المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربع ساعة من التصفيق.. لا تكفي



المراسل الإخباري
09-29-2018, 06:29
http://www.qatarat.com/ يتحمّل زين¡ أحد أطفال الشوارع¡ حمولة ثقيلة على عاتقه.. إذ في خلال رحلة عبر يومياته بين الشوارع¡ سنكتشف حجم المأساة التي أوجد فيها.. طفل يتحمل المسؤولية بوعيه الصغير¡ فيحاول إنقاذ أخته من زواج مدبر لها وهي لاتزال طفلة¡ ولكنّه يفشل¡ يطعن زوجها بسكين¡ ثم يهرب محاولاً إيجاد مأوى لنفسه بعد مغادرة «بيت» والديه. يلتقي بعاملة إثيوبية بدون أوراق¡ تساعده¡ فيهتم برضيعها¡ حين يلقى عليها القبض ويزج بها في السجن. يسرق رضاعة من طفل ليطعم «يوناس» ابن صديقته الإثيوبية¡ ويسرق مزلاجاً بدواليب ويخترع عربة له ليجره معه في الشوراع¡ يطعمه قطع ثلج مع السكر لأنه لا يجد حليباً له¡ يبتكر الطفل حسب معطيات الشارع البائس والقاسي أشياءً لا تخطر على بال¡ يسأل لاجئة سورية من أين يأتون بالمؤونة¡ فيطلب حليباً ليوناس¡ وحفاضات¡ ثم يطعمه بودرة الحليب كما هي.. لقد ضاعت قنينة الرّضاعة منه حين طرد من الكوخ الذي استأجرته الإثيوبية.. يخترع شاشة بوضع مرآة على نافذة الكوخ¡ مقابل تلفزيون الجيران ليتابع برامج التلفزيون¡ يبتكر أشياء كثيرة من أجل البقاء على قيد الحياة¡ هو والرضيع الذي صار من نصيبه¡ ثم تغلبه الحياة¡ فيبيع الرضيع بأربع مئة دولار¡ ويقرر أن يغادر البلاد¡ إلى إسطنبول أو السويد¡ إلى واحدة منهما شرط أن تكون الأفضل¡ ولكنه بعد هذه الرحلة¡ يكتشف أنه طفل لا وجود له في السجلات الرسمية¡ وأنه «بني آدم» لا يعني أحداً¡ بدءاً بوالديه (جذر المأساة) إلى الدولة التي يعيش في شوارعها وحواريها ويتنفس هواءها ويشرب ماءها ويتحدث بلغتها..
هكذا قدمت الرائعة نادين لبكي أحد أطفال شوارع بيروت¡ في فيلمها «كفر ناحوم» الحاصل على جائزة التحكيم في مهرجان «كان»¡ هي التي مضت في مشروعها السينمائي ببصمة تميّزها عن غيرها¡ بالنزول إلى قاع الحياة بكاميرتها¡ ومنح أناس لا علاقة لهم بالتمثيل الفرصة ليصبحوا أبطالاً.
قضت خمسة أشهر وهي تبحث عن طفل بين أطفال الشوارع حتى اكتشفت «زين الرّافعي», طفل سوري لاجئ¡ لديه من المواهب ما جعله يبدع في إيصال أفكار لبكي¡ وجعلنا نغص ونحن نتابع الفيلم.
لقد ذهبت سيدة الإخراج هذه المرة أبعد من «كراميل» و»هلّق لوين» لقد أخذتنا إلى أعماقنا الإنسانية وسلخت عنّا جلود الحرباء التي نحتمي بها¡ لقد أبدعت فوق العادة¡ وأبهرت جمهوراً عالمياً بما يمكن أن تصنعه امرأة تفكّر¡ هي التي لم تتوقف عند إنجاز فيلمها¡ بل احتضنت «زين» بإنسانية عالية¡ واجتهدت ليصل إلى النرويج ويلتحق بالمدرسة ويحصل على حياة كريمة.
«زين» الذي من المستحيل أن يراه أي مسؤول¡ استطاعت لبكي بفيلمها العظيم أن تجعله مرئياً ومسموعاً.




http://www.alriyadh.com/1707532]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]