المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنادرية إطلالة الماضي على الحاضر



المراسل الإخباري
02-04-2017, 23:51
من لا ماضي له ليس له حاضر¡ مقولة تحمل الحكمة وتجسد الحقيقة¡ فركيزة الماضي هي التي ترعرت ونمت حتى وصلت إلى منجز الحاضر الذي يخطط ويرسم للقادم بالتدرج حسب كينونة التطور والنماء منذ الأزل¡ إذ التمدد الأفقي¡ والارتقاء الرأسي من طبيعة الحياة والشواهد ماثلة فيما هو منظور وما يحدِّث عنه التاريخ.
الجنادرية (المهرجان الوطني للتراث والثقافة) يعني في حقيقته وفي ما يجري فيه من نشاطات تشارك فيها جميع مناطق المملكة ممثلة بنماذج من الموروثات المتنوعة المصطبغة بالطابع الشعبي¡ من فنون البناء¡ والنسيج¡ وطرق الري¡ والزراعة¡ والأغذية¡ والتعليم¡ والعرضات¡ والرقصات¡ والغناء¡ والأهازيج الشعبية¡ وطرق البيع والشراء¡ والمكاييل والموازين¡ وخياطة الملابس بالإبرة¡ والمخيط¡ مركاز العمدة¡ وشيخ المهنة¡ وغير ذلك من الأعمال والفنون التي لا يمكن حصرها بسهولة¡ فكياننا الكبير الممتد شرقاً وغرباً¡ وشمالاً وجنوباً¡ والوسط¡ تتعدد فيه المهن والفنون¡ منها ما بقي بالتوارث والتواتر¡ ومنها ما تغيرت ملامحه بفعل حتمية النمو والتطور¡ فكانت الإضافات¡ ولكن صورة الماضي تحتل المجال الكبير في المهرجان الوطني بحق¡ حيث يَمْثُلُ أبناء المناطق وهم يؤدون ما كان يقدمه الأجداد من أعمال ونشاطات حياتية جدية¡ وكيف يُروِّحُون عن أنفسهم بآلات مستمدة من البيئة ومصنَّعة بمهارة المُتَفَنِّنِيْنَ فيما يشبه التخصص¡ فصانع الرَّبابة غير صانع النَّاي¡ والسَّمْسميَّة لها مبدعها ومتقنها¡ كما الدُّفوف (والطِّيران)¡ وفنون البناء باختلاف المناطق حيث البيئة تحدد ما يتناسب مع واقعها¡ فالحاجات التي كانت ضرورية لحياة الإنسان في مكانه¡ كانت تصنع وتتقن بيد ماهرة من المحترفين في كل مجال.
لا يمكن حصر كل ما كان¡ ولكن ما يوجد من أنواع حرفية من المناطق في المهجان يجذب الأجيال الجديدة للمشاهدة ويعرفهم على الماضي¡ وبتلقائية تكون المقارنة¡ وتكون متعة ممزوجة بالمعرفة¡ وشحذ الهمم للسير إلى الأمام واستشراف المستقبل بما كسبوه من معارف في حاضرهم¡ من هندسة في مختلف المهن كانت حصيلة تعليم منهجي سواء في الداخل/الخارج¡ الطب¡ والبناء¡ والتعليم وتطويره¡ وقد كانت لهذه المكاسب المعرفية نتائجها وهي بارزة في تحول القرية إلى مدينة¡ والمدينة الى مدن في مدينة كما هو في العاصمة الكبرى (الرياض) وما حصل في جميع مناطق المملكة من إنجازات عمرانية¡ واقتصادية وصحية والتوسع في كل ما يسعد الإنسان ويحميه ويوفر أمنه واستقراره¡ ويصد عنه الأعدء بجيش نظامي مدرب وبأسلحة حديثة تدمر وتكتسح كل فعل عدواني¡ وما يسطره أبناؤنا من رجال القوات المسلحة في تلاحمهم وتضحياتهم من أجل قهر العدو وتدميره دليل حب الوطن الغالي المُجْمَع عليه من كل الفئات.
الكيان الكبير دينياً ودنيوياً¡ يُمَثِّلُ الوحدة والتَّلاحم الوطني¡ فكلّما استهدف من أي عدو أو مغرض¡ برزت حقيقة اللحمة والتواصل والتآزر عملاً وروحاً حيث الجميع في خدمة الوطن وتحت راية التوحيد الخفَّاقة على الدَّوام¡ وفي المهرجان الوطني صورة أو صور بانورامية تجسِّد التَّكاتف والتَّلاحم¡ والمشاركات الوجدانية والمودَّة بين أبناء هذا الكيان الكبير الذي أرسى قواعده صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-¡ ومن بعده أبناؤه الذين ساروا على النهج الذي أقامه عليه مما رَسَّخَ المحبَّة بين القمَّة والقاعدة¡ فما نشهده اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -دام عزه- وتوجيهاته¡ وجهود ولي العهد رجل الأمن الأول الأمير محمد بن نايف¡ وحيوية ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قائد الجيش المُظَفَّر¡ ورائد الرؤية 2030 كلها تَصُبُّ وتتمَحْور في العمل على إسعاد الوطن والمواطن.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1568289)