المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدينة أصحاب الاحتياجات الخاصة



المراسل الإخباري
05-05-2017, 05:57
كل ما تراه من شوارع وأشجار ومستشفيات ومصالح يفترض أن تكون ملكاً للجميع. يقتسم منافعها سكان المدينة بالتساوي. إذا تعلمنا كيف ننظر إلى الأملاك العامة بوصفها لي ولك عرفنا معنى النظافة ومعنى النظام¡ بل ومعنى الوطنية إذا شئت.. سنعرف أيضاً ما يرقى إلى أهمية ذلك¡ سنعرف أن هناك فئة من المجتمع لها متطلبات خاصة يتوجب على الجهات الحكومية المختلفة أن تأخذها في الاعتبار أثناء التخطيط.
لا أملك إحصائيات ولم يشتك لي أحد ولم يزودني أي إنسان بمعلومة في هذا الأمر¡ لكن المثل الشعبي يقول الكتاب من عنوانه. اهتمام مدن المملكة بأصحاب الاحتياجات الخاصة صفر.
قبل ثلاثة أيام كنت أتجول مع صديق سعودي في مدينة تورنتو. انتقالنا من زحمة الأسواق إلى زحمة القطار الأرضي ثم عبرنا شوارع وطرقات مزدحمة أيضاً. أبدى صديقي الملاحظة التالية. يكثر في هذه البلد ذوو الاحتياجات الخاصة.
دلل بكثرة مواقف السيارات المخصصة لهذه الفئة وكثرة الممرات المنزلقة التي يستخدمها المتحركون على عربات ولاحظ أن الباصات العامة مصممة لاستيعابهم. لأني أعيش في المدينة لم أعد ألاحظ هذه التسهيلات فرفعت ملاحظة صديقي إلى سطح انتباهي. بالفعل أينما يممت وجهك ستشاهد عجوزاً على عربة أو شخصاً يدف آخر في عربة أو أن ينزل سائق الباص لمساعدة صاحب عربة للركوب كواحدة من واجباته. اهتمام كبير يعطيك انطباعاً أن معظم سكان هذه المدينة من أصحاب الاحتياجات الخاصة.
عقدت مقارنة بين الرياض وتورنتو. بهذا المعنى يمكن القول إن الرياض تخلو من ذوي الاحتياجات الخاصة تماماً. لا يوجد في الرياض شيء تم تكييفه لكي يستوعب هذه الفئة من الناس. فسألت بموضوعية ما حاجة سكان الرياض لتكييف وضع المدينة لكي يستوعب هذه الفئة من الناس.
جزء كبير من سكان تورنتو يقضون معظم وقتهم خارج منازلهم. يحتشدون في النقل العام وفي الشوارع وفي المقاهي وفي أماكن اللهو والسهر. لا يوجد في الرياض شوارع أو أمكنة أو نوادي لهو وتسلية تغري بالازدحام فيها. إذا كان الناس العاديون لا يخرجون من منازلهم كيف ننتظر أن يخرج ذوو الاحتياجات الخاصة.
تنتظر مدينة الرياض افتتاح المترو والتحول من مدينة السيارات الخاصة إلى النقل العام. لا يعلم إلا الله إلى أي مدى أخذ مخططو المترو حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة في الاعتبار. تتجه المملكة إلى خلق البعد الإنساني في حياة سكان المملكة. ثمة حديث عن سينما ومسارح وحفلات عامة. هذه الأنشطة تعني أن يقضي الناس جزءاً طويلاً من وقتهم خارج المنزل والشعور بوجود البشر حولك. أرجو أن تدرك أمانات المدن في المملكة أن الأنشطة الترفيهية القادمة سوف تخلق مطالبها من بينها أن أصحاب الاحتياجات الخاصة يملكون الحق في حضور هذه الأنشطة والاستمتاع بها مع بقية الخلق.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1591052)