المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل ستكفينا اللغةيا درويش..¿!



المراسل الإخباري
09-29-2018, 06:29
http://www.qatarat.com/ بين حينٍ وآخر .. أنصت لصوت محمود درويش يتلو قصائده للشمس .. فتناديه الظلال .. كم مرة قلت له في الغيب .. هل ستكفيك اللغة يادرويش ¿! .. ثم قمت لأسأل اللغة هل ستبقين صامدة حينما تكفينا الإيماءة في الغد¡ وهل ترك لنا درويش ما ندّعيه لك أو ما نراه فيك أو ما ننتظره منك ...
لستُ هنا بصدد تكرار الثابت حول علاقة درويش باللغة¡ تلك العلاقة التي تخلّقت في روحه وتكفّل بها ما وراء اللغة¡ ولا محاولة السير في طريق لا يؤدي إلى شاعر يقبع بين مفرداته يقلبها ذات اليمين وذات الشمال وصمته منبسط بالبعيد¡ لكنني أتساءل بحذر وخوف وارتباك هل ستكفينا اللغة¿
السؤال الأكثر جدلاً وربما غرابة هل ستستمر اللغة صوتًا في ظل هذه القفزات التقنية التي تناضل من أجل تحوّل جذري لدورها الوجودي فينا ... في لغة «الأرابيش» مثلاً تحوّل الصوت إلى صورة .. هكذا قفزت اللغة بمفهومها البديهي من حاسة السمع لحاسة البصر¡ لاسيما على مستوى ردّات الفعل الكتابية .. فالصور التعبيرية المتراصة في شاشات أجهزتنا الذكية لغة متحفّزة وجاهزة للتعبير لاسيما كردّات فعل طمعت بالصورة المتنقلة فاجتهدت لتجمع الزمان بالمكان والمكان بالزمان .. ثم ماذا بعد¿!
ذات يوم كنت أبحث في شعر الشعراء الذين فقدوا أبصارهم عن دلالة اللون صوتًا حينما كانت بصرًا .. فأجد دائماً صورة صوتية لا يراها غيره ولا يدركها سواه¡ لكن كل هذا جاء جرّاء ظروف وجودية للشعراء الذين فقدوا أبصارهم واجتهدوا بالتالي «ضرورةً» ليكونوا في مستوى اللغة حينما احتاجتهم دلالاتها¡ لكننا أمام واقع يكاد ينسف صوت اللغة بعد أن بتنا تلقائياً نكتب أكثر مما نقول على مستوى حياتنا اليومية¡ من جهة أخرى أتسوّح بين عودة وأخرى في «خصائص» «ابن جني» ذلك العالم اللغوي القديم الذي اجتهد كثيراً في استكشاف أصوات الحروف وعلاقتها بالطبيعة «محاكاة أصوات الطبيعة» .. كخرير الماء¡ وحفيف الشجر¡ وصرير الريح .. إلخ.
لكنني في كل مرة سأتساءل ما الذي سيحمله لنا الغد والضوء أسرع من الصوت منذ زمن الحضارة الأولى¡ هل ستتنازل اللغة عن متلازمة الصوت¡ وحين تفعل هل ستتخلى عن نفسها .. والأهم من كل هذا وفي ظل كل هذا الارتباك هل ستكفينا اللغة بعدك يا درويش¿!




http://www.alriyadh.com/1707516]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]