جهدا كبيرا ومبالغا فيه في التركيز على الداخل الأميركي واستحث الكلمات من أجل إعادة تعريفه للديمقراطية لشعب عرفه العالم كمنتج للديمقراطية¡ ولكن يبقى السؤال الأهم: كيف سيعمل ترامب على ذلك..¿ هذا التعريف بقدر وضوحه إلا أنه قد يخفي الكثير من الحقائق المفاجئة للعالم¡ فالرؤساء في أميركا لا يتحدثون بصراحة عن الأشياء التي يريدون حقيقة أن يفعلوها في فترتهم الرئاسية¡ لذلك يمضون الحديث عن آمال يتمنون تحقيقها.
هذه الجرعة من الأمل التي يبعثها الرئيس ترامب في يوم تنصيبه في عقل الشعب الأميركي وأنه سوف يعمل على إعادة بناء الداخل الأميركي بشكل جديد كل ذلك كما يبدو سوف يحدث على حساب علاقات أميركا مع العالم¡ وهذا ما طرحه ترامب في معادلته السياسية التي يمكن تلخيصها¡ أن أميركا ترامب لن تزدهر لوحدها لتبهر العالم كما كانت تفعل في الماضي بل سوف تزدهر على حساب العالم هذه المرة وفق معادلة الاقتصاد والسياسة.
سؤال مقلق حول هذا الخطاب¡ فهل ترامب حلقة في سلسلة إغلاق أميركا في وجه العالم التي أنتجتها أحداث سبتمبر عام 2001م¡ خطاب التنصيب هذا وضع نقاطا على الحروف¡ فكما يبدو أن نظرية أميركا الجديدة هي العمل على إغلاق أميركا تدريجيا أمام العالم كله ورسم علاقاتها وفق أسس مغلقة ومحكمة تستند إلى معادلة المصالح القائمة على حصر المنفعة في الاتجاه فقط نحو قلب أميركا ولها فقط دون تقديم مساهمات كما كانت تفعل أميركا في السابق¡ وقد تنكفئ أميركا على نفسها كما قال ترامب "ستكون رؤيتنا وشعارنا أميركا أولاً".
يقول ترامب سوف نمحو التطرف الإسلامي العنيف من على وجه الأرض¡ لنعود هنا إلى خطاب الرئيس السابق أوباما الذي توقع علاقات استثنائية مع المسلمين ولكن خلال فترته سمحت السياسات الأميركية بنشوء الكثير من الجماعات المتطرفة التي سوف يقضي فيها ترامب وقتا من أجل أن يمحوها من على وجه الأرض¡ هذا طموح خيالي.
الحقيقة التي أمام العالم بعد هذا الخطاب تنبئ أننا أمام رئيس يملك أكثر من خمس مئة شركة في العالم تنتشر في عشرين دولة¡ وهذا ما قد يجعله يفكر بإدارة أميركا كشركة¡ أما سياسيا فمن الواضح أنه سوف يدير أميركا وفق مفهوم القوة الاقتصادية التي يدركها¡ وهذا لن يكون ناجحا في أهم قضايا العالم تعقيدا وفي علاقة أميركا مع أوروبا والشرق الأوسط والصين وكوريا الشمالية¡ لذلك أعتقد أن العالم وخاصة نحن في الخليج علينا أن نتفحص فريق ترامب ونعمل معه عن قرب أكثر من ترامب نفسه¡ لأن لا شيء يستطيع أن يشتري الحلول السياسية ولن يستطيع الاقتصاد القوي فرض الحلول السياسية لأن العالم يتغير والقوى الدولية أصابها الارتباك.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1565247)