المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تركي السديري.. النجم الذي مضى (2/2)



المراسل الإخباري
05-20-2017, 11:27
http://www.qatarat.com/ بحجم الفقد.. بحجم ما كان الوداع الذي يليق..
كانت جموع المعزين التي تدفقت لتشييعه إلى مثواه الأخير أيام العزاء¡ تدرك جيداً أنها وهي تغيِّب الجسد إنما هي ـ في نفس الوقت ـ تستحضر القيمة الهائلة التي مثلها تركي السديري في حياتنا الثقافية والإعلامية والاجتماعية كلها.. تستذكر الوعي الذي دائماً ما جسدته اعتبارات الفقيد في كل كتاباته وكلماته¡ وكأننا أمام عقل من كوكب آخر يجب علينا الحفاظ عليه واستنهاضه ليكون نبراساً وقدوة.
أليس هو الذي قال يوماً: "من يقتل العقل ثم الوعي هو النتيجة تماماً مثل من يقتل الجسد" في مقاربة لا يبنغي أن تغيب عنا في صراعنا الدائم بمواجهة خفافيش الظلام والانغلاق والتطرف والتكفير والإرهاب.¿
للتاريخ.. أقولها وأنا أنعي أستاذاً ومعلماً وزميلاً وأخاً ومهنياً من الدرجة الأولى¡ بدأ من "الغاط" مسيرته الأولى واجتهد حتى أصبح معلماً من معالم صحافتنا وإعلامنا السعودي¡ تشرفت في مسيرته بأن أقترب منه في العديد من المناسبات حتى غير العملية¡ طالما جمعتنا رحلات ولقاءات كان فيها دوماً المنهل لكل من يسعده الحظ بالتواجد معه.
مهنيته الفائقة سجلها له التاريخ العملي لكل زملائه وتلاميذه¡ أما إنسانيته ومواقفه العظيمة مع أصدقائه وفريق عمله¡ فقد تجاوزت محيطه القريب لتشمل كل من كانوا بعيدين¡ وأقولها وهو الآن في دار الحق¡ إن عطاءاته النبيلة لم تستثنِ حتى من أساءوا إليه وطعنوه.
كانت صرامته المهنية¡ تخفي وراءها مساحة هائلة من التسامح وطيبة القلب¡ فاستحق أن يكون الإنسان قبل أن يكون الأستاذ والمعلم والخبير.
كانت "الرياض" عشقه الأول¡ بمثل ما كان كل الوطن روحه السامية¡ وكانت دار "اليمامة" قلبه النابض حتى لو تقمص زرقاء اليمامة بتحليلاته وكتاباته المشعَّة¡ وبقدر ما كانت وفاته خسارة شخصية لأسرته ومحبيه وتلاميذه¡ بقدر ما تحولت إلى دفتر عزاء مفتوح بحجم الوطن الذي عشقه¡ وربما جسّد الاتصال الهاتفي الذي أجراه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز¡ بأسرته معزياً معنى الشعور بالفقد والغياب.. حيث تطرق ـ يحفظه الله ـ خلال الاتصال إلى علاقته الوطيدة بتركي السديري كصديق وإعلامي قدم للصحافة والإعلام الكثير¡ استحق خلالها أن يكون عميد الصحافة السعودية وايضاً ملك لها..
الآن.. بعد فراق أبي عبدالله لا أملك إلا أن أقول لزميلنا وأستاذنا وصديقنا تركي السديري.. نم هادئاً في جنة الفردوس¡ فإن كنت قد غادرتنا جسداً إلا أنك تبقى فينا وفي كل أجيالنا عقلاً ووعياً ثاقباً¡ يكفيك كل تلك المساحات البيضاء من الحب والتقدير في نفوس من عرفك أو من لم يعرفك¡ وافقك أو اختلف معك..
نم هانئاً في رقدتك الأخيرة وثق أن هناك من لن ينساك أبداً¡ ويكفيك.. يكفيك هذا الوداع الذي يليق.




http://www.alriyadh.com/1595659]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]