تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عناق لطيف ورحمة



المراسل الإخباري
05-27-2017, 11:22
http://www.qatarat.com/ يطل علينا شهر السماحة والخير رمضان¡ كلون الصباح والليل, كرائحة الزنبق والياسمين, كروح الجدات العارفات بكل شيء, في هذا الشهر نستدعي تضاريس المشاعر وفضاءاتها المترعة بالحب:
ماضرنا لو عبرنا عن خلجات أنفسنا التي لطالما أرهقناها بالكتمان والشكوك والترقب.
ما ضرنا لو هدمنا حدودنا الخائفة واستبدلناها بالأمان.
ماذا لو صعدنا إلى معارج الآخر ووضعنا مكان المشاعر المتخثرة تجاهه مشاعر جديدة نقية صادقة.
ماذا لو أهدينا بعضنا عناقاً لطيفاً يغسل كدر لحظاتنا ويشق بحر الإنسانية كراية بحّار.
هل يا ترى سنجفف بعضاً من منابع القسوة والخوف والجمود في أرواحنا¿ أعلاه كانت فقط رغبات تائقات للهدوء الإنساني.
رحمة:
هي كبصر حديد ينعكس على حقيقة الروح والجسد, كذاكرتنا المليئة بالقصص والذكريات, هي تلك اللحظات المفعمة بالحظ.. هل قلت الحظ¿ قد يتساءل القارئ ما الرابط بين الرحمة والحظ¿ يقول الفيلسوف الروماني سينيكا "الحظ عندما تتلاقى المعرفة مع الاستعداد", إذن وعي مفهوم الرحمة وأهميته في حياتنا وعوائده النفسية والإنسانية هي المعرفة, وفتح حدود الروح لتقبل الآخر سواء إنسان أو أي كائن حي هو الاستعداد, لتكون إنساناً رحيماً "هو الحظ", فليس الكل انسان رحيم, برأيي الرحمة تختص بفئة نقية من الناس خالية من شوائب القسوة والحسد والتكبر, هي تختص بالصالحين من عباده, وما المانع أن نكون كلنا صالحين, محظوظين¿ لا يوجد قوة تستطيع منعك مما تريد..! إذن الرحمة هي قرار ينبع من ذاتك يقتنع به العقل واللاوعي فيترجم إلى سلوك قائم بذاته¿ هل نحن في محاولتنا تربيتنا لأبنائنا نعلمهم ونربيهم على الرحمة¿ أعتقد أن هذه مسألة متروكة لوعي الابوين وإحساسهما بمدى أهمية الرحمة وكون الانسان يكبر وفي قلبة مقدار من الرحمة, لن أتحدث بكلام انشائي عن فضائل الرحمة ونتائجها في حياتنا , ولكن سأوجه إليك سؤال أيها القاريء/ة العزيز/ة .. الا تُحس بالأمان والارتياح عندما تتعامل مع إنسان رحيم ¿
همسة لقرائي :
في رمضان كن كريماً مع نفسك¡ واخفض لها جناح الحب والتدليل¡ ولا تطفئ نهارك بالخوف من الغد الذي لم يستيقظ بعد¡ فلم تكن الرقة والهدوء والسماحة واحتواء الآخر ضعفاً يوماً بل هي مكمن القوة¡ فلا تعِش وأنت يتيم من الأحلام.
كل عام ورمضان بكم أجمل.




http://www.alriyadh.com/1597721]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]