تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التحول الصحي على مستوى الوطن



المراسل الإخباري
02-23-2017, 21:14
المملكة تعيش تحولاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً لن تتضح ملامحه إلا بعد سنوات حين تصبح التنمية المستدامة واقعاً نعيشه¡ وحين يصبح المواطن شريكاً ومنتجاً على كل الأصعدة¡ وحين تحل العادات الصحية محل العادات المدمرة للصحة¡ وحين تصبح البيئة النظيفة محل اهتمام الجميع..
لوحة جميلة ومعبرة أحاول أن أرسمها ولو بالكلمات¡ غيوم في السماء وحبات مطر تستقبلها أرض تكسوها الخضرة ورائحة الخزامى¡ وطيور لا تكف عن الغناء¡ والمكان هو متنزه الثمامة¡ من أعلى الجبل نطل على مخيم بين جبلين¡ من الجبل الأول نزل فريق مشاة الرياض وكنت أحدهم بلباسنا الرياضي والعصي وحقائب الظهر والقبعات والنظارات الواقية من الشمس¡ تتفاوت أعمار المشاركين بين الثامنة والسبعين والعشرين¡ ومن الجبل الثاني ينحدر فريق الدراجات ممتطين دراجاتهم الهوائية¡ بأجسام ممشوقة ولياقة عالية¡ وفي هذا الوقت يصل أمير الرياض ومعه أمين مدينة الرياض وبعض مسؤولي هيئة تطوير الرياض المسؤولين عن المتنزه¡ يترجل الأمير ومن معه ليستقبل ويصافح أفراد الفريقين ويأخذ معهم الصور التذكارية¡ وقبل ذلك افتتح مخيمات الشباب في متنزه الثمامة والبالغ عددها مئة وثلاثين مخيماً. هذه الصورة الحضارية كنت أتمنى أن يراها كل من وزير التعليم ووزير الصحة ووزير البيئة ورئيسي هيئة الرياضة وهيئة الترفيه¡ ذلك أن هذه الأنشطة في ذلك المتنزه تعد من أهم وسائل استثمار أوقات الفراغ ومحاربة السمنة وما يصاحبها من أمراض بسبب نمط العيش وقلة الحركة ومحدودية الأماكن التي توفر المكان المناسب لمثل هذه الأنشطة.
المملكة تعد من أكثر دول العالم من حيث داء السمنة ومرض السكري وتلوث الجو داخل المدن¡ ما يعني ضرورة وجود جهود مشتركة للتركيز على الوقاية وتغيير عادات الشباب من الجنسين¡ ونمط العيش¡ إضافة لما للحدائق والمتنزهات من فوائد كثيرة على اقتصاد البلد وتحسين البيئة والصحة بشكل عام¡ وهذا يقودني إلى المقترحات الآتية:
أولاً: إنشاء الحدائق الكبيرة داخل المدن والمتنزهات الكبيرة خارجها مثل متنزه الثمامة يعد عملاً حضارياً وصحياً ومكاناً مناسباً لممارسة الكثير من الرياضات ويعد متنفساً للأسر في إجازة نهاية الأسبوع خصوصاً في مثل هذه الأيام من السنة¡ ومن يرى متنزه الثمامة من الداخل والأراضي الملاصقة له من الخارج يرى الفرق الكبير من حيث الغطاء النباتي والأشجار الكبيرة التي تنتشر في المتنزه بعكس الأراضي التي تعرضت للرعي الجائر والاحتطاب والسيارت¡ ما يعني ضرورة تسييج عدد أكبر من الأودية والروضات التي تستقر بها المياه لحمايتها من الرعي حتى تصبح رئة تمد المدن المجاورة بالهواء النقي¡ ومقصداً لسكانها¡ كما أن المملكة بحاجة إلى خطة وطنية للتخلص من الرعي تدريجياً مع إيجاد بدائل لمربي الماشية¡ لما له من آثار سلبية على البيئة دون وجود أي مردود مادي على الوطن والمواطنين.
ثانياً: تغيير عادات الشعوب بحاجة إلى جهد جماعي من مختلف الوزارات المعنية¡ فوزارة التعليم بحاجة إلى وضع الأنشطة الرياضية ضمن المناهج الصفية وغير الصفية¡ وهي لا تقتصر على رياضة معينة فلكل طالب قدراته وهواياته التي يبرع فيها مع التركيز على السباحة والألعاب الجماعية التي تعلم القيادة والتعاون والثقة بالنفس¡ هذه الجهود مع ما ستبذله هيئة الرياضة لتحقيق رؤية المملكة والوصول إلى نسبة 40% من السكان يمارسون الرياضة بحاجة إلى فتح الأندية الرياضية للأنشطة الأخرى¡ وسيكون المستفيد الأول من هذه الجهود وزارة الصحة والاقتصاد الوطني والمواطن على المدى البعيد¡ تغيير عادات أفراد المجتمع بحاجة إلى جهود مستمرة ومشتركة وتهيئة الأماكن والإمكانات.
المملكة تعيش تحولاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً لن تتضح ملامحه إلا بعد سنوات حين تصبح التنمية المستدامة واقعاً نعيشه¡ وحين يصبح المواطن شريكاً ومنتجاً على كل الأصعدة¡ وحين تحل العادات الصحية محل العادات المدمرة للصحة¡ وحين تصبح البيئة النظيفة محل اهتمام الجميع¡ حينها سيشعر المواطن بأهمية برامج التحول ورؤية المملكة 2030¡ وستنعكس هذه التغييرات على سلوكه وعلى الاقتصاد سواء في الصحة أو السياحة أو الأنشطة المصاحبة لهذه الفعاليات. هذه المتنزهات والحدائق الكبيرة تشعر المواطن أنه محل اهتمام كل الوزارات المعنية وأن صحته وسعادته هي الأهم ومحل اهتمام الجميع.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1572876)