المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السامية



المراسل الإخباري
04-26-2017, 10:54
عندما تستطيع مواجهة مخاوفك فستكون شجاعا¡ وعندما تسخر منها وتجاهر بها ستصبح استثنائيا¡ أما في حال رميت أصعب مخاوفك الدامسة وراء ظهرك¡ والتفتّ باتجاه الآخرين لتساعدهم لمواجهة نفس النوع من المخاوف.. عندها ستصبح عظيما.
وهو القرار الذي لم تكن د. سامية العامودي تعد نفسها له باكرا¡ ولكنها في ساحة النزال اختارت المواجهة وانتصرت¡ وحولت رماد المواجهة إلى معجون سحري¡ خرج منه مشروعها المحتفي بالحياة والمرأة وتمكينها الصحي.
في الأسطورة الإغريقية¡ الأمازونيات هن قبيلة من النساء قطن إحدى الجزر الإغريقية¡ تميزن بقدراتهن القتالية العالية¡ ومواهبهن في النزال¡ إلى درجة أنهن كن يتخلصن من صدورهن كي لا تعيق مهارتهن في رمي السهام¡ ودقة إصابة الهدف المنشود.
نموذج المرأة الصلبة المبادرة هو غائب نوعا ما عن مدونتنا التاريخية¡ وحتى النسوة اللواتي كان لهن حضور تاريخي¡ فإن حضورهن ارتبط بكنف رجل وتحت مظلته واسمه¡ مقابل غياب شبه تام عن الفعل الحضاري الواضح المؤثر¡ لذا هذا الغياب خلق حزمة من الأوهام والأساطير ضدها¡ وعزز النظرة الدونية المستنقصة¡ التي ترى أن المرأة تعاني قصورا خلقيا جينيا¡ فتدفع بها إلى الهامش¡ وتجعلها بحاجة إلى وصاية أبدية.
لذا مشروع تمكين المرأة والاستثمار في قدراتها تنموياً¡ يتطلب أرضية ممهدة¡ وتربة منقاة من حجارة الصورة النمطية السلبية ضدها.
وما يميز تجربة د. سامية كونها حققت حضورا متميزا كامرأة تعتز بنوعها وهويتها الأنثوية ومعجزات أمومتها¡ إلى جوار دورها الإنساني الذي يتبدى عبر الإنتاجية والريادة والقيادة.
هذا الاحتفاء العارم بالحياة والحث على إعمارها¡ قد ينقذ الذات النسوية من عتمة تلك الرؤية التي كانت تصور لها الدنيا دار مرور مؤقت ولا بد من مغادرة زخرفها ومباهجها¡ والتي أنتجت مقابلها¡ وكردة فعل لها¡ خطابا نسويا غاضبا محتدا ومتناسيا¡ أن التشنج والانفعال يفقدانك دعم العقول الموضوعية المستقلة.
قالت لي د. سامية قبل صدور كتابها الثاني تمكين المرأة (الموجه للفتيات اليافعات لتلبية أسئلتهن الغامضة المبهمة حول التغيرات الفسيولوجية التي تحل بهن عبر إطار طبي وعلمي): بودي أن ألم بجميع الأسئلة الحائرة التي تباغت الصبايا¡ وأجد لها حيزا في هذا الكتاب¡ لأن المطروح في الساحة كثير لكن المفيد والعلمي والرصين شحيح للغاية.
ومن هنا لا بد أن نذكر أن علاقة السامية مع الكتابة والكتب علاقة حميمة تستدعي في أعماقها الأديبة المتوارية خلف حضور الطبيبة المهيمن¡ وإصدارها "الأول الأول/ امرأة سعودية"¡ نال رواجا كبيرا.
السامية الشامخة.. تؤسس لصورة جديدة للمرأة.. في فضائنا العام.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1588760)