المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كَمَّمَ أفواهَ هؤلاء¿



المراسل الإخباري
04-05-2018, 06:37
http://www.qatarat.com/
إذا كنا نتحدث في جميع ما يعنينا ويؤثر في حياتنا من شؤون هنا في بلادنا بحرية وأمان¡ ونلقى التفاعل مع ما نطرح من ولاة الأمر والمسؤولين على السواء¡ فمن الذي كمم أفواه هؤلاء حتى يلجؤوا لخيار اللجوء والهجوم علينا من الخارج¿
أتأمل مندهشاً بضعة وجوه من أبناء هذه البلاد اختاروا طريق الخروج من المملكة لاجئين¡ من دون أن يفرض عليهم هذا اللجوء الذي اختاروه بمحض إرادتهم¡ والاحتماء بالآخر¡ للهجوم على بلادهم¡ وإلقاء التهم عليها وعلى ولاة أمرها باطلاً وبهتاناً¡ في وقائع خصومة متجردة من أي شرف¡ سواء على شاشات الفضائيات الغربية أو المعادية¡ أو في صحف ملاجئهم الطوعية¡ أو لدى المنظمات الدولية التي أصبحت مأوى لكل صاحب دعوى¡ حقاً كانت أو باطلاً¡ فتجد هذه المنظمة أو تلك¡ تسجل وراء أحدهم كل ما يكيله من أكاذيب وافتراءات¡ وتنقلها عنه في بيانات دورية تتبنى فيها وجهة نظر من جهة واحدة¡ في مشهد يكشف عن حالة من التربص ببلادنا من قبل منظمات لا نعرف من يقفون وراءها¡ ولا نعرف أهدافهم¡ وكأنها وجدت ضالتها في هذا الفريق من المعارضين.
ولعلي أتوقف قليلاً أمام تعبير «المعارضين» هذا¡ فهو تعبير جديد على مجتمعنا¡ فمنذ بيعة الشعب للمؤسس¡ ولأبنائه من بعده¡ ونحن جميعاً على قلب رجل واحد¡ حول المؤسس وأبنائه ملوك دولته من بعده¡ لم ينقض أي من الطرفين عهده¡ لا الشعب السعودي الموالي لحكامه¡ ولا حكامه الأوفياء بكل ما عاهدوا عليه شعبهم. وفكرة المعارضة هذه لم تطرح على الإطلاق¡ لا لشيء سوى أنه لا حاجة إليها على الإطلاق¡ فجميع الأبواب مفتوحة للناس¡ بدءاً من أصغر مسؤول في الدولة¡ حتى باب الملك¡ فضلاً عن القنوات العدلية والقضائية والشرطية¡ هذا على صعيد الحاجات والشكاوى والمظالم¡ ولا نعرف عن ولاة الأمر أنهم أقروا ظلماً¡ أو ردوا صاحب مظلمة¡ أما على صعيد الرأي¡ فلدينا عشرات الصحف التي تخرج علينا كل يوم بعشرات الآراء لكتابها في جميع الشؤون¡ كبيرها وصغيرها.. يتحدثون في كل شيء.. يبدون آراءهم في كل قرار.. اللهم إلا بعض القرارات التي يتطلب إبداء الرأي فيها دراية ببعض الشؤون السيادية¡ التي ترتبط غالباً بعلاقات المملكة الدولية¡ أو بعض السياسات ذات الصلة بشؤون الحكم¡ وهذه تقتصر المعلومة فيها على ولاة الأمر والجهات السيادية¡ ودور المواطن هنا¡ كما يحدث في الدول الكبرى¡ وليس في المملكة وحسب¡ أن يثق في قيادة بلاده¡ وأن يحترم قراراتها في علاقاتها الدولية¡ وألا ينصب من نفسه حكماً على قرار ليس في يديه من المعلومات ما يجعله أهلاً للحكم عليه¡ وربما أيضاً ليس لديه من التأهيل السياسي ما يجعله قادراً على استيعابه. ولعلنا نرى جميعاً فوضى الرأي والمشاحنات وحالة الاصطفاف التي تعصف بدول في المنطقة¡ فقط لفوضى الرأي¡ ولحديث الجميع في الشأن السياسي بعلم وبغير علم.
من المؤكد أننا جميعاً نتحدث بحرية في جميع ما يعن لنا من أمور¡ ونقترح ما نشاء من مقترحات في هذه الزوايا¡ ونختلف حول كثير من القرارات التي نرى من واقع معايشتنا واحتكاكنا وخبراتنا نحن الكتاب أنها ليست في صالح المواطن¡ ونواجه هذا المسؤول أو ذاك بوجوه النقص والتقصير في المؤسسة التي يجلس على قمة هرمها الإداري.. لم يسجن أحد لأنه لام وزيراً أو تحدث عن تقصيره¡ ولم يمنع أحد من الكتابة لأنه طرح مشكلة¡ ولا يطارد أحد لأنه طالب بحق لفئة معينة. على مدار عقود كانت صفحات الصحف والفضائيات ساحة للنقاشات والانتقادات والخلافات في جميع الشؤون. فلماذا اختار هؤلاء الخروج على منظمة إعلامنا الوطنية المنظمة المرشدة واختار النباح علينا من الخارج¡ مستقوياً بحكومات دول أخرى¡ من المؤكد أنه لن يستطيع أن ينتقدها¡ وأن المتاح له هناك¡ فقط انتقاد حكومة بلاده¡ لأسباب لم تعد سراً على أحد¡ فلكل أجندته في هذا العالم¡ وأمثال هؤلاء لا يستضافون بوصفهم دعاة حرية وحقوق مدنية كما يدعون أو يظنون¡ ولكنهم يستضافون بوصفهم أوراق ضغط على بلادهم¡ في أيدي منظمات لا أحد يعرف من يقف وراء كواليسها. فإذا كنا نتحدث في جميع ما يعنينا ويؤثر في حياتنا من شؤون هنا في بلادنا بحرية وأمان¡ ونلقى التفاعل مع ما نطرح من ولاة الأمر والمسؤولين على السواء¡ فمن الذي كمم أفواه هؤلاء حتى يلجؤوا لخيار اللجوء والهجوم علينا من الخارج¿ أم أن ما يطرحونه دور موكل إليهم وفق أجندات تتطلب اليوم الهجوم صراحة علينا من الخارج¡ وكانوا من قبل يمررون رسائلهم تقية في ثنايا السطور¿




http://www.alriyadh.com/1673146]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]