المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرف العمل.. وثقافة "العيب"!



المراسل الإخباري
02-04-2017, 23:51
لم يكن مشهد طالب الطب¡ مصطفى جوهري¡ وأخويه الذين يتقاسمون العمل على إحدى عربات الطعام المتنقلة لبيع "الكريب والوافل" في أحد شوارع جدة¡ إلا نقطة في ضوء العزيمة والإرادة التي تضرب في مقتل ثقافة العيب المنتشرة في مجتمعنا¡ إيذاناً بمفهوم جديد يجب أن يجتاح نفوس جميع الشباب من أجل قضاء وقت الفراغ¡ ومن ثمَّ حصد طعم لقمة عيش شريفة¡ بدلاً من الاعتماد على مصروف الأب كعادة غالبية شبابنا.
وحسب ما نشرته بعض المواقع الإلكترونية¡ فإن المثير أن الفكرة ـ كما قال مصطفى ـ نبعت باقتراح من والده الذي شجعه على العمل الحُر¡ وهذه وحدها بادرة طيبة تُحسب للأب¡ الذي دعم أولاده لملء وقت فراغهم من جهة¡ واكتساب خبرة في التعامل مع شرائح المجتمع وتحقيق دخل إضافي من جهة أخرى.
موقف الأب هو الذي يحتاج الإشادة¡ خاصة وأن كثيراً من الآباء غالباً ما يلتفتون لثقافة المجتمع ويحاولون رسم صورة ـ ربما غير حقيقية ـ عنهم تأثراً بالواقع المحيط الذي يتسم بالكثير من المحاذير الاجتماعية تجاه العمل الحر¡ ونوعيته¡ وأشكاله.
شجاعة الطالب مصطفى¡ الذي يدرس الطب مع شقيقه بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة¡ قد تكون الملمح الأبرز في تجاوز ثقافة الإحراج المنتشرة بيننا¡ وبالتأكيد تدعم فكرة لا تقل شجاعة ولا أهمية¡ وهي أن يتبنى طلاب الجامعات قيادة عملية التغيير لثقافة العيب وسوق العمل¡ وعدم الركون لمبرر أن الدراسة يمكن أن تعيق اقتحام سوق العمل والكسب بغض النظر عن ماهية هذا العمل أو العائد المادي ـ ولو كان قليلاً ـ والمثير هو محاولة الوصول لمبدأ تعويد الشباب على الاعتماد على الذات عبر ابتكار وسائل كسب جديدة مشروعة وحلالٍ.
هذه التجربة¡ برأيي ظاهرة صحية تتجاوز الشكوى بالفراغ¡ وتتخطى أسلوب توجيه الاتهام المعتاد للعمالة الوافدة بالسيطرة على الكثير من الأنشطة في المهن البسيطة وتحقيق أرباح خيالية¡ كما أنها خطوة نأمل أن تتزايد في المستقبل القريب وتلقى الدعم من الجهات الحكومية والفعاليات الاقتصادية من خلال برامجها التمويلية والقروض الميسرة.
هذه التجربة أيضاً¡ تعيد الأنظار لمفهوم المشاركة الإيجابية وتنظيم الوقت¡ فالأشقاء يتناوبون على العمل¡ وينسقون ساعات دوامهم بعد نهاية المحاضرات بشكل رائع ويقتسمون الأرباح¡ الأمر الذي يعني القدرة على بناء شراكة ذهنية واقتصادية بأبسط مجهود.
أحيي هذا النموذج الرائع¡ وأشد على أيديهم وأقدر لهم شجاعتهم في إثبات أن العمل الجاد ـ مهما كان ـ هو شرف كبير يستحق أن نسعى إليه¡ ويستحق أيضاً أن نكسر من أجله كل محظور تقليدي¡ ونتجاوز به أي "عيب" أو نظرة إحراج تأتي من متكاسل أو متهاون.
وقفة*هل يقبل معالي المهندس فهد الجبير. آمين أمانة الدمام الرجل الديناميكي أن تبقى معاملة مواطن أربع سنوات تدور في أروقة الأمانة¿ - لا أظن.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1568302)