تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المملكة وماليزيا.. تحالف وتوافق



المراسل الإخباري
02-28-2017, 21:03
توقيت زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى ماليزيا مهم على صعيد نقل العلاقة بين البلدين من مرحلة المصالح إلى التحالف الإستراتيجي الأكثر عمقاً وشمولاً¡ وهي مهمة توافقية في تعزيز المشتركات الثنائية¡ وتوحيد الجهود لخدمة القضايا الإسلامية¡ وتعضيد مهمة الدور لما هو قادم من عمل¡ وشراكات¡ واستثمارات¡ وقبلها ثقة واحترام متبادل.
ماليزيا التي شاركتنا في مناورات "رعد الشمال"¡ وقبلها في الحرب على الإرهاب¡ وما بينهما من نشاط اقتصادي¡ وسياحي¡ وميزان تجاري¡ وحراك ثقافي¡ وآخر تعليمي للمبتعثين السعوديين المتواجدين هناكº تستحق معها أن تكون حليفاً موثوقاً في العلاقة¡ ومصدراً يعتمد عليه في وحدة الصف الإسلامي¡ وداعماً لمواقف وتوجهات المملكة¡ ومشاركاً في رؤيتها الجديدة¡ بما يعكس عمقاً إستراتيجياً للبناء على تلك العلاقة¡ والتواصل معها¡ والاحتفاء بها.
الملك سلمان الذي يستهل جولته الآسيوية بزيارة ماليزيا يؤطر مفهوماً جديداً للعلاقة مع الشرق الإسلامي¡ ويرسم طريقاً للمضي فيه نحو مشتركات وروابط الأخوة الإسلامية¡ وقرارات منظمة التعاون الإسلاميº فالقضية الفلسطينية تشكّل واحداً من أهم تلك المشتركات¡ إلى جانب التصدي للتمييز العنصري والتطهير العرقي ضد مسلمي الروهينغا¡ وتعزيز التحالف الإسلامي من الحرب على الإرهاب¡ ودعم القضايا العربية في سورية والعراق واليمن وليبيا بعيداً عن أي تدخلات إقليمية¡ وتحديداً من إيران.
البعد الإسلامي في زيارة الملك سلمان لماليزيا ينعكس أيضاً على أبعاد اقتصادية مهمة¡ خاصة في الجانب الاستثماري¡ حيث تعد التجربة الماليزية في التحول من حقول الزراعة البدائية إلى أكثر الدول صناعة وإنتاجاً وانفتاحاً وتسامحاًº تستحق أن تروى ويستفاد منها ونحن على طريق رؤية 2030¡ إلى جانب – وهذا أمر مهم - السنوات الطويلة التي قضتها ماليزيا لتصل إلى أهداف نهضتها الشاملة في المزج بين اقتصاديات العولمة والاحتفاظ بقيم ومبادئ الممارسة للاقتصاد المحلي¡ وما نتج عنها من بناء الإنسان¡ وتنمية الموارد¡ وفتح الاستثمار¡ وتفعيل السياحة¡ وحق الامتياز في الصناعات التقنية التي تعد نموذجاً شرقياً مبهراً على مستوى الجودة وتنوع الإنتاج¡ وهو ما يعني أن العمل بلا صبر¡ وقدرة على مواجهة التحديات لن يتحقق معه طموح الوصول إلى الهدف.
من يزور ماليزيا اليوم يجد الفارق الكبير بين عام وآخر¡ ويراهن أن المستقبل لا يزال يعد بالكثير¡ حيث التنوع الهائل في المشروعات¡ وتدفق رؤوس الأموال¡ وبناء المدن¡ وتعدد الصناعات¡ والبنية التحتية للمشروعات الخدمية¡ وكلها تجارب ناجحةº والسبب في كل ذلك كما يصفها مهاتير محمد مؤسس النهضة الماليزية: "لقد تركنا خلافاتنا جانباً وتفرّغنا للعمل بثقة ورغبة وانفتاح نحو التغيير للأفضل".




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1574031)