المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعليم في اليابان وقت الكوارث



المراسل الإخباري
03-24-2017, 16:53
كيف تتعامل المدراس والجامعات مع الأعاصير في اليابان¿ يتم إعلان الإجازة في حال تأكد قدوم إعصار قوي وعند الشك تعلن المؤسسات التعليمية اليابانية عن الدراسة أو الإجازة قبل ساعات من الدراسة على مواقعها وبالإيميلات ويتم تعويض الدروس حال الإجازات مع تقديم عامل السلامة دوماً.
ماذا عن التعامل مع الكوارث المفاجئة¿ عندما وقع زلزال شرق اليابان العظيم في 11 مارس 2011م ومع انقطاع الاتصالات بادر مدير مدرسة أويكي بإصدار الأوامر للطلاب والمعلمين بإيقاف الدراسة حالاً والتوجه لأماكن مرتفعة خشية من الغرق بموجات التسونامي خاصة وأن المدرسة لا تبعد سوى 200م من البحر. وفعلاً نجا الجميع في تلك المدرسة بينما غرق الكثيرون نتيجة تردد متخذي القرار أو تأخرهم في توقع الكارثة..
صادفت تلك الفترة إجازة الربيع بالجامعات اليابانية¡ وكملحق ثقافي لبلادي باليابان وقتها كانت الأولوية القصوى عندي هي سلامة الطلاب وعوائلهم خاصة مع بدء تداعيات أزمة فوكوشيما والتسربات الإشعاعية. واتصلت على د.عبدالله الطاير المشرف على الملحقيات وقتها لأخذ الإذن من وزير التعليم العالي د.خالد العنقري ونائبه د.علي العطية حينها لإصدار تذاكر عودة للمملكة للطلاب وعوائلهم وتكون بإرسال بيانات الطلاب من إيميلي لمكتب الطيار على أن تصدر أوامر الإركاب لاحقاً سعياً لاختصار الوقت قبل وقوع الكارثة. وما هي إلا خمس دقائق ويأتيني الرد من الرياض بالموافقة وأن الوزارة تدعم أي قرار يتخذه الملحق بعد التشاور مع السفارة. وفعلاً تم إصدار ما يزيد على 300 تذكرة لإعادة الطلاب وعوائلهم بوقت قياسي.
وبعد الاطمئنان على سلامة الطلبة بدأ العمل على الجانب التعليمي حيث تم بعث حوالي مائتي خطاب عزاء للمؤسسات اليابانية¡ وعقد بعدها اجتماع مع خمسين ممثلاً للجامعات اليابانية بمقر الملحقية بطوكيو في وقت أغلقت فيه كثير من السفارات أبوابها وغادر دبلوماسيوها اليابان بدون إعلام وزارة الخارجية اليابانية. وتفهم الحضور الياباني الصورة المنقولة عن الأزمة بالإعلام خارج اليابان والقلق من أخطار الإشعاعات. وتم الاتفاق على عودة الطلاب السعوديين في المناطق البعيدة الآمنة كأوساكا مع بداية الدراسة في أبريل بينما يعود طلاب طوكيو وضواحيها بعد شهر من بداية الدراسة حتى تتضح الرؤية وتستقر الأمور ووعدت الجامعات بتقديم دروس لدعم الطلبة السعوديين لتعويضهم عن المحاضرات التي لم يحضروها.
صحيح أن عدداً من المبتعثين السعوديين تأخروا عن بدء الدراسة شهراً لاحتياطات السلامة لكنهم نجحوا وتفوقوا وأبدعوا بعد عودتهم للجامعات باليابان.
وباختصار¡ التعليم مهم لكن حياة الطلاب أهم!




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1580209)