المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من لها غير نورة ¿



المراسل الإخباري
02-01-2017, 05:16
نصف قرن من تعليم المرأة , أردفه نزولها إلى سوق العمل , مع تحقق فاعليتها واستقلالها الاقتصادي داخل الأسرة , حرك الأشياء من مواضعها التقليدية.
حتمية التاريخ المتبدلة وتداول الأيام, أدرجتها في سياقات جديدة, وضاعفت الأدوار المطلوبة منها, واتسع الحيز الذي أفرد لها عما كان عليه في السابق.
ولكن لا أعتقد بأن الصورة تغدو مثالية دوما في جميع المواقف, فثقل الركام التاريخي مابرح يؤطرها في حيز الشيء المقتنى!
إرث الغزوات الصحراوي , عندما تغيب عن صولات النزال والكر والفر والدفاع عن الجماعة , وتغيب عن توزيع الغنائم , عندها ستتقهقر في تراتبية توزيع رأس المال , الأمر الذي يدفعها إلى الهوامش والأطراف , بمنزلة العبء الذي يحتاج إلى وصاية .
هذه الصورة الأركيولجية القديمة تعكس استبداد الأدوار الجندرية, بشكل جعلها ترتفع حاجزا يحجب الكثير من الفرص المتاحة للمرأة المؤهلة بالخبرات والمدججة بالمواهب , كإقصائها عن دوائر صناعة القرار , مرورا بعدم اكتمال مواطنتها الإدارية إلا بوجود وصي عليها, انتهاء بغياب قانون يجرم التحرش بها في الفضاء العام رغم نزولها لسوق العمل !!
فحضورها تقابله حالة من التوتر والقلق الجمعي الناتج عن الخشية من تغيير الأشياء عن مواضعها القديمة , وهو الأمر الذي سيحتاج المزيد من الوقت والألفة ليتصالح معه المجتمع , كما تصالح قبل نصف قرن مع فكرة وجود مكان آخر غير القبر اسمه المدرسة, من الممكن أن يخرجها من منزلها وتمضي به بعض من الوقت.
الخطاب العام مابرح يضج برسائل مضمرة لاينفك يمررها باستمرار محاولاً أن يبخس أدوار المرأة العاملة بتهم التقصير نحو أسرتها أو أطفالها أو حسن إدارتها منزلها , وهذه الرسائل ستصطف إلى جوار رسائل شتى متوارية في شقوق الثقافة , تصمها بالانفعالية , وخفة العقل, والسذاجة , والعجز عن تقدير الأمور وفق مقاييس منطقية وعقلانية .
ومن هنا أمام هذا الهواء المختنق بالرسائل السلبية , تصبح جائزة تؤسس باسم المرأة ولها واحتفاء بنجاحاتها وتميزها, هي غابة تنهض في وجه التصحر, رئة أوكسجين أمام صلف الغبار , صولجان لمضمار نصف قرن من الأفراس النجيبة .
أشرع بوابتها النادي الأدبي في القصيم, ومن ثم أتمتها جامعة الأميرة نورة, ومن لها غير نورة ¿ عبر جائزة التميز النسائي تستنطق كل ما هو جميل متميز ونادر في الفضاء النسوي المحلي , وتجلبه إلى دائرة الضوء , وتخلق حوله حالة احتفائية من الفخر والزهو الذي يرمم الحائط القصير الذي تقبع خلفه النساء.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1567084)