المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ادْهنْ السّير



المراسل الإخباري
02-09-2017, 18:55
البقشيش أو البخشيش كلمة مُعرّبة¡ وهي الهبة أو الإكرامية التي يهبها الزبون أحيانا لخدم المحلات مكافأة لهم على نشاطهم للاعتناء به أو تشجيعا على ذلك في المستقبل¡ وهي فوق الحساب المطلوب للمحل.
وقد دخلت المفردة مجال استعمال العامة حتى من غير العرب. عرفها المستعمرون إبان حكمهم للهند واستعملوها في أدبياتهم¡ حتى قصص آجاثا كريستي البوليسية. وأقرتها الأعراف والأنظمة حتى أن سائق تاكسي لندن يتوقعها من كل زبون. وخشية أن يقع الزبون ضحية ألفاظ نابية سوقية من سُواق سيارات الأجرة¡ فهو -أي الزبون- يدفع أكثر من المستحق عليه ويقول للسائق: Take the usual tip
والإكراميات في معظم البلدان لا تدخل في حدود الرشوة¡ فالزبون يدفعها راضيا بعد الحصول على الخدمة وليس قبلها.
في الأماكن التي تكون فيها الخدمة مقبوضة سلفا¡ ضمن قائمة الحساب "الفاتورة" لا تخلو الحال من محاولات يقوم بها الخدم -في الفنادق- في إرشادك.. عند المغادرة¡ أو قرب مواقف سيارات الأجرة.
وأظن أن انتشار البخشيش في الغرب جاء نتيجة انتشار البطالة وقلة الدخل وكثرة المصاريف. وفي الإنجليزية أعطوها اسما جديدا هو (حكّ الظهر) (باك سكاتشنج). وهي عبارة متعددة الاستعمال.
في بلدان كثيرة من العالم¡ بما فيها إنجلترا¡ يتوارث الناس وظيفة كبير الخدم في الفنادق المشهورة والعمارات الراقية. لأن البواب أو كبير الخدم يُصبح ذا دخل كبير¡ خارج الضريبة. فوق ذلك فحارس عمارة راقية أو تحمل اسما لامعا يتسابق الناشرون على مذكراته عندما يتقاعد.
قال أحد بوابي عمارة لندن في لقاء صحافي: إنه لا يمل من مناقشة السكان أثناء إركابهم المصعد. فهو يُناقش عن نهج الأدباء الإنجليز الرومانسيين. وله رأي في سرّ نجاح الروائي الإنجليزي توماس هاردي (ت 1928) وشهرته - في رأي البواب! كانت بسبب روايته (عمدة كاستربريج) وليس بسبب روايته (العودة إلى الأصل)¡ وهي رواية في ظن البواب لا تستحق.
وأعتقد أن كلمة البخشيش تتلوّن حسب البيئة المحيطة. فعندنا مثلا تأخذ عبارة (ادهن السير)¡ وتلك أتت من سير الجلد الذي يُستعمل في الغالب في سحب الماء من البئر. فإذا لم تُصادف العجلة مرونة وسلاسة فإنها لا تسير على نحو منضبط. وفي العراق يقولون (برطيل)¡ فلان بَرْطل فلان.
بعض كنايات الرشوة: تحت الترابيزا (مصر)¡ برطيل (العراق)¡ تحت الدفّ (المغرب)¡ حق ابن هادي (اليمن)¡ الجارور (الدرج) بيحكي (لبنان).




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1569543)