المراسل الإخباري
03-06-2017, 11:39
عندما يتولى عادة أحد القياديين منصبا جديدا¡ منصبا مؤثرا خصوصا¡ يعلن عن الحاجة إلى كتابة إستراتيجية لمؤسسته. فيستنفر لأجل ذلك المؤسسة برمتها للعمل على هذه الإستراتيجية¡ ويستقطب الخبراء والأكاديميين من مشارق الأرض ومغاربها لبناء هذه الإستراتيجية. وبعد مدة تطول أو تقصر ينتهي به الأمر بإصدار وثيقة من مئات الصفحات فيها ما لذ وطاب من المصطلحات الرنانة والرسومات البيانية الأنيقة لوصف الإستراتيجية. ثم تبدأ رحلة التطبيق فتتكسر جنبات هذه الوثيقة بصخور التجربة وهي تبحر في موج متلاطم من بحر الحياة. ويستمر هذا الصراع ما دام القيادي مستمرا في مهمته حتى تنتهي فترته¡ فيأتي بعده قيادي آخر ينظر إلى ما تحطم من مركب الإستراتيجية فيقرر بناء إستراتيجية أخرى أكبر وأقوى. وتستمر المؤسسة في هذه الدوامة منتقلة من إستراتيجية إلى أخرى دون توقف.
قد تكون الصورة التي رسمتُها لدورة حياة الإستراتيجية مبالغة شيئا ما¡ لكن التجربة توحي أن ما يحدث ليس بعيدا عن ذلك. لكن المتابع لحديث كثير من المسؤولين الجرأة في استخدام مصطلح الإستراتيجية. فكل من أراد الإصلاح أو التغيير أقدم على كتابة إستراتيجية¡ دون وجود مقياس أو منهجية تحدد ما إذا كانت كتابة إستراتيجية من الأساس تعد اختيارا سليما. والاعتبارات وراء إعادة النظر في قرار تبني إستراتيجية كثيرة. من أهم هذه الاعتبارات ما إذا كانت الأهداف المرجو تحقيقها تستحق بناء إستراتيجية أم أن ما تحتاجه المؤسسة هو تحسين الجودة ورفع الكفاءة. وقد تتبع المؤسسة إستراتيجية صالحة مناسبة لكنها تشكو من ضعف في إدارتها. كما لا بد من الانتباه إلى أن الإستراتيجية ليست وثيقة بالضرورة¡ فقد تتبع المؤسسة إستراتيجية غير مدونة لكنها متغلغلة في مفاصلها ومتصلة بثقافة عملها اليومي.
لكن سواء كانت الإستراتيجية موجودة أم لا¡ لا بد من التحرر من المفهوم السائد الذي يفترض أن لا بد للمؤسسة من إستراتيجية لحل مشكلة ما أو تحقيق هدف مؤسسي. فإن أكثر التحديات صعوبة الوصول بالإستراتيجية إلى درجة من الفاعلية بحيث تصبح جزءا من الواقع مساهمة في حل مشكلاته. ويرجع السبب وراء ذلك أن الإستراتيجية (عادة) تبنى من أعلى المؤسسة بعيدا عن الواقع. وفي كثير من الأحيان تفشل الإستراتيجيات كونها بنيت بفهم غير دقيق للواقع. بل قد تصبح الإستراتيجية نفسها عائقا للتطور كونها تثقل كاهل المؤسسة بآليات جديدة ربما يصعب تطبيقها. عند ذلك يذهب الجهد في صناعة الإستراتيجيات لا حل المشكلات.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1575665)
قد تكون الصورة التي رسمتُها لدورة حياة الإستراتيجية مبالغة شيئا ما¡ لكن التجربة توحي أن ما يحدث ليس بعيدا عن ذلك. لكن المتابع لحديث كثير من المسؤولين الجرأة في استخدام مصطلح الإستراتيجية. فكل من أراد الإصلاح أو التغيير أقدم على كتابة إستراتيجية¡ دون وجود مقياس أو منهجية تحدد ما إذا كانت كتابة إستراتيجية من الأساس تعد اختيارا سليما. والاعتبارات وراء إعادة النظر في قرار تبني إستراتيجية كثيرة. من أهم هذه الاعتبارات ما إذا كانت الأهداف المرجو تحقيقها تستحق بناء إستراتيجية أم أن ما تحتاجه المؤسسة هو تحسين الجودة ورفع الكفاءة. وقد تتبع المؤسسة إستراتيجية صالحة مناسبة لكنها تشكو من ضعف في إدارتها. كما لا بد من الانتباه إلى أن الإستراتيجية ليست وثيقة بالضرورة¡ فقد تتبع المؤسسة إستراتيجية غير مدونة لكنها متغلغلة في مفاصلها ومتصلة بثقافة عملها اليومي.
لكن سواء كانت الإستراتيجية موجودة أم لا¡ لا بد من التحرر من المفهوم السائد الذي يفترض أن لا بد للمؤسسة من إستراتيجية لحل مشكلة ما أو تحقيق هدف مؤسسي. فإن أكثر التحديات صعوبة الوصول بالإستراتيجية إلى درجة من الفاعلية بحيث تصبح جزءا من الواقع مساهمة في حل مشكلاته. ويرجع السبب وراء ذلك أن الإستراتيجية (عادة) تبنى من أعلى المؤسسة بعيدا عن الواقع. وفي كثير من الأحيان تفشل الإستراتيجيات كونها بنيت بفهم غير دقيق للواقع. بل قد تصبح الإستراتيجية نفسها عائقا للتطور كونها تثقل كاهل المؤسسة بآليات جديدة ربما يصعب تطبيقها. عند ذلك يذهب الجهد في صناعة الإستراتيجيات لا حل المشكلات.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1575665)