المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرئيس التركي في الرياض



المراسل الإخباري
02-15-2017, 23:41
"أود أن أعبر عن شكري وتقديري لتقلدي هذا الوسام الكبير الذي أعتبره ليس تكريماً لي فقط ولكن للمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً. إن هذا التكريم يجسد عمق العلاقة والصداقة بين بلدينا والتي أساسها ديننا الإسلامي الحنيف¡ وشكراً". هذه كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أثناء تكريمه بوسام الدولة في تركيا في 13 أبريل 2016م.
إذا هناك تقارب كبير بين الدولتين الكبيرتين في منطقة الشرق الأوسط هو ما جعل الزيارات المتبادلة على مستوى رئاسة الدولتين تتكرر خلال العامين الماضيين. ولكن من الأهمية القول بأن رؤساء الدول عندما يقررون زيارة دولة أخرى فهذا يعني أن هناك قضايا مهمة ستبحث¡ وتنسيقا عالي المستوى يعمل عليه. لذلك عندما ننظر لأهمية زيارة الرئيس التركي للرياض في فبراير 2017¡ فإننا يجب أن ننظر لمسألتين مهمتين: المسألة الأولى تتعلق بالتوقيت وأهميته¡ والمسألة الثانية تتعلق بالقضايا الإقليمية القائمة.
أما فيما يتعلق بالتوقيت وأهميته: فإنني أعتقد بأن هناك عاملين رئيسيين:
1) التحولات في السياسة العالمية المتمثلة بوجود إدارة أميركية جديدة لديها تصور تجاه قضايا المنطقة مختلف عن تصور الإدارة الأمريكية السابقة.
2) استمرار أمد الأزمات السياسية والأمنية في المنطقة مما قد يؤدي لنتائج أكثر سوءًا مما هي عليه.
أما فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية القائمة: فإنني أعتقد بأن هناك عدة عوامل:
1) القضايا السياسية المتمثلة بأهمية العمل على إنهاء المسألة السورية¡ أهمية استقرار الدولة العراقية وتعزيز وحدتها وسيادتها الكاملة على أراضيها وقرارها السياسي¡ أهمية مواجهة التدخلات الإيرانية السلبية في دول المنطقة وخاصة منطقة الخليج العربي واليمن والعراق وسورية¡ أهمية المحافظة على استقرار الدولة اللبنانية¡ أهمية دعم الحكومة الشرعية في دولة اليمن برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي.
2) القضايا الأمنية المتمثلة بأهمية مواجهة ومحاربة التنظيمات الإرهابية¡ أهمية تجفيف مصادر الإرهاب سواءً بشرية أو مالية أو دعما لوجستيا¡ أهمية دعم الجهود المسلحة للمعارضة السورية التي تدافع عن نفسها ضد إرهاب حزب البعث ومن يدعمه من مليشيات طائفية وعنصرية ومتطرفة¡ أهمية تعزيز التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب¡ أهمية التنسيق مع المجتمع الدولي في مسألة مكافحة الإرهاب.
من هذه المنطلقات¡ نستطيع القول إن المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية تعملان على جميع المستويات لمواجهة التحديات السياسية والأمنية القائمة في المنطقة. فالدولتان تدركان بأن التغلب على هذه التحديات يتطلب تنسيقاً متقدماً خاصة في هذا التوقيت الذي أصبحت فيه التحديات متصاعدة.. وف التوقيت نفسه تعلم الدولتان أن غياب التنسيق يؤدي لتباطؤ الجهود مما قد يعرض أمن واستقرار المنطقة لمزيد من التراجع في ظل وجود أنظمة سياسية تدعم الإرهاب والتطرف والطائفية كالنظام السياسي الإيراني.
ونختم بالقول إن التقارب السياسي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية من شأنه أن يعزز فرص تحقيق الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة ويساهم بشكل كبير في مكافحة ومواجهة التنظيمات الإرهابية ومن يساندها.. فعمق العلاقات من شأنه أن يؤدي لتحقيق الأهداف التي تتطلع لها الدولتان الكبيرتان في المنطقة.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1571020)