المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المراكز الإسلامية في الغرب.. ملامسة الواقع



المراسل الإخباري
03-24-2017, 16:53
تتشكل المراكز الإسلامية في الغرب تحت تأثير توجهين يفصل بينهما ثقافتان¡ الثقافة الآسيوية وما يقع تحت تأثيرها¡ والثقافة الأفريقية غير العربية..
تكاد تكون معظم الدراسات والأبحاث التي تتحدث عن المراكز الإسلامية في الغرب ينقصها بعض الدقة والشمولية والحيادية¡ وبالذات تلك الدراسات التي ظهرت على أيدي دارسين أوفدوا من جامعاتهم لكتابة رسائلهم العلمية عن المراكز الإسلامية. ويأتي عدم دقة تلك الأبحاث من كون أولئك الدارسين الأكاديميين غير مستوعبين لثقافة المكان الذي أصلاً توجد فيه تلك المراكز وغير مطلعين على حقائق تلك المراكز وأوضاعها العامة إذ إن هنالك خللاً منهجياً في طريقة دراسة المراكز الإسلامية فبعض تلك الدراسات من ناحية العرض المنهجي تفتقد إلى تنوع المصادر البحثية وتغيب الحقيقة العلمية وتبرز كثيراً من التقديرات غير العلمية والسبب أن تلك الدراسات سلكت أقصر الطرق في البحث العلمي الأكاديمي وأيسر الأساليب في استحضار المعلومات¡ ولقد قدر لي ان أشهد الطريقة التي سلكها بعض أولئك الباحثين والتي هي في العادة بيانات عن المركز وهيئته والعاملين فيه¡ والمشاكل التي يمر بها¡ وقد تتفرع تلك البيانات عن: مصادر الدخل¡ رواد المراكز¡ المدرسة التابعة للمركز¡ وسكرتير المركز يتولى استحضار تلك البيانات فتأتي المعلومات منسجمة مع رؤية المركز وليس مع رؤية الحياد العلمي.
أما الدراسات الرئيسية المتصلة بتوجهات المراكز الإسلامية وتركيبتها الاجتماعية وإستراتيجيتها العامة والخاصة¿ أكاد أشك في وجود دراسات موثقة تعطي واقعاً حقيقياً لتلك العناصر الرئيسية¡ فمعظم الدراسات التي وجدت تتجنس بجنسية إدارة المركز أو القائمين عليه. ولكن ما هو واقع المراكز التي نتحدث عنها الآن¿ في الحقيقة تتشكل المراكز الإسلامية في الغرب تحت تأثير توجهين يفصل بينهما ثقافتان¡ الثقافة الآسيوية وما يقع تحت تأثيرها¡ والثقافة الأفريقية غير العربية.
فالمراكز الإسلامية التي تقع تحت إدارة وإشراف الجاليات: العربية¡ الهندية¡ الباكستانية¡ التركية¡ وتلحق بها الجاليات التي جاءت من أميركا الجنوبية¡ وتأتي الهيمنة على المراكز عادة من قبل ذوي الدخول المرتفعة: أطباء¡ محامين¡ مهندسين¡ هذا في حالة فقدان التمويل الذي عادة ما يأتي من بعض الدول الإسلامية. وتسلك غالبية تلك المراكز في تشريعاتها وفلسفتها الإدارية نظام الشورى¡ وبعض تلك المراكز تشرك المرأة في التمثيل الانتخابي كعضو في المجلس ممثلة لنساء المركز وفي الإشراف والدعوة والمجالس التي تتصل بالمرأة ونشاطها الإسلامي.
وبعض المراكز تتوسع في استعياب بعض المذاهب المعاصرة كحزب التحرير وجماعة التبليغ والطرق الصوفية¡ أو أن يقتصر المركز على مذهب من المذاهب كالشيعة الإمامية (الاثنى عشرية) أو جماعة الإخوان.
أما المراكز التي تقع تحت إدارة وإشراف الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية فقد كانت في بدايتها الأولى تتبنى ما يلائمها من الدين الإسلامي ومن الأعراف والعادات والتقاليد الأفريقية وقد نسجت خيوطاً من الدين والتقاليد والأعراف¡ وكونت فكرها الخاص الذي تبنته في حياتها فمنها من أبقى على هذا النهج كلويس فرخان الذي رأس ما عرف بالمعبد (7) في نيويورك ومنها من تحول عن ذلك إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة كـ"البلاليون" ومنها من انتسب في أوائل حياته الإسلامية إلى جمعية أمة الإسلام التي كان يتزعمها الياجا محمد ولكنه انفصل عنها بعد ما تبين له أنها حركة تجنح إلى العنصرية في بعض مبادئها كمالكوم اكس والذي اتجه إلى تأسيس جماعة أهل السنة ومنهم من تأثر بأفكار وإرث الدين كمحمد علي ومنهم من اقتفى أثر محمد علي كمايكل تايسون ويتفرع عن المراكز الإسلامية الافرو أمريكي مجالس وهيئات مختلفة "مجلس النساء المسلمات"¡ "جمعية النساء المسلمات الأفريقيات"¡ "جمعية فتاة الإسلام"¡ ولكن تظل تلك المراكز والمجالس والهيئات بحاجة إلى توعية ودعم مالي وإلى سعي جاد للتقريب بينها وبين المراكز الإسلامية الأخرى¡ فهي في عزلة عن المراكز التي تدار بواسطة العرب وغيرهم.
ولم يقتصر الوجود الإسلامي في الغرب على تلك المراكز فقد بادرت الدولة منذ أحست بخطورة الحياة الغربية على مجتمع المسلمين إلى تبني المؤسسة الإسلامية سواء أكانت مسجداً أم مركزاً إسلامياً أم معهداً أم مركزاً لتدريب الدعاة أم مدرسة ليتعلم فيها أبناء المسلمين العقيدة الإسلامية¡ وعملت على إشادة تلك المؤسسات وتطويرها¡ ولم يقتصر دور المملكة على تلك المؤسسات وإنما رأت في جامعات الغرب العريقة ومعاهدها العليا مكاناً ملائماً للتعريف بالإسلام فبادرت إلى إنشاء عدد من الكراسي في الجامعات المهمة مثل: جامعة هارفرد¡ وجامعة لندن¡ والجامعة الأميركية في واشنطن وغيرها من الجامعات لتدريس التخصصات الإسلامية وإلى جانب ذلك فقد كانت الدولة ترسل الوفود للوقوف على أوضاع المسلمين هناك ودراسة احتياجاتهم في بناء المؤسسات الإسلامية.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1580205)