المراسل الإخباري
06-09-2017, 21:38
http://www.qatarat.com/ كنا ونحن طلاب إذا أردنا رصد ومعرفة أحوال قوم وواقع حياتهم وطريقة تفكيرهم¡ نرصد ما ينتجون من دراما – وكلمة دراما هنا لا تعني الحزن أو الكدر كما يفهمها العامة¡ وإنما تعني كل الأعمال التي ينتجها المبدعون في إبداعاتهم بجميع مستويات الإبداع التي تتصل بالواقع سواء كانت مفرحة أو محزنة. وهنا تكمن خطورة الأعمال الدرامية ومدى أهميتها في كشف الواقع وظروف المجتمعات!
فالدراما من وجهة نظرنا أخطر من التاريخ لأنها تحمل مصداقية الكاتب عن المؤرخ¡ لما تحمله من وقائع وحقائق دفينة تحويها خطوطها الذي لا يكشف كنهها سوى النقاد المحترفين.
والحقيقة أن ما يمر به عالمنا العربي من تقلبات واضحة لكل راءٍ وسامع قد عملت على خلخلة الواقع بكل تأكيد¡ وذلك من خلال التقلبات الفكرية والعقائدية الذهنية منها والنفسية.
ومن الواضح أن هناك خللا في العقائد الروحية والتي اعتاد كتاب الدراما استلهام أعمالهم من خلالها سواء كان ممارسات طقسية أو عقائدية أو حتى اسطورية هذا حق كل مبدع أن يستلهم ما يراه ملهما له في دعم وطرح أفكاره¡ وكان من الخطورة بل من أشدها خطرا هو تبني هذه الأفكار أو تلك¡ فنحن كدراميين نستلهم ولا نتبنى لأن الواقع وعلاقته بالأعمال الدرامية هو كما تعرفها المعاجم والقواميس هو انتقاء من الواقع وليس نقله بغثه وثمينه وإلا أصبح الأمر في منتهى الخطورة¡ فوظيفة الدراما ماهي إلا معالجة الواقع وليس نقله ومن هنا تفقد الدراما وظيفتها وتتحول إلى سلاح فتاك يفتك بالشارع عامته وخاصته.
الحقيقة أن ما يمر به عالمنا العربي من تقلبات واضحة لكل راءٍ وسامع قد عملت على خلخلة الواقع بكل تأكيد¡ وذلك من خلال التقلبات الفكرية والعقائدية الذهنية منها والنفسية..
وللأسف الشديد أن معظم الأعمال الدرامية تسدى إلى غير المتخصصين وذلك لندرة التخصص أولا ثم إلى تفشي المصالح الذاتية ثانية والأهم والأدهى جهل الرقيب بمقتضيات الدراما ووظيفتها في إدارة العقول وتلك هي الطامة الكبرى. فالقائمون على انتاج الدراما التلفزيونية خاصة والسينمائية والإذاعية وحتى الأغنية منها غير متخصصين وغير مهنيين وغير دارسين¡ وهم لا يعلمون أنهم يديرون الرؤوس العربية كبيرها وصغيرها¡ فمن المسؤول عن هذا الفراغ المهني الخطير.
الشارع لم يعد يحتمل هذا الهراء الفكري¡ فكل ما نراه من خلل اجتماعى نتاج لما يطرح على شاشاتنا العربية وكل يوم تتسع الفجوة فلا رقيب ولا حسيب يحاسب أو يسمع ويرى¡ فالدائرة يا سادة مغلقة والتأثير والتأثر دائريان يمسخ كل منهما الآخر حتى يتم مسخ العقول البشرية وهذا ما نلاحظه في أغلب السلوك الاجتماعي فعلى سبيل المثال تلك المقارنة بين أغنية في التسعينات للمطرب على حميدة وهى ( لولاكي) التي تتحدث عن المحبوبة وعن رومانسية المحب والتي يبدأ مطلعها " لولاك والله ما حبيت" بمعناها الرقيق وبالبوح الشفيف عن معاناة المحب ولهفته على حبيبته¡ وبطبيعة الحال الأغنية الرومانسية تعتمل في ذهنية المتلقي وتشحذ مشاعره وترقق من حسه وقد يغيب عن البعض ما فعلته أغاني عبدالحليم وأم كلثوم بمشاعر الناس من رقة الإحساس وتفاني النفس في رقة المشاعر ليس على مستوى الحب والحبيب¡ وإنما في كل أمور الحياة حتى قيل إن انتصارات العرب ضد الغاصب الصهيوني آنذاك كان بفعل تلك الأغاني سواء كانت عاطفية أم حماسية وذلك قد يغيب على غير المتخصصين في التأثير النفسي للمعطى الإعلامي بشكل عام¡ ولكن نجد تلك المقارنة على ذات الأغنية تطرح بشكل واضح في مقارنة واضحة بين أعوام التسعينات والألفية الثالثة فنجد المطرب حميدة ذاته يغنيها بكلمات الضرب والسلب والنهب ثم يرد عليه جمهور الألفية الثالثة بنفس منطق جمهور الألفية الثالثة حينما يتصدون له ويتقدم أحدهم يقوله: أنت فاكرني عادي¡ والا من سكان المعادي¡ أنا أعملها وعادي إلخ.." هذه المقابلة الصريحة تضعنا أمام عالمين كل منهما يفصح عن أحوال جمهوره فمن المسؤول "بالله عليكم" عن هذا الخلل الواضح والقاتل لكل المشاعر الإنسانية¿! بطبيعة الحال أعاجلكم بالإجابة وعن رؤية واقتناع وهم الجالس على كرسي الإعلام يتعاطى مرتبات لإتلاف عقول البشر في أي بلد عربي وليس في مكان بعينة¡ فالقضية يا سادة أصبحت عامة لا تخص بلداً بعينه أو مسؤولاً بحد ذاته¡ ولكن تغييب الوعي وإماته الصدور أصبحت مهنة صناع الدراما للأسف.
