المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل بالغ الوزير الجبير¿



المراسل الإخباري
02-23-2017, 21:14
جماعات الإسلام السياسي وما انبثق عنها من تنظيمات إرهابية يريدون بعث نموذج سني على غرار ولاية الفقيه¡ ولكن السعودية تقطع عليهم وعلى ولي الفقيه الطريق باعتبارها المؤهلة دينياً وسياسياً لقيادة المسلمين..
لم يبالغ الوزير الجبير في وصفه إيران بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم¿ ولم يكذب الوزير الظريف محمد جواد بتبرئته المواطنين الإيرانيين من الإرهاب. فالإيراني ذي الدم "الآري" ليس مضطرا لتنفيذ عمليات إرهابية مادام هناك عملاء غير إيرانيين مستعدون للتنفيذ. لكن السيد ظريف وهو "يتجمل" اعترف ضمنا بأن الإرهاب الإيراني عمل دولة وليس مواطنين خارجين على سلطتها.
تستخدم إيران منذ عام 1979م الإرهاب ذراعا أساسية في سياستها الخارجية¡ وهي على رأس قائمة أميركا للدول الراعية للإرهاب منذ يناير 1984م. الأجهزة الإيرانية تشن العمليات الإرهابية بشكل مباشر¡ أو بالتعاقد على تنفيذها مع منظمات إرهابية مع التزام النظام الإيراني بتقديم الأسلحة والأموال¡ والتدريب¡ والتوجيه¡ والملاذ.
النظام الإيراني مازال ملتزما بالثورة¡ وألهب مخيلة جماعات الإسلام السياسي (الإخوان المسلمون) بالأمل في استنساخها. وقد نصت مقدمة الدستور الإيراني على أن الجيش العقائدي والحرس الثوري لا يلتزمان "بمسؤولية الحماية وحراسة الحدود فحسب¡ بل يحملان أيضاً أعباء رسالتهما الإلهية¡ وهي الجهاد في سبيل الله¡ والنضال لبسط حاكمية القانون الإلهي في العالم". ونصت الفقرة الخامسة من المادة الثانية في الفصل الأول من الدستور على "الإيمان بالإمامة والقيادة المستمرة¡ ودورها الأساس في استمرار ثورة الإسلام". وهذان النصان يصرفان عن إيران صفة الدولة ذات الحدود التي تلتزم بعدم التدخل في شؤون الآخرين¡ بل إنهما يجعلان من تدخلها واجبا دينيا كما هو الحال في العراق واليمن وسورية ولبنان والبحرين.
أميركا وحلفاؤها هم عدو الثورة لأنهم يعيقون تطبيق النصين الدستوريين السابقينº فجماعات الإسلام السياسي وما انبثق عنها من تنظيمات إرهابية يريدون بعث نموذج سني على غرار ولاية الفقيه¡ ولكن السعودية تقطع عليهم وعلى ولي الفقيه الطريق باعتبارها المؤهلة دينيا وسياسيا لقيادة المسلمين¡ ومع ذلك لم تدّعِ هذا الدور¡ ولم تطاوع إيران ولا تلك الجماعات في تبني خطاب صدامي متشنج ضد الآخر. انضم إلى إيران في عداء أميركا القومجي البعثي حافظ الأسد الذي فوجئ بكامب ديفيد واعتبرها خديعة أميركية له. التحق حافظ الأسد والفصائل القومية واليسارية الفلسطينية بمعسكر إيران. واتخذت المقاومة مشجبا لكل العمليات الإرهابية. إيران وسورية أبعدتا أرضهما وإنسانهما عن المعركة. كان حزب الدعوة العراقي أول المنفذين للعمليات الإرهابية في بغداد والكويت¡ ثم صنع حزب الله لبنان والكويت والحجاز¡ ووفرت إيران ملجأ للجماعة الإسلامية المصرية التي اغتالت السادات¡ ولعب أحد رموز الإسلام السياسي الدكتور حسن الترابي دورا في التوفيق بين إيران وأسامة بن لادن عام 1992مº ذلك أن الغاية عندهم تبرر الوسيلة.
ومنذئذٍ بدأ إرهاب القاعدة يستحوذ على الساحة برعاية إيرانية وسورية¡ وكان يخيل لبعض البسطاء أن تنظيم القاعدة لا يمكن أن يلتقي مع إيران¡ لكن الواقع يقول بأنهم التقيا على عدوين مشتركين هما السعودية وأميركا¡ ووصلت ذروة التعاون بينهما إلى ضرب أميركا بسعوديين في هجمات 11 سبتمبر 2001م.
لقد حاولت إيران والجماعات الإرهابية ونظام الأسد عبر عدة وسطاء إقناع أميركا بالتخلي عن السعودية¡ وعندما لم يفلحا كان الإرهاب هو السلاح الذي يقض مضاجع الأميركيين وعملوا على استدراج سعوديين للقيام ببعض الهجمات ضد أميركا.
وبوضوح فإن الدولة السعودية لا يمكن أن تقوض واحدة من أهم علاقاتها الإستراتيجية الحيوية¡ ولماذا تفعل¿ الظروف لعبت دوما ضد كشف الحقيقة كاملةº فبوش الابن لم يكن بمقدوره الكشف عن تورط إيران في هجمات 11-9 لحاجته إلى دعمها في العراق¡ كما أن أوباما اشترى أمن أميركا ليخرج بدون هجوم إرهابي في عهده. فهل سيتمكن الرئيس ترامب من كشف الحقيقة كاملة¿ وببساطة¡ فإن تغيير سلوك إيران رهن بتغيير داخلي فيها يعلي شأن الدولة على الثورة.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1573072)