المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هو راعي سَفْرات..¿



المراسل الإخباري
02-15-2017, 23:41
السؤال الذي اتخذتُهُ عنوانا هو سؤال عصريّ¡ ولم يكن مطروحا قبل نصف قرن تقريباً¡ سؤال الأسر بغالبية طبقاتها عن الشاب الذي تقدم لطلب فتاة من الأسرة.
تقوم أسرة الفتاة بعمل استقصاء وبحث عن الشاب¡ لكن أهم الأسئلة هو هل اعتاد أن يُسافر كثيرا. وأصبح العرف العام¡ وواقع الحال يوحي بأن الذي يسافر من السعودية¡ هو من أولئك الذين يبحثون عن أشياء تندر أو تنعدم في البلاد. وقليل من الشباب -في عرف أغلب الأسر عندنا- يسافر مع أصحابه إلى الخارج للبحث عن الاسترخاء والراحة¡ لأنه لم يتقلد الأعمال التجارية بعد¡ ولا هو مُبتعث لطلب العلم¡ ولا لزيارة الآثار والمتاحف.
الأسرة تضع الإجابة بالإيجاب في الخانة غير المُفضلة للأسرة¡ لأنهم لا يرون فيه رجلا ذا اهتمام ومسؤولية¡ ولا يُفضّلون أن يقترن بابنتهم.
أقول لم يكن السؤال ذاك مطروحاً قبل سنين¡ لأن الحال المالية والاجتماعية لا تُعطي لشاب لم يتزوّج¡ ولم يتوظف الفرصة بأن يرتع ويلعب في الخارج. أما الآن فالأسر ترى الأصحاب والمغريات يمينا وشمالا¡ قصدي في دُول الجوار والبعاد.
والحكومة لا تُعطي السائل جدولا بحركات الشاب¡ وإلا لاكتفت الأسرة بـ(برنت) من الجوازات يشفي غليل السائل¡ ويُبعد حرج السؤال عن الشاب من هذا وذاك¡ والقاصي والداني.
لا أظن هذا السؤال يُجرى في بلدان أخرى¡ عربية أو غيرها. نحن تخصصنا به دون سائر البشر!
حول هذا الموضوع يسمع المرء أحاديث كثيرة. فأحد أبناء بلدنا رفض طلب صديق له عندما خطب أخته بحجة أنه يسافر. استغرب الخاطب لأن الاثنين كانا يُسافران معا. فقال له الخاطب: أنت رفيق سفراتي كلها وتعرف أننا نسافر نزهة فقط¡ ولا نعرف الشوائب¡ والنقائص¡ والعيوب. قال رفيقه: لكن الناس ما تعرف!!
يعني حتى السفر البريء أصبح مشبوهاً.. البعض أفسد سمعة الكل.
أذكر شخصا في عنيزة يُردد: الفاسد لو لحّمْتْ عليه داخل "برميل أبو 12" يعرف كيف يدشر. والبرميل أبو 12 قصده برميل كبير يتسع لـ12 تنكة. صفة للسعة والمتانة. والقول هذا يعني أنه ليس من بقي في بلده مُطهّر¡ ولا كل من سافر فاسق.
تلجأ بعض الأسر إلى أساليب تقليدية في البحث عن معلومات تخص العريس المتقدم للزواج من ابنتهم¡ لذا فإن ثقافة السؤال عن الخاطب أصبحت مهمة غير سهلة¡ محفوفة بالمخاوف بالنسبة لأهل العروس¡ وذلك بسبب ضعف المعلومات التي تصل أن تحيطها مخاوف وموازنات. من بينها عزوف البعض عن المشاركة في الرأي¡ بشكل قد يبعث الخوف لدى أهل العروس¡ وفي أحيان أخرى تأتي إجابات مبهمة نساهم في عدم صحة المعلومات الأولية عن طالب اليد.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1571010)