دعونا ندلف إلى ما هو أدهى وأمر وهي مسلسلات رمضان وفي هذا الشهر الكريم سنجد أن الجن والعياذ بالله قد تلبس الشاشة في أغلب المطروح عليها¡ ومثلما أسلفنا فاستلهام المعتقدات أمر مشروع وممتع وملهم¡ ولكن حينما نؤمن بتلك المعتقدات ونطرحها للعامة مؤمنين بها فتلك الطامة الكبرى حينما يتبنى أحد المسلسلات مثل هذا الطرح..
ثم يأتي مسلسل آخر وهو عبارة عن كولاج لأفلام أجنبية متعددة وبدون تنويه عن هذا الأخذ مثل فيلم (ذا رينج) والذي جاء بنفس الطريقة في ظهور الجن والأشباح حيث يبدأ الطبيب القادم الي بلدة مجهولة للبحث عن مسببات هذه الظاهرة فيظهر له جني ليخبره بأن ريحانة الفتاة الفقيرة التي تم اغتصابها وقتلها من أحد الأعيان فما كان من شيخ الخفر الا ان امر بأن تدفن ويبنى فوق قبرها مقام لأحد الأولياء وتتوالى الأحداث بين الجن والمردة والسحرة والجهل والخرافة وبدون طرح فكري يعالج القضية. وقد سبق بأيام قلائل مسلسل الكبريت الأحمر والذي يعتمد في مجمله على الجن والتعاويذ السحرية في غياب كامل للمعالجات الدرامية والتي هي نفسها تبيح للكاتب الاستلهام لكي يسوق آياته.
وأعتقد في نهاية الأمر أن الخلل والفراغ الروحي الذي خلخلته دعوات التطرف والدعوات الضد للخروج من دوامة التطرف هي نفسها التي خلخلت الأساس الروحي للمجتمع فظهرت الدراما بهذا الشكل المخل بالفكر وبالطرح وبالقيم وبالعقائد خالية الوفاض من أي مدلول.
http://www.alriyadh.com/1601151]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
فالدراما من وجهة نظرنا أخطر من التاريخ لأنها تحمل مصداقية الكاتب عن المؤرخ¡ لما تحمله من وقائع وحقائق دفينة تحويها خطوطها الذي لا يكشف كنهها سوى النقاد المحترفين.
والحقيقة أن ما يمر به عالمنا العربي من تقلبات واضحة لكل راءٍ وسامع قد عملت على خلخلة الواقع بكل تأكيد¡ وذلك من خلال التقلبات الفكرية والعقائدية الذهنية منها والنفسية.
ومن الواضح أن هناك خللا في العقائد الروحية والتي اعتاد كتاب الدراما استلهام أعمالهم من خلالها سواء كان ممارسات طقسية أو عقائدية أو حتى اسطورية هذا حق كل مبدع أن يستلهم ما يراه ملهما له في دعم وطرح أفكاره¡ وكان من الخطورة بل من أشدها خطرا هو تبني هذه الأفكار أو تلك¡ فنحن كدراميين نستلهم ولا نتبنى لأن الواقع وعلاقته بالأعمال الدرامية هو كما تعرفها المعاجم والقواميس هو انتقاء من الواقع وليس نقله بغثه وثمينه وإلا أصبح الأمر في منتهى الخطورة¡ فوظيفة الدراما ماهي إلا معالجة الواقع وليس نقله ومن هنا تفقد الدراما وظيفتها وتتحول إلى سلاح فتاك يفتك بالشارع عامته وخاصته.
الحقيقة أن ما يمر به عالمنا العربي من تقلبات واضحة لكل راءٍ وسامع قد عملت على خلخلة الواقع بكل تأكيد¡ وذلك من خلال التقلبات الفكرية والعقائدية الذهنية منها والنفسية..
وللأسف الشديد أن معظم الأعمال الدرامية تسدى إلى غير المتخصصين وذلك لندرة التخصص أولا ثم إلى تفشي المصالح الذاتية ثانية والأهم والأدهى جهل الرقيب بمقتضيات الدراما ووظيفتها في إدارة العقول وتلك هي الطامة الكبرى. فالقائمون على انتاج الدراما التلفزيونية خاصة والسينمائية والإذاعية وحتى الأغنية منها غير متخصصين وغير مهنيين وغير دارسين¡ وهم لا يعلمون أنهم يديرون الرؤوس العربية كبيرها وصغيرها¡ فمن المسؤول عن هذا الفراغ المهني الخطير.
