المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواطن رجل الأمن الفكري



المراسل الإخباري
02-28-2017, 21:03
عندما نقرأ أن أكثر من 500 مليون تغريدة يكتبها السعوديون فقط على تويتر شهرياً ساعتها يمكن أن ندرك الخطر الذي تحدثه الأخبار المغلوطة¡ التي يتم تناقلها عبر تويتر فقط¡ ويمكننا أن ندرك حجم تأثيرها السلبي على نفوس وتوجهات المواطنين والمقيمين في البلاد.
هذه الإحصائية التي أعلنها بنجامين أمبين مدير مبيعات تويتر أواخر عام 2015م¡ وتناقلها البعض على أن النصف مليون يتم التغريد به يومياً وليس شهرياً¡ مع إحصائيات أخرى يتم نشرها بين يوم وآخر عن حجم الأخبار المتداولة¡ تؤكد أن السيطرة على الشائعات المضرة ليست سهلة¡ إذا ظل من يتناقلون الأخبار لا يتثبتون من صحتها¡ ولا يهتمون بدقتها¡ ولا يقرأون سوى عناوين الأخبار¡ ثم يعيدون توجيه الرسائل كما هي لتصل إلى الملايين.
والملاحظ أن تلك الأخبار المغلوطة باتت تستهدف الأخبار الرسمية¡ والقرارات السامية التي تهم المواطنين بالدرجة الأولى¡ وكذلك الأخبار الخاصة بالجهات الحيوية كالوزارات¡ والمرور¡ والدفاع المدني¡ وغيرها¡ وهذا لا يحدث مصادفة¡ وإنما هو شيء ممنهج¡ ووراؤه بالفعل جهات تستهدف أمن المملكة¡ فليس من المنطقي أن يصمم بعض الهواة مواقع إلكترونية تشبه المواقع لدينا ليبثوا من خلالها أخباراً مغلوطة¡ فالهواة ليست لديهم الأموال الكافية لإنشاء المواقع¡ وإدارتها¡ وحشد جيش من المصممين لعمل التقارير¡ وتزويدها بالصور المغلوطة¡ وربط كل ذلك بشبكات التواصل الاجتماعي.. هذا عمل فئة محترفة تدرك جيداً ما تفعلهº هدفها الأول الإساءة للمملكة وإثارة الفتنة المجتمعية بين مواطنيها.
وربما يؤكد ذلك ما أعلنته وزارة الداخلية لدينا¡ من أنها رصدت عام 2016م أكثر من أربعة ملايين تغريدة «سلبية» تُبث شهرياً عبر موقع «تويتر» عن طريق حسابات بأسماء سعودية «وهمية» تُدار من خارج المملكة.
والأمثلة على حرفية هؤلاء كثيرة¡ أولها إنشاء موقع مشابه لموقع جريدة «الرياض» نفسها¡ وذلك لاستغلال موثوقيتها لدى القراء¡ حتى يتم ترويج الأخبار المغلوطة بيسر¡ وسهولة.
وهناك أمثلة أخرى خاصة بالمرور¡ حيث يعمدون لتصميم أنفوجرافيكس خاص بالمخالفات وعقوبتها¡ وفي الأخير يصدر نفي من المرور لدينا لها.
كذلك التصاميم الخاصة ببعض القرارات وتقليدها بشكل احترافي¡ والقصد منها بالطبع تأليب المواطنين على الدولة¡ وإظهار المكاتب الرسمية بأنها هشة وسهلة الاختراق¡ أو أن الموظفين بها يتصفون بالرعونة¡ وأنهم لا يراعون الأمانة¡ أو المنصب الذي يشغلونه¡ وهذا كله بالطبع غير صحيح.
هناك أمثلة أخرى كثيرة¡ لا يتسع المجال لذكرها¡ لكن ما ينبغي التركيز عليه¡ ولن أملَ من قوله¡ هو أن يكون كل مواطن سعودي أميناً على بلده¡ في نقل وتداول الأخبار¡ وأن يدرك أن المسألة لم تعد مجرد أخبار غير صحيحة¡ أو لعب أطفال صغار¡ ولكن خطة منهجية ومحترفة تستهدف أشياءَ محددة¡ لتنفيذ أهداف معينة¡ ويجب أن نكون واعين لما يحدث¡ وما يُراد لنا.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1573861)