المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملك عبدالعزيز وتحديات التحديث



المراسل الإخباري
10-01-2018, 20:39
http://www.alriyadh.com/media/thumb/54/a9/800_09b364f0d6.jpg يعرف كثير من الناس تلك التحديات العسكرية التي واجهها - المغفور له بإذن الله - موحد هذا الكيان الشامخ الملك عبدالعزيز في سبيل توحيد هذه البلاد¡ وكيف تعامل معها باقتدار. وقد بدأت هذه التحديات بدخول الرياض عام 1319هـ بمجموعة قليلة من الرجال والنجاح في استعادتها¡ ثم انطلقت ملحمة التوحيد لأكثر من 30 عاماً لتتوج في نهاية المطاف بإعلان توحيد المملكة في 12 جمادى الأولى 1351هـ.
ولكن ما لا يعرفه كثير أن موحد هذه الأرض الطاهرة قد واجه تحديات لا تقل عن سابقتها صعوبة عندما قرر تطوير بلاده وتحديثها. وكان هذا التحدي راجعا لسببين. الأول أن إنسان الجزيرة العربية ولا سيما المملكة كان معزولاً عن العالم الخارجي¡ وما يشهده من تطورات تقنية وعلمية¡ ومن هنا كانت هذه التطورات غريبة وغير مقبولة من قبل البعض انطلاقاً من المقولة الدارجة «الإنسان عدو ما يجهل».
أما السبب الثاني فيعود إلى اقتران تدين البعض بالجهل¡ وهو أصعب أنواع التدين¡ حيث تكون الممانعة والمقاومة هنا باسم الدينº حيث كان العالم ينقسم في تصور هؤلاء إلى عالمين: ما ورد في القرآن والسنة¡ ويرونه خيرا يقبلون به¡ وما لم يرد فيهما¡ ويعتبرونه شرا ومرفوضا. متناسين قوله صلى الله عليه وسلم «أنتم أعلم بأمور دنياكم».
وقد نجح الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في التعامل مع هذه التحديات باقتدار ليعبر بسفينة الوطن بأمان. ومن صور هذه التحديات التي يجب تعرف الناس عليها ما يتعلق بإدخال الهاتف اللاسلكي إلى المملكة. فعندما وصل بعض الإخوان إلى الحجاز رأوا ما اعتبروه من أكبر البدع¡ وهو جهاز يتحدث معلقا على الجدار فقاموا بتكسيره دون مناقشة ماهيته وأبواب استخدامه. ولم يكن هذا الجهاز سوى هاتف كان يربط مكة المكرمة بالطائف. لقد كان هذا الجهاز وسيلة اتصالات مهمة من الناحية الإدارية لتوفير الجهد والوقت في عمليات نقل البريد عن طريق الجمال¡ التي كانت تعتبر من الطرق البدائية في ربط أقاليم الدولة. ومن هنا فقد وجه الملك عبدالعزيز بربط أقاليم الدولة الرئيسة عن طريق الهاتف اللاسلكي.
ولقد اتخذ بعض المعارضين لاستخدام الهاتف بعض المواقف الغريبة من هذا الجهاز. وكون فيلبي كان من مؤيدي قرار الملك في هذا الخصوص¡ وفيلبي لم يكن مسلماً¡ فقد رأوا أن استخدام هذا الجهاز مؤامرة بين فيلبي والشيطان يراد منها هدم الإسلام!! ومن هنا كانوا يراقبون العاملين على هذه الآلة التي تتكلم «الهاتف» أملاً في الإمساك بهم متلبسين بالتعامل مع الشيطان!! وفي كل هذا كانوا يتمنون الرجوع إلى تلك الأيام الجميلة¡ أيام النقاء والصفاء والإسلام الصحيح السابق على إدخال هذه الآلة «الشيطانية» إلى البلاد!! ولكي يعري مثل هذا الفكر المنغلق دعا الملك عبدالعزيز العلماء والمعارضين¡ وأمر بتشغيل هذه الآلة¡ فإذا بصوت أحد المشايخ يتلو سورة الفاتحة. فسألهم رحمه الله: هل هذا صوت الشيطان الذي يبحثون عنه¿ فكانت إجابتهم: «نستغفر الله». وما ينطبق على الهاتف ينطبق على إدخال السيارة وكثير من الأمثلة.
رحم الله الملك عبدالعزيز فقد كان سابقاً لعصره ورائد توحيد ونهضة¡ وهو الخط الذي سار عليه ملوك هذه البلاد حتى عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين¡ وهو العهد الذي أطلقت عليه في مقال سابق «عصر النهضة السعودي» بكل ما يحمل من رؤى استشرافية وعمليات تطوير وتحديث سيخلدها التاريخ بماء الذهب.




http://www.alriyadh.com/1707975]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]