المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تعرف السيّد يائس المثبّط¿



المراسل الإخباري
07-24-2018, 01:43
http://www.qatarat.com/ ربما التقيت في دوائر عملك وعلاقاتك بهذا السيّد العجيب المدعو «يائس المثبّط»¡ وربما استوقفتك نظرته المتشائمة للحياة وتفسيره اليائس للمواقف والأحداث من حوله. نعم ستعرفه حين تراه من ملامحه المقطّبة ووجهه المتجهّم ومن خلال تعليقاته التي يغمغم بهاº وذلك لأن السيّد محبط لا يرى في أي مبادرة أو مشروع مقترح إلاّ الفشل المحتوم. هو يحفظ كل الأمثال وأبيات الشعر التي تستدعي اليأس والقنوط فإذا قلت له في شروق يوم هادئ جميل على سبيل المثال: أرى في إشراق شمس الغد المزيد مما يحمل البشرى¡ رد وهو يرمقك بعينين تقولان: هذا المتفائل لا يعرف أن الأيام حبلى بالمفاجآت وربما تمتم وقال: إن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة. وأنت إذا امتدحت شخصاً في عمله وإخلاصه سرد لك من العيوب التي «سمع عنها» قائمة تبدأ ولا تنتهي. حتى وإن دلّلت بأنموذج لمسؤول كان على قدر المسؤولية وأنجز إنجازات استثنائية زمّ السيد محبط شفتيه وقال: أكيد هو مستفيد وحتى هذا الإنجاز أكيد هو رمية من غير رام.
وتعدّ قبيلة «المثبط» قبيلة قديمة الجذور ولها رسوخ إذا استشرت أحد أفرادها حيث ينتمي السيد محبط فلن تفوز ولن تفلح إن أطعت شوره. فإن كنت طالباً تشكو هم الامتحانات قال لك: لماذا تتعب نفسك وتدرس كل هذه الأعوام وفي النهاية أنت لن تجد وظيفة¿ وإن كنت رجل أعمال وسألته الرأي في توجهك الاستثماري للتوسع والريادة رد بشكل حاسم وحازم بأن العالم كله على شفير هاوية ولا شيء يستحق الاستثمار.
كثيرون يزورهم اليأس ويواجهون الإحباط ولكنهم يطردون هذا الزائر بالمزيد من التفاؤل والمثابرة¡ وهؤلاء يؤمنون بأن اليأس مدخل كل الوساوس ومخرج لكل الطمأنينة للناس والحياة. وحين ذاعت العبارة الشهيرة «لا حياة مع اليأس¡ ولا يأس مع الحياة» فهي عبارة بسيطة المبنى كبيرة المعنى تلخص العلاقة التنافرية بين الحياة بكل ما فيها من بهجة واليأس بكل ما يجلبه من قنوط واكتئاب.
وحين تحاور يائساً فأنت تحاول نقله من ضفة يأسه إلى ضفة الأمل واليقين من أبواب «تفاءلوا بالخير تجدوه». إن التحديات التي تواجه الإنسان المتفائل في دروب الحياة يعبرها مكافحاً ويسترجعها دروساً مستفادة للمضي قدماً. ويكشف التاريخ في قصص القادة والمخترعين أن من استسلم لليأس انهزم وانزوى¡ ومن جعل التحدي لكل الصعاب فرصة لصقل مهاراته فاز وأفلح. يقولون: إن صحفياً سأل «توماس أديسون» عن فشله في مئات التجارب قبل اختراع بطارية تخزين أولية¡ فكان جواب المخترع الذي قدم للعام أكثر من ألف اختراع يا عزيزي «لست أفهم لم تسميها محاولات فاشلة¿ لقد تعلمت منها أن هناك ألف طريقة لا يمكنك بها صنع بطارية».
ولهذا فإن السيد «يائس المثبط» موجود في كل المجتمعات ويتقن جميع اللغات¡ ولكن من يستضيفه مقيماً في داره أو دوائره أو حتى في جنبات رأسه لن يعرف طعم الحياة ولن يستلذ بالنجاح. وحتى تسعد عليك ألا تستقبل السيّد يائس المثبّط¡ فاستقباله مكروه¡ والإعراض عنه واجب¡ وإذا لوح لك يوماً بيده فأعرض عن اليائسين.
قال ومضى:
تعبت الحروف في زمان الأسئلة¿




http://www.alriyadh.com/1694319]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]