الشارع لم يعد يحتمل هذا الهراء الفكري¡ فكل ما نراه من خلل اجتماعى نتاج لما يطرح على شاشاتنا العربية وكل يوم تتسع الفجوة فلا رقيب ولا حسيب يحاسب أو يسمع ويرى¡ فالدائرة يا سادة مغلقة والتأثير والتأثر دائريان يمسخ كل منهما الآخر حتى يتم مسخ العقول البشرية وهذا ما نلاحظه في أغلب السلوك الاجتماعي فعلى سبيل المثال تلك المقارنة بين أغنية في التسعينات للمطرب على حميدة وهى ( لولاكي) التي تتحدث عن المحبوبة وعن رومانسية المحب والتي يبدأ مطلعها " لولاك والله ما حبيت" بمعناها الرقيق وبالبوح الشفيف عن معاناة المحب ولهفته على حبيبته¡ وبطبيعة الحال الأغنية الرومانسية تعتمل في ذهنية المتلقي وتشحذ مشاعره وترقق من حسه وقد يغيب عن البعض ما فعلته أغاني عبدالحليم وأم كلثوم بمشاعر الناس من رقة الإحساس وتفاني النفس في رقة المشاعر ليس على مستوى الحب والحبيب¡ وإنما في كل أمور الحياة حتى قيل إن انتصارات العرب ضد الغاصب الصهيوني آنذاك كان بفعل تلك الأغاني سواء كانت عاطفية أم حماسية وذلك قد يغيب على غير المتخصصين في التأثير النفسي للمعطى الإعلامي بشكل عام¡ ولكن نجد تلك المقارنة على ذات الأغنية تطرح بشكل واضح في مقارنة واضحة بين أعوام التسعينات والألفية الثالثة فنجد المطرب حميدة ذاته يغنيها بكلمات الضرب والسلب والنهب ثم يرد عليه جمهور الألفية الثالثة بنفس منطق جمهور الألفية الثالثة حينما يتصدون له ويتقدم أحدهم يقوله: أنت فاكرني عادي¡ والا من سكان المعادي¡ أنا أعملها وعادي إلخ.." هذه المقابلة الصريحة تضعنا أمام عالمين كل منهما يفصح عن أحوال جمهوره فمن المسؤول "بالله عليكم" عن هذا الخلل الواضح والقاتل لكل المشاعر الإنسانية¿! بطبيعة الحال أعاجلكم بالإجابة وعن رؤية واقتناع وهم الجالس على كرسي الإعلام يتعاطى مرتبات لإتلاف عقول البشر في أي بلد عربي وليس في مكان بعينة¡ فالقضية يا سادة أصبحت عامة لا تخص بلداً بعينه أو مسؤولاً بحد ذاته¡ ولكن تغييب الوعي وإماته الصدور أصبحت مهنة صناع الدراما للأسف.
دعونا ندلف إلى ما هو أدهى وأمر وهي مسلسلات رمضان وفي هذا الشهر الكريم سنجد أن الجن والعياذ بالله قد تلبس الشاشة في أغلب المطروح عليها¡ ومثلما أسلفنا فاستلهام المعتقدات أمر مشروع وممتع وملهم¡ ولكن حينما نؤمن بتلك المعتقدات ونطرحها للعامة مؤمنين بها فتلك الطامة الكبرى حينما يتبنى أحد المسلسلات مثل هذا الطرح..
ثم يأتي مسلسل آخر وهو عبارة عن كولاج لأفلام أجنبية متعددة وبدون تنويه عن هذا الأخذ مثل فيلم (ذا رينج) والذي جاء بنفس الطريقة في ظهور الجن والأشباح حيث يبدأ الطبيب القادم الي بلدة مجهولة للبحث عن مسببات هذه الظاهرة فيظهر له جني ليخبره بأن ريحانة الفتاة الفقيرة التي تم اغتصابها وقتلها من أحد الأعيان فما كان من شيخ الخفر الا ان امر بأن تدفن ويبنى فوق قبرها مقام لأحد الأولياء وتتوالى الأحداث بين الجن والمردة والسحرة والجهل والخرافة وبدون طرح فكري يعالج القضية. وقد سبق بأيام قلائل مسلسل الكبريت الأحمر والذي يعتمد في مجمله على الجن والتعاويذ السحرية في غياب كامل للمعالجات الدرامية والتي هي نفسها تبيح للكاتب الاستلهام لكي يسوق آياته.
وأعتقد في نهاية الأمر أن الخلل والفراغ الروحي الذي خلخلته دعوات التطرف والدعوات الضد للخروج من دوامة التطرف هي نفسها التي خلخلت الأساس الروحي للمجتمع فظهرت الدراما بهذا الشكل المخل بالفكر وبالطرح وبالقيم وبالعقائد خالية الوفاض من أي مدلول.
http://www.alriyadh.com/1601151]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]