تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة الخمّ



المراسل الإخباري
03-10-2018, 11:50
http://www.qatarat.com/ كان سعيداً في مسكنه الأول¡ مسكن دافئ وجميل¡ يأكل ويشرب وينام¡ لا شيء يزعجه¡ ثم بعد تسعة أشهر غادر ذلك المسكن قسراً إلى فضاء أكثر رحابة¡ ومع أن الصدمة أبكته كثيراً إلا أن حضناً دافئاً تلقاه¡ وصوتاً من أعذب الأصوات غنى له أغانيه المفضلة¡ وأيدي ناعمة اهتمت بنظافته ومداعبته¡ لا شيء كان ينقصه¡ فكلما ارتفع صوته رغبةً في شيء ما اجتهدت أمه لتريحه.
تطوي الأيامُ الأيامَ ويكبر الطفل العاجز ليصبح رجلاً¡ ويبدو أن المرأة في خُمِّها الدافئ لا تعرف أي الكائنات استنزف روحها وجسدها من أجله¡ في الخارج حيث يجلس ذلك الطفل الذي أصبح رجلاً¡ يصغي لتعاليم الشارع¡ وينهل ما استطاع من عالم الذكور ما يلوث عاطفته.
مع الأيام يأخذ الصوت القديم العذب مفهوم العورة¡ والضرع الذي أرضعه¡ والوجه الذي كان ينير طفولته ويملأ قلبه بالطمأنينة والسكينة يصبح هو الآخر عورة¡ وهلُمَّ جرا
يدخل الرجل في صراع مع نساء محيطه ويتحوّل إلى كائن غريب عنهن¡ غريب عن أمه¡ وأخواته ونساء عائلته...
حتى النساء الافتراضيات في العالم الأزرق وشبكات التواصل الاجتماعي يُقلِقْن راحته¡ يبحث عمّا يثير أعصابه ويطلق نار لسانه ولغته المتعجرفة عليهن...
يدخل في معارك يومية لا تنتهي مع هذا الجنس «المتوحش» الذي لا يعرف أن يتلاشى من أمام ناظريه¡ ينتقد فلانة وعلاّنة ويرمي بعضهن ببعض الأكاذيب ليؤدبهن أكثر¡ في قرارة نفسه لا شريفة خارج الخم الذي ولد وترعرع فيه وهو في خلال تلك الدوامة والعواصف العاصفة بأفكاره ومشاعره لم يسأل نفسه أبداًº فيما تختلف نساء العالم عن أمه¿ وما الجريمة التي اقترفتها المرأة ليكون عدواً لها¿
فكل ما يقرأه يثير أعصابه¡ وينكّل به ويقلل من قيمته¡ حتى وإن لم يكن موجهاً إليه شخصياً¡ وهذا ليس حاله وحده بل حال أغلب ذكورنا من الخليج إلى المحيط¡ نفس الأفكار تنخرهم¡ القريب منهم لليابان والقريب لأوروبا¡ المتعلم في كامبردج أو أكسفورد¡ والمتعلم في هارفرد.. فالطفل الغض الذي تعلم أول دروسه في عالم الرجال في بيئته سيبقى يفصل بين المعلومة العلمية والمعلومة الاجتماعية التي توهمه أنه لا شيء بدون ذلك الزّاد من الكراهية لأنثاه¡ وبدون زعامة الديكة التي اكتسبها بالوراثة على دجاجات الخم الأول.
سيثور البعض عليَّ ويقولون إن العتب على أمه لأنها لم تتقن تربيته¡ ويبدو أننا نحمل الأمهات أكثر مما يتحملن¡ فهل تعرفون مُعَلِّما ًواحداً يمتلك كل المعارف والحلول لتلامذته¿ تلك هي الأم التي أعِدَّت لتعتني بطفلها ولكنها حرمت من أن تتعلّم وتُعلّمه.




http://www.alriyadh.com/1667534]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]