المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين جرائم معاداة السامية.. وحوادث قتلنا العابرة



المراسل الإخباري
05-04-2018, 01:16
http://www.qatarat.com/
لا أعرف إلى متى تتعامى عين العدالة الغربية التي لا تغفل عن أي شاردة أو واردة في كل ما يخص معاداة السامية¡ حتى إشارات الكلاب¡ عن إبادة شعوب كاملة وتشريدها ونهب أرضها هنا في المنطقة العربية¡ سواء على يد دولة الاحتلال¡ أو على يد سفاح سوريا بشار الأسد وعصابته¡ والراعي الرسمي له دولة الملالي..
لا يكاد ينقضي يوم إلا ونطالع أخبار الملاحقات والغرامات التي تطبق حول العالم على كل من تصدر منه انتقاد لسياسات دولة الاحتلال الإسرائيلية والصهيونية العالمية¡ أقربها خبر حكم محكمة أسكتلندية¡ بتغريم شاب يبلغ من العمر 29 عاماً 800 جنيه إسترليني (1120 دولاراً)¡ بعد إدانته بنشر مواد «عدائية بشكل صارخ»¡ في فيديو واسع الانتشار لكلب صديقته وهو يبدي ردود فعل على إيماءات مستوحاة من النازية¡ وصورة تعود لألمانيا في ثلاثينات القرن الماضي¡ بدعوى أن الفيديو الذي نشره الشاب «عدائي بشكل صارخ¡ ويحتوي على مادة تهديد ومعاداة للسامية وعنصرية».
لا أعرف إلى متى تتعامى عين العدالة الغربية التي لا تغفل عن أي شاردة أو واردة في كل ما يخص معاداة السامية¡ حتى إشارات الكلاب¡ عن إبادة شعوب كاملة وتشريدها ونهب أرضها هنا في المنطقة العربية¡ سواء على يد دولة الاحتلال¡ أو على يد سفاح سورية بشار الأسد وعصابته¡ والراعي الرسمي له دولة الملالي.
إن صمت الغرب على المذابح التي شهدتها وتشهدها المنطقة العربية في مقابل تجريمه لكل ما يمس الكيان الصهيوني حتى إشارات الكلاب¡ لا يمكن تفسيره على الإطلاق إلا بأن للغرب مصلحة في هذا الدمار العام الذي تغطي صوره المشهد العربي. هذا الصمت أيضاً يجعل الاحتمالات مفتوحة على أن يكون الغرب جزءًا من هذا الدمار¡ في ظل تحرك قوى الغرب السريع الذي شهدناه في ملفات أخرى كالملف الليبي إبان أخريات أيام القذافي¡ وتحركهم السريع أيام صدام حسين¡ في مقابل الصمت التام المطبق عن مجازر الاحتلال القديمة المتجددة¡ وعن مجازر النظام السوري التي يقابلها الغرب بإجماع تام على حتمية الحل السياسي أمام آلة عسكرية بلا قلب تسابق الزمن لحصد المزيد من أرواح السوريين وترويعهم من أجل تهجيرهم من مناطقهم¡ سعياً إلى إحداث تغيير ديموغرافي في سوريا تكون الكلمة العليا في خريطته الجديدة لنظام الأسد والقطاعات الشعبية الموالية له¡ تحت المظلة الإيرانية والوصاية التامة على حاكم أصبح من الواضح أنه يقوم بدور الموظف المؤتمر بأوامر رؤسائه في طهران.
إن سياسة الكيل بمكيالين هذه من قبل الغرب¡ تضع الأنظمة الغربية في مرمى اتهامات كثيرة¡ لسنا نحن هنا فقط من يوجهها إليهم¡ بل كثير من نشطاء الكيانات السياسية ومنظمات حقوق الإنسان التي يبدو أن تأثيرها تراجع كثيرًا في ظل سطوة كبيرة للسياسيين على المشهد¡ وخفوت أصوات البرلمانات¡ وأصوات ناشطي حقوق الإنسان. بيد أن هذه الهيمنة من قبل الحكومات الغربية وتجاهلها للنداءات الإنسانية تتسبب في حالة عداء متنامية ضد الغرب¡ تستثمرها قوى التطرف والإرهاب¡ والنتيجة هذا الفزع الذي أصبح يعيشه المواطن الغربي¡ فلم تعد شوارعه آمنة كسابق عهدها¡ بعدما أصبح العابرون الأبرياء أهدافاً لإطلاق النار العشوائي¡ والشاحنات الهائجة التي تقتحم الشوارع المزدحمة والأسواق¡ والطعن بأيدي كائنات متهيجة حشت قوى التطرف عقولها بأن كل ما هو غربي يصلح بأن يكون هدفاً للجهاد.
لا أعرف حقيقة متى تستوعب الحكومات الغربية هذا الدرس القديم¿.. متى تدرك أنعدالتها العرجاء التي جرت علينا ويلات الحروب التي تشهدها المنطقة¡ هي نفسها التي تجر عليها موجات الإرهاب التي لا يمكن التنبؤ بعواقبها ومضارها¡ ولاسيما في ظل ابتكار قوى الإرهاب كل يوم جديداً يفاجئون به الأجهزة الأمنية¡ وفي كل مرة يسقط العشرات من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أن حكوماتهم تكيل بمكيالين¡ وتستفز الشعوب حول العالم¡ فلا هي التي تركت الشعوب وشأنها من دون تدخل في شؤونهم¡ ولا هي التي كانت حكماً بالعدل بينهم¡ في وقت تدخر فيه سيف عدالتها الصارم للدفاع عن الكيان الصهيوني¡ العدالة التي أصبحت تلويحة كلب في ميزانها جريمة نكراء¡ في حين تمر وقائع ذبح شعوبنا كأنها حوادث عابرة.




http://www.alriyadh.com/1678996]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]