المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفقوا لمثل هذا الطرح



المراسل الإخباري
03-24-2017, 16:53
ما كتبه الزميل والمبدع حبيب محمود¡ في صحيفة الشرق¡ الأسبوع الماضي¡ يستحق أن يكون نموذجاً للحس الوطني المطلوب إخواننا وأهلنا الكرام شركاء الوطن في المنطقة الشرقية¡ بحيث يكون هو الصوت العاقل والمطلوب بمواجهة التحديات والمخاطر التي نسمع عن حوادثها الإجرامية¡ خاصة في العوامية بالقطيف.
وإذا كان حبيب¡ لا ينكر جذوره الشيعية¡ إلا أنه يصرّ على تقديم الوطن في بوتقته الجامعة على الانتماء الطائفي¡ وكلاهما لا يمكن أن يكونا خيارين متضادين على الإطلاق¡ ولكنه تناغم في الأولويات المستحقة¡ لذا كانت مقالته التي عنونها "أولوية الأمن.. والوقوع في الفخ..!!" جرس إنذار لمن لا ينتبه لما يحاك منذ عقود للانقضاض على سلم التراتبية الوطنية¡ بكل هوياتها وثقافاتها وأفكارها المتعددة.
وكانت الجرأة في المقال¡ هو الاعتراف بالوقوع في فخ الوهم «الحقوقي» الذي حُضِّر للشعوب العربية ليكون أداةً لـ «ربيع» أُريدَ منه إدخال تعديلاتٍ على نُظم الحكم «الجمهورية» حصراً.. وتحديداً في حقبة موجة «الربيع» العارمة في عالمنا العربي¡ والتي كانت تداعياتها هذا الخراب الذي شاهدناه بأم أعيننا في عواصم شقيقة¡ دون إدراك للتبعات المؤلمة ظنا بسهولة المكاسب على حساب فاتورة المجموع الوطني وأول همومه بالطبع هو الأمن.. أمن الوطن ككل¡ ومن ثم أمن المواطن على بيته وأسرته وحياته في مجملها.
الجرأة أيضاً¡ كانت في الإشارة -ولو الضمنية- لمسؤولية الأخ والشقيق في "البيت الشيعي" إذا صحّت التسمية¡ عن فرض تصورات ليس فقط أنها رومانسية ومفرطة في التفاؤل باسم أوهام حقوقية وسياسية¡ ولكن خطورتها في ما سماه "لاعبون كُثرٌ يعنيهم أن يؤسسوا مكاسب جديدة".. منهم من هو بالخارج¡ وبالتأكيد أيضاً منهم من هو بالداخل ويأتمر بأمر هذا "الخارج"¡ دون تعلم أي شيء بعد انكشاف فضيحة وخداع الربيع العربي المزعوم.
وكما قلت سابقاً ومراراً¡ فإن التاريخ لم يسجل انتصار جماعة¡ أو فصيل¡ أو تيارٍ على دولة بكل مقوماتها ومكوناتها¡ إلا أن لا أحد قرأ¡ أو تعلم حتى مما شاهده حولنا¡ فقط كان استمراء الفاتورة الباهظة وكأنها المصباح السحري للانقضاض على كل شيء.
لم يفهم أحد أن لا وقت لدى الدولة السعودية للتفريط أو الاستخفاف بفريضة الأمن كجدار صلب للحماية والردع معاً¡ ورغم قوافل الشهداء على يد العناصر الإجرامية¡ إلا أن الهدف واضح¡ والعزيمة محددة¡ والحزمُ لا يقبل مساومة.. لأن فقدان الأمن الاجتماعي معناه فقدان كل شيء.
ولعلي أتفق مع زميلنا العزيز¡ في ضرورة أن يراجع عقلاء الشيعة أنفسهم¡ وعليهم البحث عن مخرج من هذا الفخ الذي وقعوا فيه¡ وكما قال حبيب "لا عيب في مراجعة عقل. أمن الوطن كله في خطر¡ لا أمننا وحدنا".




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1579778)