تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقاومة السائد شجاعة من يملكها¿



المراسل الإخباري
02-09-2017, 18:55
تمثل ثقافة السائد والمتعارف عليه إرثا قويا ومهيمنا ليس في المرتكز الاجتماعي من عادات وتقاليد وأعراف¡ بل هي أكثر من ذلك وأعم¡ ثقافة السائد وقوة نفوذها هي التي جعلت من اللجنة الإسلامية في الشورى ترفض توصية تنص على اختصار مدة الانتظار للصلاة في المساجد القريبة من الأسواق أو الموجودة فيها.. وهو الذي جعل من الأب يركز على تعابير وجه الشاب المتقدم لخطبة ابنته ولم ينظر لتعابير وجه الفتاة التي هي فلذة كبده وقت النظرة الشرعية..
ثقافة السائد هي التي جعلت من جامعاتنا تخرج شبابا لا يجدون عملا لأنها لم تتحرك مبكرا لمقابلة احتياج سوق العمل المتغير والديناميكي.. ثقافة السائد هي التي جعلت من بعض الوزراء يغلقون أبوابهم وآذانهم أمام المد الشبابي الذي يجتاح البلاد عبر منصات التواصل الاجتماعي ويبحثون عن وسائل التلميع بدلا من تطوير العمل داخل مؤسساتهم.. وثقافة السائد هي التي كبلت كثيرا من العقول وأضعفتها إلى حد رفض أي جديد مهما بلغت قيمته وجدواه الواضحة إلى أن يأتي وقت يصبح فيه هذا المرفوض جزءا من مكوننا الثقافي والاجتماعي بل وجزءا من كافة تفاصيل يومنا ومكامن علاقاتنا الاجتماعية..
ثقافة السائد هي التي هددت الكثير من الصحف بالإفلاس لأنها لم تستوعب سرعة المد التقني الذي بات مهيمنا على فكر الشباب على وجه الخصوص¡ وثقافة السائد هي التي جعلت من بعضنا يعتقد أن الاختلاف مع أفكاره رفض له شخصيا¡ بل إن البعض يعتقد أن اختلافك معه اختلاف مع ثوابت الدين.. ثقافة السائد هي التي جعلت من تويتر منصة قوية وساخنة في مشهدنا الاجتماعي والثقافي بل والإداري.. حيث نجد أن بعض المسؤولين يستقرئ ردود أفعال بعض ناشطي تويتر أكثر من استقرائه أبعاد قراره وفق المصلحة العامة للمؤسسة على وجه الخصوص والبرنامج التنموي والتغيير عموما..
ثقافة السائد هي التي جعلت العمل الخيري يقبع في نفس دهاليزه لعشرات السنين حيث بناء المساجد وإطعام الأيتام فقط وبئر في أفريقيا.. رغم أن الحاجة تزداد لمدرسة أو مؤسسة تدريب أو مركز علاج أو منحة دراسية لشاب نابغة لم يستطع إكمال تعليمه لحاجته وأسرته لدخل عمله أو تأهيل سيدة للعمل والتحول من مربع السلبية إلى مساحات العطاء والعزة والكرامة..
ثقافة السائد هي التي تجعل من الإنسان كبش فداء لاستمرارية أي شيء سلبي في حياته والخوف من التغيير مهما كانت الخيارات والبدائل أمامه متاحة وربما الوصول لها لا يتطلب أكثر من المبادرة الجادة مع ثقة في قدرات الإنسان وثقة أن الغد بمشيئة الله أفضل.
ثقافة السائد تقتل الكثير من الأطروحات الجادة للتغيير لأن العقول تستكين للمعتاد خاصة مع سيطرة احترام هيمنة المجتمع على الفرد.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1569087)