المراسل الإخباري
04-18-2017, 22:34
قضيتُ أغلب أوقات المطالعة الحرّة خلال الأعوام الخمسة الماضية مع كتب المذكرات والسير الروائيّة لمفكرين وسياسيين ومشاهير من العرب وغير العرب. ومعظم من قرأت لهم قد فارقوا الحياة وباتوا ساكنين ساكتين على صفحات التاريخ الذي حكم لهم وعليهم. وبشكل عام تتميّز غالب كتب المذكرات غير العربيّة بالتركيز على القضايا والمراحل التاريخيّة وتكون الشخصيّة ظلالا موازيا لها. أما في مذكرات معظم مشاهير العرب فتجد انعكاس الذات الغاضبة والمنتقمة وأحيانا المنتفخة مسيطرة على معظم الأعمال المنشورة. وقد دوّنتُ دروسا مستفادة من كتب المذكرات العربيّة ألخص بعضها اليوم في خمسة دروس:
الدرس الأول: امتلاء هذه الكتب بالتبريرات والحجج وإحالة الأخطاء الكبرى إلى الظروف وأشخاص آخرين. وهذا تجده مبثوثا في مذكرات سياسيين وقادة عسكريين كانوا ضمن طواقم القرار العربي في مراحل زمنيّة متباينة. وأوضح ما تكون هذه الحالة عند بعض من كتبوا عن نكبة فلسطين 1948 وهزيمة مصر 1967 أو تبرير وحشيّة الانقلابات في بلاد الشام والعراق منذ الخمسينيات. وهو حال متكرّر في كتب وسير من كانوا قادة الحرب الأهليّة التي عصفت بلبنان (1975-1990). ويمتد حبل التبريرات إلى مذكرات من شاركوا صدّام غزو الكويت عام 1990 ولاحقا فيما دونه من خاضوا في أحداث "الربيع العربي" بالأصالة والنيابة.
الدرس الثاني: طغيان تصفية الحسابات بين المتنافسين على المراكز والحظوة ويبدو ذلك واضحا في كتابات زمرة مفكرين وأوضح الأمثلة تجدها في كتب محمد حسنين هيكل ومصطفى أمين وعدد من قيادات ورموز الفكر القومي وحزب البعث في العراق وسورية.
الدرس الثالث: وضوح التأثير السلبي لضعف عامل الكفاءة وقوة عامل العلاقات الشخصيّة (الزمالة أو النسب) في تشكيل دوائر المسؤوليات والأحداث والخلافات في حياة الرموز العربيّة. ولهذا تتّضح في بعض كتب المذكرات قصص الغدر والخيانة نتيجة تشابك الدوائر.
الدرس الرابع: كثرة ترديد عبارات وأمثلة وحتى أبيات شعر التي تمتلئ بالندم والتحسّر. وفي الغالب تكون معظم هذه المشاعر مكتوبة بلغة يائسة تبدو فيها علامات خيبة الأمل في الناس والظروف.
الدرس الخامس: انعدام الأمانة بشكل يشبه التشفّي وذلك بتعمّد كشف الأسرار الشخصيّة التي اطلع عليها بعض كتّاب السير بحكم اتصالهم بالزعماء والرموز وثقتهم فيهم. ويفاجئك مفكر أو إعلامي كبير على صفحات مذكراته فاضحا سيرة الزعيم الفلاني الذي رافقه لسنوات وكاشفا ما يخالف ما اشتهر به هذا الرمز من حب الفضيلة والدعوة للقيم التي كان هذا الإعلامي أبرز مروّجيها.
مسارات
قال ومضى:
يا صاحبي: الخصم لا يخون. الأصدقاء هم من يفعلون ذلك.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1586226)
الدرس الأول: امتلاء هذه الكتب بالتبريرات والحجج وإحالة الأخطاء الكبرى إلى الظروف وأشخاص آخرين. وهذا تجده مبثوثا في مذكرات سياسيين وقادة عسكريين كانوا ضمن طواقم القرار العربي في مراحل زمنيّة متباينة. وأوضح ما تكون هذه الحالة عند بعض من كتبوا عن نكبة فلسطين 1948 وهزيمة مصر 1967 أو تبرير وحشيّة الانقلابات في بلاد الشام والعراق منذ الخمسينيات. وهو حال متكرّر في كتب وسير من كانوا قادة الحرب الأهليّة التي عصفت بلبنان (1975-1990). ويمتد حبل التبريرات إلى مذكرات من شاركوا صدّام غزو الكويت عام 1990 ولاحقا فيما دونه من خاضوا في أحداث "الربيع العربي" بالأصالة والنيابة.
الدرس الثاني: طغيان تصفية الحسابات بين المتنافسين على المراكز والحظوة ويبدو ذلك واضحا في كتابات زمرة مفكرين وأوضح الأمثلة تجدها في كتب محمد حسنين هيكل ومصطفى أمين وعدد من قيادات ورموز الفكر القومي وحزب البعث في العراق وسورية.
الدرس الثالث: وضوح التأثير السلبي لضعف عامل الكفاءة وقوة عامل العلاقات الشخصيّة (الزمالة أو النسب) في تشكيل دوائر المسؤوليات والأحداث والخلافات في حياة الرموز العربيّة. ولهذا تتّضح في بعض كتب المذكرات قصص الغدر والخيانة نتيجة تشابك الدوائر.
الدرس الرابع: كثرة ترديد عبارات وأمثلة وحتى أبيات شعر التي تمتلئ بالندم والتحسّر. وفي الغالب تكون معظم هذه المشاعر مكتوبة بلغة يائسة تبدو فيها علامات خيبة الأمل في الناس والظروف.
الدرس الخامس: انعدام الأمانة بشكل يشبه التشفّي وذلك بتعمّد كشف الأسرار الشخصيّة التي اطلع عليها بعض كتّاب السير بحكم اتصالهم بالزعماء والرموز وثقتهم فيهم. ويفاجئك مفكر أو إعلامي كبير على صفحات مذكراته فاضحا سيرة الزعيم الفلاني الذي رافقه لسنوات وكاشفا ما يخالف ما اشتهر به هذا الرمز من حب الفضيلة والدعوة للقيم التي كان هذا الإعلامي أبرز مروّجيها.
مسارات
قال ومضى:
يا صاحبي: الخصم لا يخون. الأصدقاء هم من يفعلون ذلك.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1586226)