تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سارة السحيمي



المراسل الإخباري
02-23-2017, 21:14
قبل عشر سنوات على وجه التقريب لا يمكن لأحد أن يتخيل أن يصبح رئيس سوق المال امرأة. قبل عشرين سنة لا أحد يجرؤ أن يضيف للمرأة مسؤوليات جديدة على وظيفتها الجسيمة المسماة مربية أجيال. القفزة من مربية أجيال إلى مديرة سوق المال تنطوي على جرأة ومخاطر.
جاء في نص خبر ترشيح السيدة الكريمة رئيسا لسوق المال (أنها أول امرأة تتولى هذا المنصب). هذه الصيغة إذا قرأها الآيرلندي أو النيجيري سوف يدهش. توحي هذه الصيغة أن بقية المناصب المهمة في البلد ممتلئة بالنساء. سيطوف به سؤال لا يمكن تفاديه: كيف سمحوا للمرأة أن تتولى كل المناصب بما فيها منصب مربية الأجيال وحبسوا عنها هذا المنصب.
الحقيقة ترشيح امرأة لهذا المنصب آخر شيء يمكن أن أفكر فيه. كل المناصب أقرب للمرأة السعودية من هذا المنصب. لا أتحدث عن الكفاءة. من رشحها وصوت لها يتحمل مسؤولية نجاحها أو فشلها.
يتمتع سوق المال السعودي بتاريخ غير سار في حياة الناس. كثير من المواطنين خسروا مدخراتهم فيه¡ أخذهم إلى حافة الإفلاس. رغم مرور سنوات على الانهيارات مازلنا نسمع من يشتم ويلعن. بعضهم يحبس المرارة في قلبه. هذا الأخير مخيف.
سوف تصطدم السيدة سارة السحيمي بقضيتين كلتيهما على قدر كبير من الخطورة. سوق المال مكان استثمار. فيه الربح والخسارة. نتذكر ما حدث في الماضي القريب. كثير من الناس لم يدرك المخاطر التي يمكن أن تنتج من الاستثمار فيه. ارتجوا أن ينقلهم إلى الثراء السريع والمريح. راهنوا بمدخراتهم الأساسية لتحقيق أحلامهم في الرفاهية. كثير استثمر بيته ومأواه الوحيد على أمل أن يشتري يختاً. أقل من يخت ما يبي. مازال هؤلاء الممرورون أحياء. أي هزة من هذا سوف يتحول من مستثمر إلى وحش. عندئذ ستواجه ما واجهه سابقوها في هذا المنصب. ستكال لها كل الاتهامات ابتداءً من الفشل حتى التشكيك في الذمة. في الأوقات الصعبة يبحث الناس عن كبش فداء. لا شك قرأت السيدة الكريمة تاريخ هذا السوق جيدا قبل أن تقدم على قبول هذا المنصب. لكن عليها أن تضيف إلى معرفتها التاريخية بالسوق أن الإنسان لا يتعلم طالما أن المسألة تمس جيبه¡ والأكثر من هذا أن كبش الفداء هذه المرة امرأة. كبش فداء مزدوج المقتل.
سيتعقبها المتطرفون أينما ذهبت وحلت ولو على سهم شركة خشاش. سيأتي من سيفرح بأي خسارة في السوق. سيحملها المسؤولية. ستصبح أداة للحرب على جنس المرأة. ما فيه رجال في البلد. سوف نسمع هذه العبارة ونقرأها كثيرا.
لا يخفى على أحد¡ لم تدخل المرأة منطقة المنافسة على القدرات في بلدنا بعد. مازالت رهينة جنسها. تعيش في حمى المنافسة حول إثبات كفاءة جنس المرأة ككل وليس ذاتها. كيف ستنقل الأخت سارة السحيمي خبراتها من تربية الأجيال إلى السوق. كيف ستخرج من مملكتها جوهرة مصونة أي كيف ستخرج من كونها (حرمة) إلى مديرة.
بقدر ما أتمنى للأستاذة الكريمة النجاح في إدارة مئات المليارات من مدخرات الأمة أتمنى لها أيضا أن توفق في سائق جيد يأخذها ويردها بسلام.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1572593)