المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن لم تكن معي فأنت خصمي



المراسل الإخباري
03-06-2017, 11:39
يُقال علمياً إن المجتمعات الجامدة تكون أقل من غيرها في تحقيق خطوات واسعة في التحضر ببعديهº المادي والمعنوي وأقل قدرة على استيعاب المتغيرات المعاصرة والاستفادة منها إيجاباً لصالح تقدمها..
في مجتمعنا المحلي وبنظرة سريعة للمشهد الاجتماعي والثقافي نجد أن سرعة التحضر المادي بعد اكتشاف النفط وزيادة مداخيل الأفراد كانت قوية بل إن بعضها فاق استيعاب مستخدمي بعض تلك المنتجات المعاصرة.
لن نذهب للزمن البعيد وكيف بعض الأمهات والجدات يضعن الغطاء وهن يشاهدن التلفاز¡ ولكن سنأخذ نموذجاً معاصراً¡ على سبيل المثال أغلبنا -إن لم يكن جميعنا- يحمل معه جهاز هاتف نقال من النوع الذكي¡ السؤال ما مدى استخدامنا لكافة البرامج والإمكانيات المتاحة في هذا الجهاز¿ بل إن بعضنا يقوم باستمرار بتغيير جهازه بأحدث الإصدارات الذكية وهو لا يستخدم من هذا الهاتف الذكي إلا الاتصال ورسائل الواتس أب والمنبه.
مع اقتنائنا للجديد من المنتجات المادية¡ نجد في المقابل بطئاً الى حد التجمد عند البعض في التغير المعنوي¡ بل إن ذلك البطء أو التجمد أحياناً يتجاوز حق الاختيار حسب تقديرات الفرد¡ إلى حالة من الصراع بين أطراف الاختلاف من منطلق أن الصواب يملكه البعض مع حدية مطلقة أحياناً في الحكم¡ مواقف وأحكام بعضنا على أي جديد تكون أسود تماماً أو أبيض تماماً¡ مع العلم أن تدرج الألوان جزء طبيعي من المكون الثقافي والحضاري وجزء طبيعي لأي مجتمع يعيش في عالم سريع التغير وسريع التقدم وخاصة في وسائل التواصل ويبقى قرار الاختيار والمفاضلة جزءاً من حرية الإنسان واستحقاقاً له ينفي حق الوصاية الدائمة دون مساس بالأمن الوطني أو الثوابت الدينية المتفق عليها والتي لا تدخل في مساحة المختلف عليه..
التحضر بمفهومه المعنوي يتطلب مرونة عالية في قبول الاختلاف وقبول الآخر وقبول واستيعاب للجديد دون تشكك وتلمس للجانب السلبي فيه.
إشكالية الاختلاف في الرأي داخل مجتمعنا تشكل حالة عالية من الصراع بين أطراف الاختلاف وتنفي حق الآخر في هذا الاختلاف باعتباره أمراً طبيعياً في مجتمع بشري¡ فما بالك في مجتمع متغير بسرعة ونسبة الأقل من أربعين عاماً تفوق 70% من تعداده السكاني¡ ومن الطبيعي أن تزيد سرعة التغير في أي مجتمع يتسم بالحيوية العمرية لكثرة الشباب..
من معطيات التحول الوطني أن نشاط الشباب من الجنسين بات حاضراً بوضوح أكثر من السابق مما يعني معه ارتفاع توقعنا بتغير ملموس في الجانب المعنوي لتحضرنا وثقافتنا بكل مكوناتها.
السؤال هل تدرك المؤسسات المعنية ذلك¡ أم ستستمر بالمنع والرفض والشباب بسرعة الصاروخ ينطلق وشكل ثقافته التي ستفرض نفسها على الجميع¡ محطماً أسوار المنع والحذر والتشكيك الدائم في كل جديد¿




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1575266)