المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرأي الرياضي



المراسل الإخباري
04-08-2018, 05:40
http://www.qatarat.com/ الرأي الرياضي لدينا خاصة في مجال كرة القدم رأي عاطفي بعيد جداً عن المهنية والموضوعية. هذه الملاحظة تنطبق على المقالات الصحفية والحوارات التلفزيونية. الاستثناء موجود لكنه من النوادر. الإعلام الرياضي انقسم مثل تقسيم المدرجات.
المشكلة ليست في وجود الميول. المشكلة بل المعضلة هي خضوع الآراء والنقد للميول. هذا سبب كافٍ لعدم الاستفادة من النقد ومن الإعلام الرياضي بكل تفاصيله.
بسبب عجز كثير من (النقاد) الرياضيين الالتزام بالموضوعية أصبحت الكتابات والحوارات مشاحنات ومهاترات وشخصنة ليس لها أي علاقة بالتقييم الموضوعي وبالتالي تصبح غير مفيدة في مشروع التطوير الرياضي. لا يتطور الأداء ولا يستفيد المتلقي من حوار وكتابات تحمل صفة النقد وهي بعيدة جداً عن هذا المفهوم. غياب النقد الموضوعي كان نتيجته استمرار الفكر الإعلامي الرياضي دون تطوير¡ يكرر نفسه بنفس الطرح¡ حيث يقيد (الناقد) نفسه بميوله فتصبح طروحاته صحيفة حائطية لناديه.
الحوار والكتابات غير الموضوعية تتطور من هذه المرحلة الى مرحلة (الشخصنة) والهجمات¡ والهجمات المرتدة.
ما الشخصنة¿ يعرفها الفيلسوف هنري هازلت بما يلي «هي أن تحاول تسفيه حجة ما بالقدح في الشخص الذي يعبر عنها فيبدو كأن العكس قد ثبت)¡ أما الكاتب الدكتور عادل مصطفى فيعرفها بشكل أكثر تفصيلاً (أن يعمد المغالط إلى الطعن في شخص القائل بدلاً من تفنيد قوله أو قتل الرسول بدلاً من تفنيد الرسالة. إن ما يحدد قيمة صدق عبارة¡ وما يحدد صواب حجة هو في عامة الأحوال أمر لا علاقة له بقائل العبارة أو الحجة من حيث شخصيته ودوافعه وسيكولوجيته. فعبارة 2+2 = 4 هي عبارة صحيحة سواء كان قائلها عدواً أو مغرضاً أو معتوهاً. وأنت تقع في هذه المغالطة حين تقوم في معرض الجدل بمهاجمة شخص الخصم بدلاً من مهاجمة حجته¡ فيبدو بالتداعي كأن حجته قد دمغت مثله وأصيبت. والحق أنك قد تسدد سهام النقد إلى شخص خصمك¡ بواعثه¡ ودوافعه¡ صدقه وإخلاصه¡ أهوائه وأغراضه¡ ذكائه وفهمه¡ فتدميه وتصميه¡ وحجته بعد حية ترزق». من كتاب المغالطات المنطقية¡ د. عادل مصطفى).
هذا الوصف ينطبق على الحوار غير الموضوعي سواء في المجال الثقافي أو الرياضي. لكن حديثنا اليوم هو عن كتابات وحوارات رياضية يطلق عليها مسمى النقد أو الإعلام الرياضي وهي في الحقيقة لا علاقة لها بالنقد أو الإعلام. لقد انقسم الإعلام الرياضي وأصبح لكل نادٍ إعلامه الخاص فكانت النتيجة ضياع الحقيقة وانعدام الفائدة ونشر التعصب والابتعاد عن التقييم الموضوعي والانقياد خلف نظرية المؤامرة¡ وجعل التشكيك هو المسيطر على الفكر والتحليل وتفسير القرارات والنتائج.
هذا الواقع هو الذي جعل الحوارات الرياضية مادة للترفيه فقط¡ ثم تجاوزت الخطوط الحمراء وأصبحت غير مناسبة لا للصغار ولا للكبار. لم تعد المشكلة محصورة في الصراخ والتعصب وقلب الحقائق وهذه وحدها كافية لعدم فائدتها¡ ولكنها تجاوزت ذلك إلى مستوى الشتائم وتبادل الاتهامات والكلمات البذيئة فخرجت من دائرة النقد الرياضي أو الإعلام الرياضي إلى حلبة للمصارعة.
التطوير الرياضي يحتاج إلى طرح إعلامي مهني وإلى فكر نقدي موضوعي لا يخضع للميول. يجب أن نعلم أن تشجيع نادٍ معين لا يؤهل المشجع ليكون ناقداً أو إعلامياً. علينا البحث عن المؤهلات الأخرى واعتماد معايير مهنية صارمة وتطبيقها على الجميع.




http://www.alriyadh.com/1673641]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]