المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في خندقٍ واحد



المراسل الإخباري
06-09-2017, 21:38
http://www.qatarat.com/ حين شاهدت العرض المرئي لتوديع الإخوة الجنود القطريين في منطقة الحد الجنوبي¡ أحسست كم تجني السياسة بتخبطها اليومي على فكرة استقرار الدولة وبنائها الثقافي والعلمي والتنويري الذي يقدمها إلى العالم كصورةٍ مضيئة تضيف إلى الحضارة في العالم بناءً جديداً ورؤيةً جديدة تمنح حركة التاريخ معنى الصدق¡ والإضافة في نهر الحياة التي لا معنى لها إذا ما تحولت إلى فكر تآمري¡ واستعانةٍ بمن فشلوا في دولهم وأصبح شعارهم القتل¡ والتدمير¡ وتفخيخ العلاقات بين جيرانٍ كانوا يطمحون إلى تطوير مجلسهم إلى اتحادٍ يقدم النموذج العربي والإسلامي الحقيقي الذي يحترم المواطن وإنسانيته وطموحاته.
إلا أن الذاتية المفرطة والتي لا تصلح حتى في العلاقات بين الأقارب والأصحاب¡ لأن معنى ذلك التشظي الذي يسهل الانقضاض عليه وتدميره¡ فكيف يمكن أن تكون الحال مع دول وشعوب تنشد الأنانية مذهباً¡ والخيانة مطلباً¡ والحرب والقتل سبباً لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة.
نحن جميعاً لم ندرك هذا التطور الهائل في وصول المعلومة إلى الناس بسرعة عجيبة¡ وأصبح المتلقي يمتلك الحس لفرز الكثير من المتناقضات في حركة السياسة¡ ولم تعد هناك أسرار تحتفظ بها الدول كما في السابق¡ والمواطن آخر من يعلم¡ الآن المواطن هو أول من يعلم ولديه القدرة على الفرز واتخاذ وجهة النظر التي يقررها دون تأثير مسبق.
في السابق كنا (نشره) على دولتنا الرائعة عدم إبداء وجهة نظرها سريعاً فيما يجري من أحداث وهذا التأخر في سماع وجهة النظر.. ولم نفطن إلى أن ذلك في علم السياسة قد يحرق الكثير من القرارات وربما تأخذ منحىً آخر لأنه صدر كردة فعلٍ¡ ولم يُتخذ بناءً على دراسة ٍهادئة¡ وحساب كل الأبعاد وتوقع ما سيحدث مستقبلاً.
هنا تبدو الدولة الهادئة والقوية في آن واحد. حين أعود للعرض المرئي أستحضر مرأى الخندق الواحد الذي يضمّ القطري والسعودي والإماراتي وغيرهم في الدفاع عن فكرة الوجود والبقاء وزرع البسمة على وجوه الأطفال¡ وبناء الأوطان لا هدمها.. وكان الوداع صعباً على كل الأطراف لكنها السياسة حين تكشف وجهها البائس والغادر في الميدان... فكرة الخيانة غير واردة لأن كل واحد يحمي الآخر ويتمنى له البقاء¡ أما في السياسة فهناك صور متعددة لا تظهر الحقيقة الناصعة.
رحم الله غازي القصيبي حين قال:
عجباً كيف اتخذناك صديقاً
وحسبناك أخاً براً شقيقا
وأخذناك إلى أضلاعنا
وسقيناك من الحبّ رحيقا
اقتسمنا كسرة الخبز معاً
وكتبنا بالماء عهداً وثيقا
سيفنا كنت تأمل سيفنا
كيف أهدى قلبنا الجرح العميقا
وسلامتكم.




http://www.alriyadh.com/1601232]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]