المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكتب معاليه..!!



المراسل الإخباري
02-28-2017, 21:03
خلال شهر يناير من العام 2005 كنت من ضمن مجموعة من الإعلاميين السعوديين الذين لبوا دعوة وزارة الخارجية البريطانية لتلقي دورة في جامعة لندن تخص التغطية الإعلامية للانتخابات.. وكان من بين برامج الدعوة زيارة مكتب وزير الخارجية البريطاني في مقره بلندن¡ كان التصوّر المشترك بيننا أننا إزاء واحدة من أضخم الوزارات ليس في عملها¡ بل في مبانيها وعدد موظفيها¡ ناهيك عن حجم مكتب الوزير والأفراد العاملين فيه.
الحقيقة أننا وبعد طلب قائد الزيارة الصعود إلى الدور الأول لأنه من غير اللائق استخدام المصعد إلا لمن هم يريدون الأدوار البعيدة.. فوجئنا بعد إدخالنا إلى مكتب مساحته لا تتجاوز 30 مترا بأن هذا هو مكتب الوزير.. جزء منه مكتبة يفصلها عن مقعد الوزير وطاولته عدة مقاعد لجلسات مع الضيوف.. طبعا نحن لم نقابل الوزير بل موظفين ينتمون للمكتب كانت مكاتبهم بسيطة حد أنها لا تستهلك مساحة.
تراءت لي هذه التوطئة أعلاه وأنا أسترجع بمخيلتي كثيرا من المكاتب التي زرتها في بلادنا وتخص وزراء ومديري جامعات وهيئات حكومية¡ ومن فرط حجمها وكثرة العاملين فيها حتى أن بعضهم يستخلص دورا كاملا له وللمنتمين لمكتبه¡ والأكيد أنكم تدركون حجم الدور وضخامته.
والسؤال: هل العمل لا ينجز إلا بواسطة تلك المكاتب الفخمة الواسعة¿ لماذا ننشغل عادة بالشكل بعيدا عن المضمون¿ ليس كذلك فقط¡ بل إن حاشية الوزير أو المدير تنتمي لها حاشية أخرى وكل يؤثث لمكتب جديد ومساحة جديدة.. حتى أصبحنا نحن في زمن كثر فيه المديرون وقل القادة وضعُف العمل وتوارت الإنتاجية.. ومعها وخلالها اتسعت البطالة الفكرية.
قد يقول قائل إن من حق المسؤول أن يهيئ البيئة التي تعينه على العمل¿ ونؤكد أنه هو من يقرر.. لكن وفق المعقول¡ وما القياس بمكتب وزير الخارجية البريطاني.. إلا تأكيد على أن المباني الضخمة الفخمة لا تصنع الإنجازº بل من الممكن أن تبعثره وتعطله.
الأهم في القول إننا في زمن كثرت فيه المظاهر حتى من خلال الشأن الحكومي¡ ونحن هنا لا ننتقد القطاع الخاص لأننا نؤمن أن "كل حر فيما يملكه هو" ولا قرار عليهم.. لكن حكوميا تحول الأمر إلى استعراض مخل.. جعلني وأنا في إحدى المؤسسات التعليمية السعودية الكبرى أن ألم رأسي بيدي من كثرة موظفي معاليه¡ وضخم حجم المبنى الذي اتخذه لنفسه وحاشيته.. حتى أنني تخيلت أن من كثرتهم أن هناك من بينهم مسؤولا عن لون البشت الذي سيرتديه معاليه¿!




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1574331)