المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المزعج



المراسل الإخباري
04-13-2017, 08:38
(1)
كان عيد ميلادي في الثامن من نوفمبر. ظننت أن أفضل طريقة للاحتفال أن أبدأ حديثًا مع شخص لا أعرفه.
كان ذلك حوالي الساعة العاشرة صباحًا.
توقفت في زاوية شارع فلوريدا في مدينة قرطبة لدى رجل ستيني حسن الهندام بذلك الغرور الواضح للمحامين وكتاب العدل.
"لو سمحت¡ سيدي" قلت "هلّا أخبرتني من فضلك كيف يمكنني الوصول إلى بلازا دي مايو¿".
توقف الرجل¡ تفحصني بنظرة سريعة وسألني سؤالًا أحمق:"هل تود الذهاب إلى بلازا دي مايو أم إلى أفينيدا دي مايو¿"
"في الواقع أود الذهاب إلى بلازا دي مايو لكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا¡ فإنني لا أمانع الذهاب إلى أي مكان آخر".
"حسن¡إذًا" قال: وقد حرص على الحديث دون أن يبدي أي اهتمام بي على الإطلاق¡ "امض بهذا الاتجاه"¡ وأشار نحو الجنوب¡ "تجاوز شارع فيامونتي وتوكومان ولافالي".
أدركت أنه كان مستمتعًا باستعراض الشوارع الثمانية التي علي عبورها¡ فقررت مقاطعته:
"هل أنت متأكد مما تقول¿"
"طبعًا".
"اعذرني على التشكيك بكلامك"¡ أوضحت¡ "ولكن منذ دقائق قليلة أخبرني رجل ذو ملامح توحي بالذكاء أن بلازا دي مايو في الاتجاه الآخر"¡ وأشرت نحو ميدان سان مارتن.
تمكن الزميل من الرد :"لا بد أنه شخص ليس له معرفة بالمدينة".
"مع ذلك¡ كما قلت لك: إنه رجل ذو ملامح توحي بالذكاء¡ وبطبيعة الحال فإنني أميل إلى تصديقه أكثر منك".
حدجني بنظرة صارمة¡ وسأل:"حسن¡ أخبرني¡ لمَ تميل إلى تصديقه أكثر مني¿"
"إنني لا أميل إلى تصديقه أكثر منك¡ ولكن كما قلت لك: إن قسماته توحي بالذكاء".
(2)
أضاف: "أنت لم تقل ذلك! ولكنني أفترض أنني أبدو أحمق¿"
"كلا¡ كلا"¡ صدمت¡ "من قال شيئًا من هذا القبيل¿"
"لأنك ذكرت أن شخصًا آخر ذا ملامح ذكية".
"حسن¡ بصدق¡ كان ذاك الرجل يوحي أنه ذكي جدًا".
بدأ ينفد صبره "حسن¡ إذًا يا سيدي¡ سأودعك نظرًا لضيق الوقت وأمضي لشأني".
"هذا جيد¡ ولكن كيف يمكنني الوصول إلى ساحة ميدان سان مارتن¿"
ظللت وجهه غمامة من الغضب "لكن ألم تقل إنك تريد الذهاب إلى بلازا دي مايو¿"
"كلا¡ لا أريد بلازا دي مايو. أريد الذهاب إلى ميدان سان مارتن. أنا لم أقل شيئًا عن بلازا دي مايو".
"في هذه الحالة"¡ وهو يشير إلى الشمال¡ "خذ طريق كالي فلوريدا وامض إلى الباراغواي".
"إنك تقودني إلى الجنون"¡ اعترضت¡ "ألم تقل منذ قليل إن عليّ أن أمضي بالاتجاه المعاكس¿"
"لأنك قلت إنك تريد الذهاب إلى بلازا دي مايو".
"أنا لم أقل شيئًا أبدًا عن بلازا دي مايو! كيف لي أن أقول ذلك¿إما أنك لا تجيد اللغة أو أنك ما تزال ناعسًا".
امتقع وجهه¡ ورأيته يحكم قبضة يده اليمنى على مقبض الحقيبة¡ قال شيئًا ما عن أنه من الأفضل ألا يرد ومضى في الاتجاه الآخر بخطوات سريعة وقوية.
شعرت أنه كان مستاء قليلًا.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1584925)