المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدة.. إنشاءات مفتوحة للمدى



المراسل الإخباري
02-09-2017, 18:55
كنت في زيارة لأحد المستشفيات في الحمراء منذ أسبوع¡ وعند الخروج للعودة إلى المنزل كنت أنا المرشد للسائق الجديد¡ أشرح له الطريق الممتد على البحر أمامي.. ولم أتنبه للفتحة الصغيرة غير الظاهرة والتي ستعيدني إلى طريق الملك مباشرة ومنها إلى شارع صاري ومن ثم إلى منزلي دون إشارات أو توقف.. استمر السائق في السير الذي لا بديل له.. في شارع الأندلس المغلق تماماً والممتلئ بالحفريات والمصدات لعمل أنفاق أو "كباري" لا أعرف متى تنتهي.. امتد الطريق حتى وجدت نفسي في لفة إجبارية تؤدي إلى مركز الجمجوم الشهير.. والذي كان وجهة التسوق الراقية مع سوق جدة الدولي قبل أن تتكاثر المولات وتتزايد وتنتشر في أغلب الأحياء السكنية وبالذات المتوسطة منها وتتوفر بها مختلف المعروضات التي يحتاجها المستهلك..
لم أخطط للذهاب إلى هذا الشارع البعيد في الحمراء ووجهتي كانت بعيدة عنه والساعة الآن الثانية ظهراً وقد مرت أكثر من نصف ساعة فارغة لأصل إلى وجهة لا تعنيني وتبعد عن منزلي كثيراً.. اختنقت من السيارة رغم أن الطقس كان رائعاً فقررت التسوق في سوبر ماركت في نفس الشارع رغم أنني لست بحاجة للتسوق.. لكن أحياناً يعتبر التسوق وبالذات للأطعمة واللف بالعربية من ممر لممر متعة خاصة وكسر لحاجز التوتر والقلق الذي أنت فيه.. وعودة من خلال هذه الجولة لحالة الهدوء و"الريلاكس" التي فقدتها فجأة دون أن تخطط لذلك.. الغريب أن السوبر ماركت كان مكتظاً بالمتسوقين ولم يمنحني المتعة الكاملة التي كنت أبحث عنها.. وأنا أقرأ تاريخ الصلاحية على المنتج بهدوء وتروّ.. ولكن هذه الرحلة القصيرة التي كسرت رتم ضياع الطريق وفرت لحظات هادئة داخلي من خلالها يمكن أن أجد الطريق الأقصر الذي سيعيدني إلى المنزل..!
بهدوء طلبت من السائق أن يعود إلى شارع فلسطين نزولاً لندخل من خلف المركز ونتجه إلى الشمال في الشارع المحاذي للبحر ونعود إلى منزلنا.. دخلنا الشارع وفي نهايته بعد دقائق عدنا إلى نفس الطريق إجباريا وكأننا في حلقة مفرغة لا يمكن الخروج منها.. اتجهنا مرة أخرى إلى السوبر ماركت وهنا قالت أختي فاطمة: نخرج من شارع البحر فاتجهنا من ناحية الكورنيش سعداء لأننا وجدنا الطريق والمخرج الذي سوف يكسر هذه الدوامة¡ ولكن المفاجأة أننا عدنا إلى نفس الطريق والدوران.. للساعة الثالثة ونحن في هذا الفيلم المعروض.. وفي النهاية عدنا لطريق الأندلس ولكن مع الدخول لفلسطين ومن ثم الدخول إلى الشوارع الخلفية والأزقة من أجل إيجاد مخرج لطريق الأندلس الرئيسي الذي هو مغلق بالكامل¡ وكلما خرجت من شارع فرعي عليه اصطدمت بإغلاق لا يمكن أن تخرج منه للطريق العام.. والأهم أن عشرات السيارات تقوم أمامنا وخلفنا بما نقوم به للبحث عن مخرج.. في نهاية جولة الدوخة وجدنا عشرات السيارات تخرج فاتجهنا خلفها ودخلنا الشارع الرئيسي الذي تصل معه حتى دوار السارية ومنه تلتف لتعود إلى نفس الطريق الذي ستخرج منه إلى التحلية بعد زحام وتكدس سيارات لضيق الشارع الواسع نتيجة الحفريات والإنشاءات..!
السؤال: لماذا لا تقوم هذه الشركات بعمل مخارج أو لوحات إرشادية للسيارات توجه فيها لكيفية التحول للشوارع الداخلية.. أو تفتح مسارات أو تعجل بهذه المشروعات وتنجزها بدلاً من سنوات ممتدة يعاني فيها المواطن الأمرين وهو يتحرك في مدينة جدة التي أصبحت مدينة إنشاءات مفتوحة ونصفها مغلق على المواطن..¿




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1569090)