المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعادة تعريف المستحيل



المراسل الإخباري
02-23-2017, 21:14
في القطار المغادر إلى شيكاغو كان رفيقي في ذلك السفر الطويل نيويورك واشنطن - شيكاغو. كتابي "هيلين كيلر" قصة حياتي والعالم الذي أعيش فيه لا أظن أن أحدا على الأقل في الغرب لا يعرف هيلين كيلر كانت بالإضافة إلى عبقريتها الإنسانية ذات حس إنساني خارق انتصرت على ثلاث معوقات¡ فقد كانت صماء بكماء عمياء¡ هذه الروح الطموحة هي التي تصنع الغد هي التي تجعل الآمال حقائق لا تملك أن يأخذك الإعجاب بالروح الإنسانية التي تتحلى بها يقول مارك توين: هيلين كيلر أعظم شخصية في القرن التاسع عشر وقد وضعتها مجلة تايم الأميركية في قائمة الـ100 شخصية الأكثر تأثيرا في القرن العشرين.
ظلت وستظل هيلين معجزة إلى الأبد وهذا ما استدعى تسجيل هذه الوقفة ووقفتنا عندها تذكير لأصدقائنا ذوي الاحتياجات الخاصة في أن يكون الطموح اللامحدود سمة وطابعا لكل الفئات الخاصة على مستوى إنجازهم الفردي وعلى مستوى تطلعاتهم أن يكونوا جزءا من الغد الطموح.
سوف تظل هيلين كيلر على آماد بعيدة رمزا أسطوريا تحتضنه الذاكرة وتلتف حوله برامج وشعارات العمل الإنساني ورمزا آخر من رموز المحفل الاجتماعي وصورة من صور النبل الإنساني الرفيع.
في عام 1991م زرت منظمة هيلين كيلر العالمية¡ وهي أكبر منظمات الإعاقة في العالم ومقرها نيويورك¡ وهي منظمة طموحة ذات أهداف إنسانية نبيلة. وللمنظمة فروع منتشرة حول العالم¡ وهي شاهد عظيم على مدى ما أحرزته الحضارة الإنسانية من تقدم. وفي عام 1992م زرت الجمعية الوطنية لرعاية المكفوفين¡ وهي الأخرى جمعية فريدة ومنتشرة حول العالم¡ وخدماتها تصل إلى ملايين المكفوفين.
وفي عام 1993م زرت جامعة جلوديت وهي جامعة خاصة بالمعوقين تقع على مدخل ولاية ميرلند¡ ولقد تعرفت في تلك الزيارة على برامج التربية النفسية والاجتماعية التي تقدمها الجامعة للطلاب المعوقين¡ ولذلك فإن من المفيد أن تدخل الجمعيات عندنا والهيئات التي تعنى بشؤون المعوقين والمكفوفين¡ والصم والبكم¡ في علاقات ثقافية وتدريبية وتعليمية مع جامعة جلوديت ومع الجامعات الأخرى التي تهتم بشؤون الإعاقة.
هذه الزيارات وهذه المشاركات كان باعثها الحقيقي كتابي هيلين كيلر اللذين شداني إلى هذا العالم الرائع¡ بل إن هذين الكتابين دفعاني إلى التطوع في مؤتمر عالمي للإعاقة عقد بجامعة وسكانسن.
في أحد الأيام زرت جمعية الأطفال المعوقين¡ ولقد بدت جمعية رائعة كان الأمير سلطان بن سلمان في منتهى الحفاوة¡ وأقولها حقيقة إنني لم أكن من قبل أتوقع هذا القدر من التطور¡ لم أكن أتوقع أن أجدها في نفس مستوى الجمعيات العالمية الراقية من حيث التطور والأداء¡ فكل ما في جمعيات العالم موجود في هذه الجمعية الفريدة كان مستوى الأداء يفوق مستوى التطور وكانت الرعاية الطبية والإنسانية والنفسية ذراعا يتكئ عليها أطفالنا المعوقون¡ وكانت الأجواء والنفوس والقلوب تتسع للجميع وتشع الأمل للجميع كانت الأيدي الحنونة الرحيمة تتلمس مواجع الحزن ومواجع الألم¡ وكان العطف الصادق لا يماثله عطف آخر¡ الشيء الذي بهرني أن الناس مبتسمون على غير ما نجده في طرقات المدينة. ولكنك لن تستطيع حتى لو اجتهدت الذاكرة أن تجد رجلا مميزا كسلطان بن سلمان قادرا على أن ينوب عن الناس في حمل آلامهم.
في كل يوم في هذه الجمعية يتفتق عقل جديد تتحرك ألسن صامتة¡ كل يوم يولد عالم جديد وأمل جديد تقول هيلين كيلر عندما يغلق باب السعادة يفتح باب آخر.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1572875)