المراسل الإخباري
06-09-2017, 21:38
http://www.qatarat.com/ أعرف صديقا من نوادر المثقفين في الأدب¡ والشعر¡ والفكر والسياسة بالذات¡ ولكنه لا يتحدث فيها إلا قليلا فهو يؤثر الصمت¡ والسكوت على الكلام وأحيانا يسأم حتى من السماع فيها إلا عند بعض أصدقائه المصطفين من المثقفين ثقافة عميقة والمدركين إدراك من يرى الأمور كما هي لا كما يقال عنها.
أذكر أننا ذات مرة تحدثنا عن الشعر¡ والثقافة¡ فتحدث هو حديثا رائعا¡ حديث الرجل الملم الخبير المنظم في حديثه¡ وفي فكره¡ فألقى قصائد رائعة¡ وبإلقاء مذهل ثم تحدث عن فن الشعر وأصوله¡ وتطرق للنقد وأصوله¡ وجر الحديث بعضه بعضا فخضنا في الفكر والسياسة¡ فكان يتحدث حديث من يعي الأمور والأحوال وعيا لا يحول بينه وبينها غبار المعارك السياسية الإعلامية.
ولكن أحد الحضور و- كان طارئاً - أكثر الاعتراضات¡ عليه¡ وراح يقفز من هنا¡ وهناك يذهب يمينا وشمالا¡ ثم انساق الحديث بنا إلى الفكر والفلسفة¡ فظل صاحبنا ذلك يعارضه¡ ويجادله¡ وهو يرد بثبات¡ وسعة صدر¡ وقدرة عجيبة على الإقناع¡ إلا أن ذلك المعارض¡ لا يريد أن يصغي إلا إلى صوت هواه¡ وظل مستمرا في معارضته ولجاجته¡ فضحك صاحبنا وقال: رحم الله الجاحظ حيث ذكرتني بحديث أشار إليه في كتابه البيان والتبيان بين إياس بن معاوية¡ وعبدالله بن شبرمة¡ حيث جرى بينهما حوار ونقاش طال أمره فقال: ابن شبرمة لإلياس¡ أنا وأنت لا نتفق¡ فقال ولماذا..¿ فقال لأنك لا تشتهي أن تسكت وأنا لا أشتهي أن أسمع..!!
فرد الآخر قائلاً بل لقد أفحمتك..! فقال: صدقت ومثلك يفحمني..!! فعلق أحد الحاضرين ساخراً: نعم لقد أفحمته بما تملك من لجاجة وعناد¡ لا من حق وبرهان.. فتبسم صاحبنا الأديب الأريب وقال: لا بأس فإن كان موضوعنا هذا قد صرفنا إلى الجدل لا إلى المنطق السليم¡ فلأن ثقافة الحوار المبني على المعرفة تكاد تكون معدومة مفقودة في مجتمعاتنا العربية¡ فكل يتعصب لرأيه ويحاول أن يكون هو المنتصر¡ وصاحب الحق¡ فالمحاور لا يبحث عن الحقيقة أثناء الحوار¡ ولا يصغي إصغاء العارف المنصف¡ وإنما كل اهتمامه وتركيزه هو أن يقول لا.. ظاناً أن الاعتراض¡ هو انتصار له.. لأنه قد استقر في ذهنه أن الاعتراف بالحقيقة هو نوع من أنواع الهزيمة¡ والانسحاب..!! وهذا داء ليس بالجديد في ثقافتنا¡ فيروى أن أبا حنيفة النعمان وقع في جدل مع رجل يقال له "شرشير المدني" ويبدو أن شرشيراً هذا رجل يحب الجدل¡ والعناد والثرثرة¡ والمخاصمة باطلاً كان ذلك أو حقاً..!! فقال أبو حنيفة في شرشير هذا:
عندي مسائلُ لا شَرْشير يُحسِنُها
عند السّؤال ولا أصحاب شَرْشِيرِ
وأقول: رحم الله أبا حنيفة ما أكثر الشراشير بيننا اليوم..!!
http://www.alriyadh.com/1601233]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
أذكر أننا ذات مرة تحدثنا عن الشعر¡ والثقافة¡ فتحدث هو حديثا رائعا¡ حديث الرجل الملم الخبير المنظم في حديثه¡ وفي فكره¡ فألقى قصائد رائعة¡ وبإلقاء مذهل ثم تحدث عن فن الشعر وأصوله¡ وتطرق للنقد وأصوله¡ وجر الحديث بعضه بعضا فخضنا في الفكر والسياسة¡ فكان يتحدث حديث من يعي الأمور والأحوال وعيا لا يحول بينه وبينها غبار المعارك السياسية الإعلامية.
ولكن أحد الحضور و- كان طارئاً - أكثر الاعتراضات¡ عليه¡ وراح يقفز من هنا¡ وهناك يذهب يمينا وشمالا¡ ثم انساق الحديث بنا إلى الفكر والفلسفة¡ فظل صاحبنا ذلك يعارضه¡ ويجادله¡ وهو يرد بثبات¡ وسعة صدر¡ وقدرة عجيبة على الإقناع¡ إلا أن ذلك المعارض¡ لا يريد أن يصغي إلا إلى صوت هواه¡ وظل مستمرا في معارضته ولجاجته¡ فضحك صاحبنا وقال: رحم الله الجاحظ حيث ذكرتني بحديث أشار إليه في كتابه البيان والتبيان بين إياس بن معاوية¡ وعبدالله بن شبرمة¡ حيث جرى بينهما حوار ونقاش طال أمره فقال: ابن شبرمة لإلياس¡ أنا وأنت لا نتفق¡ فقال ولماذا..¿ فقال لأنك لا تشتهي أن تسكت وأنا لا أشتهي أن أسمع..!!
فرد الآخر قائلاً بل لقد أفحمتك..! فقال: صدقت ومثلك يفحمني..!! فعلق أحد الحاضرين ساخراً: نعم لقد أفحمته بما تملك من لجاجة وعناد¡ لا من حق وبرهان.. فتبسم صاحبنا الأديب الأريب وقال: لا بأس فإن كان موضوعنا هذا قد صرفنا إلى الجدل لا إلى المنطق السليم¡ فلأن ثقافة الحوار المبني على المعرفة تكاد تكون معدومة مفقودة في مجتمعاتنا العربية¡ فكل يتعصب لرأيه ويحاول أن يكون هو المنتصر¡ وصاحب الحق¡ فالمحاور لا يبحث عن الحقيقة أثناء الحوار¡ ولا يصغي إصغاء العارف المنصف¡ وإنما كل اهتمامه وتركيزه هو أن يقول لا.. ظاناً أن الاعتراض¡ هو انتصار له.. لأنه قد استقر في ذهنه أن الاعتراف بالحقيقة هو نوع من أنواع الهزيمة¡ والانسحاب..!! وهذا داء ليس بالجديد في ثقافتنا¡ فيروى أن أبا حنيفة النعمان وقع في جدل مع رجل يقال له "شرشير المدني" ويبدو أن شرشيراً هذا رجل يحب الجدل¡ والعناد والثرثرة¡ والمخاصمة باطلاً كان ذلك أو حقاً..!! فقال أبو حنيفة في شرشير هذا:
عندي مسائلُ لا شَرْشير يُحسِنُها
عند السّؤال ولا أصحاب شَرْشِيرِ
وأقول: رحم الله أبا حنيفة ما أكثر الشراشير بيننا اليوم..!!
http://www.alriyadh.com/1601233]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]