المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عزَّت غير!



المراسل الإخباري
02-23-2017, 21:14
أعترف بأنِّي لم أكن متحمسًا ولا متفائلًا حين طُرِح اسم الدكتور عادل عزّت كمرشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم في ثاني تجربة انتخابية في تاريخ هذا الاتحاد¡ وأعترف بأنًّي لم أحرص كثيرًا على متابعة حملته وبرنامجه ووعوده¡ بعد تجربة سابقة ومخيبة للأمل مع وعود أحمد عيد الانتخابية¡ التي تبخرت مع مرور الأيام¡ وتحولت في نهاية الأمر من آمال إلى آلام¡ ومن أحلام وردية إلى كوابيس وعلوم (رديِّة)!.
عندما استمعت إلى عزت مساء الخميس الماضي وهو يتحدث للزميل وليد الفراج عبر برنامج (أكشن يادوري) وجدت أمامي رجلًا مختلفًا عن سلفه¡ رجلًا يتحدث بالأرقام والحقائق والدراسات¡ ويجيب عن كل الأسئلة بثقة وقدرة على التوضيح والإقناع¡ سواء تلك الأسئلة التي يبدو أنه قد توقعها وجهَّز لها إجاباتها¡ أو تلك التي فاجأته ولم يتوقعها¡ لكنه بالطبع لم يرفض الإجابة عليها بطريقة تثير السخرية لمجرد أنه لم يتوقعها!.
عزَّت استطاع من خلال هذا الظهور أن يلغي انطباعي الأولي عنه¡ والذي كوَّنته من خلال اطلاع بسيط وضعيف لسيرته العملية¡ ولم يكن لعزت أن يفعل ذلك لو أنه اكتفى في تلك الساعة الفضائية بالأحاديث الإنشائية والعبارات العاطفية التي كان يتقنها سلفه¡ لكنه فاجأني وفاجأ الكثيرين بثقافته وسعة اطلاعه وسرعة بديهته¡ وقبل ذلك بأفعاله التي سبقت أقواله¡ ولعل أكثر ما تجلى ذلك في السرعة والسرية التي تمت بهما عملية تعويض الإنجليزي هوارد ويب بمواطنه مارك كلاتينبيرج رئيسٍ لدائرة التحكيم!.
كثيرون تخوفوا من رحيل الأول¡ والبعض شكك في قدرة الاتحاد الجديد على تعويضه بكفاءة أجنبية بحجمه¡ ليأتي الرد سريعًا ومفاجئًا بالتعاقد رسميًا مع مواطنه الشهير مارك الفائز قبل شهرين فقط بجائزة "جلوب سوكر" لأفضل حكمٍ في العالم لعام 2016م¡ وبراتب شهري أقل بـ30% من راتب ويب¡ إضافة إلى أن العقد تضمن إدارة كلاتينبيرج لأربع مباريات شهريًا¡ وهو ما سيوفر مبالغ إضافية على الاتحاد والأندية التي سيدير مبارياتها أفضل حكم في العالم من دون تكلفة مالية!.
ما قاله وحققه عزت خلال فترة وجيزة أمرٌ يبعث على التفاؤل بمستقبل أجمل لاتحاد القدم¡ بعد حقبة إدارية ومالية مظلمة وسوداء عاشها في أعوام مضت¡ لكن هذا التفاؤل لن يكون كافيًا مالم يستطع القادمون الجدد تعزيزه بقراراتٍ ونجاحاتٍ متواصلة¡ وتحويل كل الخطط والوعود إلى حقائق ملموسة ومشاهدة على أرض الواقع¡ حتى لا نقول له كما قلنا لسلفه: أسمع كلامك يعجبني¡ أشوف أفعالك أتعجب!.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1572903)