تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ممنوع الدّيْن.. وكلمة بعدين



المراسل الإخباري
03-06-2017, 11:39
سأل أستاذ طلبة الفصل: ما هو الاختراع الذي أتاحهُ هنري فورد لجعل شراء السيارة في متناول الغالبية¿
التقسيط يا أستاذ. قالتها تلميذة صغيرة في الفصل الابتدائي بمدرسة في أميركا.
والجواب طبعا كان: خطوط الإنتاج الكبير أو (ماس بروداكشن) بالإنجليزية¡ وهو الذي جعل سعر إنتاج الوحدة في متناول الناس.
وتقول الإحصاءات في أميركا إن الأميركي يُدمن التقسيط. ويجعله ضمن نطاق حياته المعيشية¡ تقريبا في كل سلعة. وتتوفر قنوات الاتصال نتيجة توزيع المعلومات إليكترونيا. فما أن يشتري أحدهم سيارة إلا وتنهال عليه الدعوات من شركات التأمين. ولو اشترى أجهزة منزلية بالتقسيط لوردتْ إليه إعلانات وتهان وتبريكات من شركات أرفف المطابخ¡ وهكذا (يْتلاوحون) الإنسان.
وبدأت المؤسسات في بلادنا بامتلاك حسا عاليا بحوائج الناس ومتطلبات عصرنة المنزل.. حيث إن تلك المؤسسات أو أصحابها يتمتعون بذاكرة ممغنطة ينطبع فيها وجه الزبون المحتمل¡ ويعرفون وزنهُ! قبل أن يباشر تعبئة استمارة التأهيل¡ ثم يُصار إلى دعم الاستمارة باسم (الكفيل الغارم)¡ والكمبيالة.
لاحظوا أن مفردة "التقسيط" ينطقها العامة عندنا "التقصيد"¡ ولعلهم يتجنبون حرف (القاف) بالفصحى¡ وهو الحرف الذي سمعتُ أحد الغربيين يقول عنه (عن الحرف) إنه من مسببات آلام الحنجرة.
ممارسة التقسيط انبثقت عنها أمور مستجدة في حياتنا المعيشية. وجاءت لافتات مخطوطة بخط واضح¡ ملوّن ومُنمّق تقول "مؤسسة فلان للمتاجرة والتقسيط". ووجدناها في زوايا العمارات العالية.
في أميركا قامت شركات على هامش شركات التقسيط¡ وهي مؤسسات إعادة الحيازة Reposess ومؤهلات أجهزتها البشرية الجرأة والعضلات!
فقد وجدتْ شركات التقسيط الكبيرة أن أحسن رادع للمتخلف عن الدفع هو سحب سيارته في غفلة منه. ومن ثم بيعها نقدا لكونها مازالت باسمهم¡ واستيفاء الدين أو جزء منه¡ وملاحقة المتخلّف بواسطة محصلين محترفين..!
بعثت شركة تقسيط في أميركا بخطاب مبرمج من الحاسب الآلي يقول للعميل: الذي يخاطبك الآن هو الكومبيوتر...¡ وحتى لا نضطر بمخاطبتك بواسطة "إنسان" عليك تسديد ما عليك من دين. والإنسان المعني هذا هو رجل مفتول الساعدين.. ذو عضلات مخيفة.. ويعرف شغله.
وفي بلادنا يرى بعض المختصين أن عملية التقسيط عليها أن تتمركز بأمرين مهمين:
المعرفة التامة بمفاتيح شخصية العميل¡ فالبعض لا يلتزم بالمواعيد¡ لا لأنه غير قادر بل غير مهتم¡ ويصرف المستحق عليه في أمور أخرى كالسفر والمتعة.

المعرفة بالقدرة المالية على الدفع¡ ولا يكتفي بخطاب المرجع أو الكفيل الغارم أو نحوه.

بعض متعاطي المداينة عندنا لا يثق إلا بصك عقاري.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1575662)